الاتهامات تحاصر الجميع.. مستشارو ترامب يفقدون الثقة

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

تدوي أصداء الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة داخل إدارة الرئيس الأمريكي، إذ يشعر مساعدوه ومستشاروه الخاصون بأن لا أحد فيهم بمأمن من التساؤلات المستمرة حول عدد من الملفات أبرزها التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016، والتي انتهت بفوز ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي كانت تشغل منصب وزير الخارجية في الولاية الأولى لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وعلى مدى عامين، هاجم دونالد ترامب مجتمع الاستخبارات الأمريكية ككل وبشكل فردي بسبب مواضيع مختلفة مثل حرب العراق، ودعمها -من وجهة نظره- لمنافسته في الانتخابات الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، وعلى رأس كل ذلك دورها فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الاستحقاق الرئاسي 2016، وذلك حسب ما ورد في صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية.

اقرأ أيضًا: بعد اتهام محاميه ومدير حملته.. ماذا ينتظر ترامب؟ 

وشهد مستشارو البيت الأبيض هذا الأسبوع، مستوى جديدا من الاضطراب بعد إعلان حكم الإدانة لبول مانافورت، رئيس حملة الرئيس السابق، بينما اعترف مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب، قضية منفصلة، بأنه مذنب في تهم جنائية، الأمر الذي وضع العديد من مستشاري الرئيس الأمريكي ومعاونيه في سياق أزمات متتالية.

وفي مقابلات مع 6 من مساعدي ترامب والأشخاص المقربين من البيت الأبيض، أعربوا عن مخاوفهم المتزايدة بشأن التحقيقات الفيدرالية الجارية، بما في ذلك تحقيق المحامي الخاص روبرت مولر بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وقال أحد المسؤولين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، في ما يخص مناقشة الشؤون الداخلية: "أعتقد أن المستشارين يهتزون حقًا، فهم لا يزالون يحاولون استيعاب الأزمات التي تحيط بهم والبدء في معالجتها".

وفي أحدث علامة على المخاطر المحتملة على ترامب والمقربين منه، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن ديفيد بيكر، الرئيس التنفيذي لشركة "أميريكان ميديا"، قد مُنح الحصانة من قبل المدعين الفيدراليين، وذلك ضمن ملفات تتضمن نقاشا حول دور ترامب في التنسيق مع الروس قبل انتخابات 2016، بالإضافة إلى مزاعم العلاقات الجنسية للرئيس الأمريكي قبل الاستحقاق.

واتهم بيكر، وهو حليف مقرب من ترامب، بالمساعدة في إسكات قصص سلبية عن الرئيس، بما في ذلك تقديم أموال نظير الانتهاء الكامل من مشكلات كادت أن تمثل قلقا واضحا لقدرات الرئيس الأمريكي على المنافسة في الانتخابات.

اقرأ أيضًا: الروس والانتخابات السبب.. دوافع سياسية تدفع قدامى CIA للتكتل أمام ترامب 

إحدى التهم التي تواجه ترامب، هو ما قاله كوهين في المحاكمة، الثلاثاء الماضي، بأنه شارك في اتفاق للحفاظ على السرية مع امرأتين "بالمشاركة مع وبتوجيه من مرشح على منصب فيدرالي"، بغرض "التأثير على نتيجة الانتخابات".

وشملت هذه الاتفاقيات تبرعات مالية غير مشروعة من شركات تم تقديمها مباشرة إلى ترامب، وظهر مدى تورط الرئيس الأمريكي في هذا الأمر، عن طريق الكشف عن مستندات تشرح كيف أرسل كوهين فواتير مزيفة حتى يتمكن ترامب من تسديد الأموال التي دفعها. 

وبشكل عام، يؤمن ترامب بوجود "دولة عميقة" تسيطر سرًا على الحياة الأمريكية، وهو يراها حريصة على بقاء جذورها في المفاصل الرئيسية للدولة، وعلى رأسها الجهات الاستخباراتية، أما على الجانب الآخر، هناك مجموعة غير مسبوقة من كبار المسؤولين السابقين في الاستخبارات والأمن القومي بشتى انتماءاتها للإدارات المتعاقبة سواء الديمقراطية أو الجمهورية، اتفقوا جميعًا على أن سياسات ترامب تمثل تهديدًا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، أَذيعت أمس الخميس: "لطالما كان هناك جدل في حياتي، فقد نجحت دائما".

وعلى الرغم من القلق الذي يسيطر دومًا على المستشارين والمعاونين للرئيس الأمريكي، فإن صحيفة "يو إس إيه توداي"، ترى أن هناك سعيا واضحا من جانبهم للتعايش بشكل طبيعي مع الأوضاع الخطيرة، وإشعار الجميع بأن عملهم في الإدارة الأمريكية لا يتأثر بالأجواء المحيطة بها.

ترامب قد لا يعي تمامًا مدى خطورة بعض تصرفاته وقراراته، والتي أبرزها إلغاء التصريح الأمني ​​السابق لمدير المخابرات المركزية "CIA" جون برينان، وهو الأمر الذي أدى إلى تحويل عدائه مع وكالات الأمن المعلوماتي التابعة له إلى حرب شاملة، ما تسبب في توحيد جبهة المسؤولين السابقين ضده.

وقال برينان، خلال إحدى التغريدات عبر تويتر: "هذا الاتهام من جانب ترامب دليل دامغ على أنه مصاب بالـ«بارانويا»، كما أنه يعكس استمرارا من جانبه في سوء قراءة الوقائع وقلقا متزايدا وفزعا من التحقيقات الخاصة بالتدخلات الروسية، والتي يتولاها المحقق الخاص روبرت مولر".

اقرأ أيضًا: ليست حربا اقتصادية فقط.. الصراع الاستخباراتي بين أمريكا والصين يدخل آفاقا جديدة

وبشكل عام، أدى ذلك إلى حالة من العداء الخفي بين الرئيس الأمريكي والاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA"، والتي كانت إحدى أهم الأدوات التي يراها ترامب مساندة له، وذلك قبل الانخراط بقوة في ملف التدخل الروسي بالانتخابات.

ويقود قدامى الاستخبارات المركزية الأمريكية هذه المعركة بأنفسهم، حيث قال تيم وينر، الذي فاز كتابه في تاريخ CIA "تراث آشز" بجائزة الكتاب الوطني: "كما هو الحال مع ترامب، لا توجد ثوابت تاريخية".

واتفق واينر، خلال رسالة مفتوحة نشرت يوم الخميس قبل الماضي، مع 12 مديرًا سابقًا للمخابرات ونوابًا فيها، على أن إلغاء تصريح برينان يعد محاولة لقمع حرية التعبير بغرض سياسي، وبحلول يوم الأحد الماضي، انضم إلى المجموعة ثلاثة مديرين إضافيين وقعوا بشكل رسمي.

التعامل بالشكل الحالي للإدارة الأمريكية قد خلق لها أعداء لم يكونوا في حساباتها يومًا ما، وبشكل خاص جعل ترامب مهددا دومًا بفقدان حلفائه الرئيسيين بإدارته.

شارك الخبر على