بعد اتهام محاميه ومدير حملته.. ماذا ينتظر ترامب؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

الثلاثاء الماضي كان من أسوأ أيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه منصبه في يناير من العام الماضي، حيث اتهمه محاميه السابق مايكل كوهين بالتورط في خرق القوانين الانتخابية.

الأمر لم يتوقف هنا، حيث أدانت محكمة فيدرالية بول مانافورت، مدير الحملة الانتخابية السابق لترامب، بارتكاب 8 جنايات فيدرالية، ومن المتوقع أن يُسجن.

صحيفة "الجارديان" البريطانية، أعدت تقريرًا، تساءلت فيه عما قد يواجه الرئيس الأمريكي، بعد سقوط شخصيتين من أكثر المقربين له.

ما الذي يُتهم به ترامب؟

أحد التهم التي تواجه ترامب، هو ما قاله كوهين في المحاكمة، الثلاثاء الماضي، بأنه شارك في اتفاق للحفاظ على السرية مع امرأتين "بالمشاركة مع وبتوجيه من مرشح على منصب فيدرالي"، بغرض "التأثير على نتيجة الانتخابات".

وشملت هذه الاتفاقيات تبرعات مالية غير مشروعة من شركات تم تقديمها مباشرة إلى ترامب، وظهر مدى تورط الرئيس الأمريكي في هذا الأمر، عن طريق الكشف عن مستندات تشرح كيف أرسل كوهين فواتير مزيفة حتى يتمكن ترامب من تسديد الأموال التي دفعها.

وقال لاني دافيس محامي كوهين، في بيان له بعد جلسة المحكمة، إنه "إذا كان قيام مايكل كوهين بدفع هذه الأموال يعد جريمة، إذا لماذا لا يعد الأمر نفسه جريمة بالنسبة لدونالد ترامب؟".

هل سيواجه ترامب تهم جنائية؟

تقول الصحيفة البريطانية، إنه من المرجح ألا يواجه ترامب أية تهم جنائية، إذ أوضح قرار سابق لوزارة العدل الأمريكية، أن أي رئيس ما زال في المنصب، لا يمكن توجيه تهم جنائية ضده.

وكشف الفريق القانوني لترامب، أن المحقق الخاص روبرت مولر الذي يدير التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، أكد لهم أنه سيتبع هذا القرار.

اقرأ المزيد: هل يتسبب محامي ترامب في سقوطه في قبضة «روبرت مولر»؟

قانونيًا، قد يواجه ترامب هذه التهم عند تركه منصبه، لكن تاريخيًا لم يكن هناك أي سابقة لمقاضاة الرؤساء السابقين في الولايات المتحدة.

ماذا يحدث الآن؟

أسوأ سيناريو يواجه الرئيس الأمريكي حاليًا، هو أن يتمكن الديمقراطيون من السيطرة على الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي المقرر عقدها في نوفمبر المقبل، والبدء في التحقيق في هذه القضايا، والتي من الممكن أن تتضمن جلسات استماع، حيث ترى "الجارديان" أن مصير ترامب في يد المصوتين الآن.

وتساءلت الصحيفة: هل سيشعر الجمهور بالاشمئزاز من تعامل الرئيس مع المجرمين المدانين مثل مانافورت الذي رفض دفع الضرائب على الملايين التي اكتسبها من عمله؟ أم هل سئموا من استمرار الرئيس في الكذب عليهم؟ أو من ناحية أخرى، هل سيتفق المصوتون مع من أنصار ترامب المحتملين مع الرئيس في أن هذه الاتهامات محض افتراء؟

يعلق إريك كولومبوس المحامي السابق في وزارة العدل الأمريكية خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، قائلا: "دعونا نتذكر أن هذه المعركة تُجرى في قاعات الكونجرس، وليست في قاعات المحكمة".

وأضاف أن "أي شخص يعتقد أن ترامب سيمثل أمام محكمة جنائية خلال وجوده في منصبه، فإنه يضحك على نفسه".

هل تحمي الشعبية ترامب؟

بالتأكيد لا، فإن ترامب محور العديد من التحقيقات الفيدرالية، والحكومية المتداخلة التي يقودها مولر، في علاقات حملته الانتخابية مع روسيا وغيرها من المسائل المرتبطة بها.

ويبدو أن كل جزء من التحقيق قادر على الكشف عن سلوك جنائي محتمل من قبل الرئيس أو من قبل أفراد عائلته، أو الكشف عن سلوك ترامب قد ينتهك اليمين القانونية.

اقرأ المزيد: الروس والانتخابات السبب.. دوافع سياسية تدفع قدامى CIA للتكتل أمام ترامب

يرى بينجامين ويتس رئيس تحرير مجلة "لوفير"، أن "تعدد الجبهات الذي يبدو فيه ترامب عرضة للهجوم بشكل قانوني، بداية من من أنشطة حملته الانتخابية مرورًا بشركاته، وصولًا إلى سلوكه في السلطة، قد يكون  فظيع بالنسبة له".

وأضاف أن "الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للرئيس، حيث لا يوجد أحد، بمن فيهم هو، لديه فكرة متى ستأتي الضربة التالية، أو على أي من هذه الجبهات".

هل هناك جانب مشرق لترامب؟

كشفت دراسة أجراها المعهد العام لبحوث الدين، أن "28% فقط من الشباب قالوا إنهم سيصوتون في انتخابات 2018، مقارنة بـ74% من كبار السن"، لذا، إذا لم يستطع الديمقراطيون السيطرة على الكونجرس، فإن فكرة مساءلة ترامب قد تكون بعيدة المنال.

كما أن ترامب لديه درجات تأييد مرتفعة، حيث أشارت الصحيفة البريطانية، إلى أنه أصبح في نظر الجمهور، مُحصن ضد اتهامات معينة، مثل تصريح كوهين بأنه متورط في اتفاقيات حفظ السرية، على الرغم من أن رودي جولياني المتحدث باسم ترامب، أكد نفس الشيء قبل شهور على شاشة التلفزيون، وأن كوهين أصدر أشرطة صوتية تظهر توثيق مشاركة ترامب.

كما أن كل من مانافورت وكوهين، لم يتفقا بعد مع المحققين على تقديم شهادات في قضايا أخرى، إلا أن هذا الأمر لا يمكن الوثوق به بشكل كامل.

وفي حالة ما قرر مانافورت، الذي يواجه احتمالية قضاء بقية حياته في السجن، أن يدلي بشهادته ضد الرئيس، فإن شهادته لاتصالات حملة ترامب مع الروس، يمكن أن تفضح جرائم أو أكاذيب ترامب الأخرى.

هل يجب على ترامب أن يقلق؟

نعم، خصوصًا مع ظهور الأخبار المفاجئة في الأسبوع الماضي، بخصوص اجتماع محامي البيت الأبيض دون ماكجان لمدة 30 ساعة مع المحامي الخاص، ولم يكن لدى الفريق القانوني للرئيس فكرة عما قاله، أو حقيقة استدعاء مولر للمدير المالي لشركة ترامب، منذ فترة طويلة، ألين فيزلبرج.

ومع إدانة مانافورت، يرى ترامب، أن فريق مولر يُظهر كفاءة مثيرة للقلق إلى حد ما، حيث أظهرت أوراق اتهام كوهين، كيف حصل المحامي الخاص على معلومات تفصيلية بالعمل الداخلي لمنظمة ترامب.

اقرأ المزيد: محامي ترامب يعترف: الرئيس كان على علم بتواطؤ حملته مع الروس

وفي حالة ارتكاب منظمة ترامب نشاطًا غير قانوني، فمن الممكن أن يكتشفه مولر ويوجه تهمًا ضد الرئيس، كما يبدو أن المحقق الخاص يضع في الاعتبار توجيه تهمة عرقلة العدالة ضد ترامب.

ويبدو أن ترامب لا يعرف إلا القليل حول ما قد تقوم به وزارة العدل بعد ذلك، حيث قال خبير الأمن القومي والمؤرخ تيم واينر "إن رئيس الولايات المتحدة مرعوب".

شارك الخبر على