من الأشهر اليوم؟

لدينا في التراث المصري قصص مثيرة مثل "أمنا الغولة، أبو رجل مسلوخة، والشاطر حسن ومغامراته مع زوجة أبيه الشريرة"، ورغم أننا لا نعرف أصلها فإنها قديمة قدم البشرية؛ فأمي حكتها لي وأنا طفلة، وبدوري أحكيها لأطفال العائلة، ولا شك أن هذه الوحوش الخيالية ستظل تتناقل بين الأطفال وعائلاتهم في صورة حواديت للأبد، لأنها مسلية ونابعة من تراثنا وتقاليدنا وهو ما يجعلها أكثر رعبًا.

وهوليوود أدركت منذ زمن أن القصص التي تعتمد على التراث والأساطير القديمة مادة خصبة لأفلام الرعب؛ فاقتبست من الأساطير اليونانية وغيرها حكايات بنت عليها أفلامها، أحدثها فيلم Slender Man، الذي يحتل المركز الثامن في البوكس أوفيس الأمريكي، والعمل مأخوذ عن أسطورة ألمانية شعبية لوحش أسطوري يدعى Slender Man، وفي هذا التقرير نتعرف على 5 أفلام استمدت قصتها من وحوش أسطورية.

1- Slender Man

يحكي الفيلم عن رجل نحيل طويل القامة قد يصل طوله إلى 7 أمتار قابلة للزيادة، حسب أسطورة شعبية ألمانية قديمة، ينتظر هذا الرجل في الغابات والأماكن النائية والمنعزلة كي يختطف الأطفال التي ضلت طريقها، والعمل من بطولة جوي كينج، أناليس باسو، جوليا جولداني، وخافيير بوتيت، الذي يقدم دور "سليندر مان"، الوحش الأسطوري الذي سبب رعبًا لمستخدمي الإنترنت لفترة طويلة بسبب ظهور صور له بجوار الأطفال، بعدها تحول إلى لعبة إلكترونية، ثم بنيت على قصته عدة أفلام، ولكن رغم أن هذه الأسطورة القديمة لم يكن لها وجود في العصر الحديث سوى عام 2009 بسبب الإنترنت؛ حيث ظهرت 3 تفسيرات لوجوده، منها نظرية "الكوانتم" فهو جسم يمكنه الانتقال عبر الزمن، ومنها أنه مجرد خدعة إلكترونية، وأخيرًا أن "سليندرمان" كائن فضائي لا يمكن تفسير وجوده بالعلم، فإنها تظل نظريات بدون دليل، وأغلب الظن أنه خدعة إلكترونية.

2- The Wailing

يحكي الفيلم عن محاولة ضابط شرطة التحقيق في حالات القتل الغريبة والمتكررة في البلدة بسبب مرض غير مفهوم، وهناك يتتبع إشاعة بوجود شخص غريب يعيش في الجبال هو عبارة عن روح شريرة تسبب في كل هذا الهلاك، ويقال إن الشيطان ذاته يتسبب في موت البشر، ويخوض الشرطي وزميله مغامرة مخيفة يحاولان فيها الفصل بين الحقيقة والخيال فيما يشاهدانه، والفيلم مأخوذ عن أسطورة شعبية كورية، ستشعل مخاوفك الطفولية من الجن والشياطين، لتولّد لديك كوابيس لن تكون مستعدًا لها.

3- The Witch

أسطورة لاتينية قديمة استمد منها الفيلم قصته؛ حيث تدور أحداث العمل عام 1630 في إنجلترا، عن أسرة مسيحية متدينة من الأب وليام والأم كاثرين، يعيشان على أطراف الغابة بصحبة أبنائهما الـ5، وفي أحد الأيام يختفي طفلهما الرضيع فجأة بينما محاصيلهما تُفسد، وتبدأ العائلة تنقلب على بعضها البعض، بينما الساحرة الكائن الخيالي الأسطوري وراء كل ما يحدث لهم، ونشاهد في الفيلم تلبس الشيطان للجدي بقرنيه، وذلك حسبما جاء في الصورة التقليدية للشيطان في كتب السحر اللاتينية، وبالإضافة لذلك يعرض الفيلم لمحة فلسفية عن قدرة الشيطان على التدخل بين أفراد العائلة الواحدة وقلبهم على بعض، مهما كانت درجة تدينهم.

4- The Hallow

يحكي الفيلم عن عائلة تنتقل للعيش في منزل مهجور بأيرلندا، إلا أنها تتفاجأ بوجود أحداث غريبة ومرعبة لا تفسير لها، لتكتشف فيما بعد أنها في صراع على البقاء ضد كائنات شيطانية تعيش في الغابات القريبة من المنزل، الفيلم مأخوذ عن أسطورة الجنيات، ولكنه على العكس لا يظهرهم مثل قصص السندريلا؛ كائنات صغيرة تساعد الفتيات الصغيرات البريئات، وإنما يستمد من التراث الأيرلندي أسطورة الجنيات اللاتي يخطفن الأطفال الصغار.

5- Borgman

يحكي الفيلم عن رجل مشرد يدخل بالصدفة إلى حياة عائلة غنية ومغرورة، فيحول حياة أفرادها إلى جحيم، الفيلم مأخوذ عن أسطورة هولندية، ورغم أنه نال تقييمًا منخفضا كعادة أفلام الرعب بسبب الجوانب الخارقة غير المنطقية فيه، فإن هذه الجوانب تحديدًا سبب عبقريته، لأنها تظهر الشياطين الأسطورية وكأنها أشخاص حقيقية تتنافس وتتسابق لتحقيق الهدف الأساسي من وجودها وهو تدمير الخلق، لذا يجمع الفيلم بين السوداوية والخيالية وفي بعض الأحيان الكوميديا!

عندما يكون لـ قصص الرعب أصل في التراث نزداد رعبًا، لأننا نفكر أن هناك أشخاصا سابقين اختبروا هذه الحكاوي، بينما نحن نجلس آمنين في فراشنا نستمع لها، ولهذا السبب استمدت أفلام الرعب المصرية حكاوي الجن والعفاريت في بناء قصصها، مثل أفلام "الإنس والجن"، "التعويذة"، وأيضًا "البيضة والحجر" للنجم الراحل أحمد زكي، وإن كانت طريقة تناوله كوميدية بعض الشيء.