وداعا عبدالحفيظ عباس .. يا للحزن اللاذع

أكثر من ٥ سنوات فى الراكوبة

معمدة ! ! جبهتى بالحزن
ومنذورة ! ! كل لحظة شعر
وميلادي اغنية ..أو شجن
لهذا الوطن
معمدة !! كل لحظة رعشة حب
وكل ابتسامات هذا الزمن
ومنذورة !! كل ايام عمرى
فما كان منها ..
وما لم يكن
لهذا الوطن !!

فى هدوء وصمت وكما يرحل الكبار غالبا رحل الفارس الجسور عبدالحفيظ عباس ، لبى نداء ربه بعد حياة حافلة بالنضال والبذل والعطاء لتبدأ بعد موته ذكراه عطره تتحدث عن نفسها من خلال رحلة عمره القصير ..

التقيته ونحن فى ربيع العمر فى القاهرة واسمرا ، حيث التقيت صلاح جلال ودكتور صديق بولاد ومهدي داؤد والسيد مبارك المهدى ، وكنا نعمل سويا من أجل التغيير وكان فارسنا وحادينا واخانا الاصغر ، ظل يبشر الشعب السودانى من إذاعة التجمع فى اسمره بأن فجر الخلاص آت لا محاله .. فاذا كانت المهدية هى المدرسه الفكرية الاولى التى صقلت شخصيته من خلال أطروحات الحبيب الإمام الصادق المهدى ، والتى كان معتزا ومليئا بها ولا يتردد أن يرد مزهوا على اصدقائه باقان اموم وياسر عرمان حينما اشتد الخلاف بين الامه والحركة الشعبية فى اسمرا ، ان جيلنا الذى تربى فكريا على الفكر الوسطى لن ينحني ولن يساوم على مبادئه ، نحن نمثل القوة الناعمة .. فالذاهبون إلى الفجيعة انتم ..

لقد تدرب على اتباع النهج المهدوى فى النضال والمقاومة على يد الحبيب الأخ مبارك المهدى والمرحوم عمر نور الدايم ، فكان أحد قادة جيش الامه الميدانيين المصادمين ، ما بين القلم وظلال السيف ادرك ان الوطن كيان مستقل الا انه يجد معناه ويتجسد فى الناس، لهذا عندما اتيحت فرصة للعقل والحوار أنخرط فى الحوار بكل صدق المؤمن وكبرياء الثائر ..

كان لطيفا مرحا محبا للسودان مولعا بالاطلاع كعادة تلاميذ الحبيب الامام ، واذكر انه كان مولعا بالأدب الوجودى اللا منتمى وضياع سوهو ، وكان يتفهم العلاقة بين سان سيمون وسيمون ديسفوار ، ولقد عرفت ذلك من خلال مداخلته معلقا على الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع --- أكثر

شارك الخبر على