رحلة الحياة والموت إلى مكة.. كيف سارت قوافل الحجاج قديماً من قارات العالم المختلفة إلى مكة؟

أكثر من ٥ سنوات فى الراكوبة

من طنجة على المحيط الأطلنطي، بدأ محمد اللواتي الطنجي -وهو مؤرخ وقاضٍ مغربي أمازيغي- رحلته الطويلة للحج، وقال يصف رحلته: «حزمت أمري على هجر الأحباب من الإناث والذكور، وفارقت وطني مفارقة الطيور للوكور، وكان والداي بقيد الحياة فتحملت لبعدهما وَصَباً، ولقيت كما لقيا نَصَباً».
لم يجد أبو عبد الله ابن بطوطة، الذي كان بلغ من عمره 21 عاماً، رفيقاً لرحلته للحج، لكن الرحلة التي كان يفترض أن تستغرق 16 شهراً دامت 24 عاماً كرحّالة وكاتب ومؤرخ كان غرضه فيها التعلم والرواية التاريخية وأخيراً قضاء مناسك الحج. عبر شمال إفريقيا وساحل المتوسط، قطع ابن بطوطة بلاد المغرب والجزائر الحالية ومكث شهرين في تونس، ثم ارتحل لميناء الإسكندرية التابعة للمماليك حينها، ومنها للقاهرة فالبحر الأحمر ثم عبر البحر الأحمر لجدة فمكة. يقول محمد الطنجي، المعروف بابن بطوطة، عن أحد مشاهد رحلته: «أصابتني الحمى، كنت أشد نفسي بعمامة فوق السرج؛ خشية السقوط بسبب الضعف، فنصحني صاحبي بأن أستريح حتى أبرأ، فأبيت وركبت الدابة على مرض، وقلت في نفسي، إن قضى الله – عز وجل- بالموت، فتكون وفاتي على الطريق، وأنا قاصد أرض الحجاز». يحكي ابن بطوطة رحلة الحج في القرن الرابع عشر الميلادي:
«رحلات ثلاث رحلات؛ بدأت أولاها من طنجة باتجاه إفريقية حتى الإسكندرية ومنها لدمياط فالقاهرة، ثم تابعت سفري في النيل إلى أسوان فعباب على البحر الأحمر، ومنها أبحرت إلى جدة ثم عدت للقاهرة ودمشق عبر فلسطين، ثم سرت إلى اللاذقية فحلب واتجهت مع قافلة حجاج إلى مكة ثم توجهت بعد ذلك إلى العراق ثم فارق وحججت للمرة الثانية، ثم انطلقت من مكة إلى اليمن فالبحرين ومنها إلى مكة ثم وصلت إلى مصر وهي أم البلاد».
وبخلاف رحلة ابن بطوطة التي جمع فيها نية الحج وغرض التعلم والكتابة وتدوين المجتمعات والمدن، كانت قوافل الحجاج من الأندلس والمغرب؛ أو الهند وإندونيسيا؛ أو الحبشة وغرب إفريقيا، لا تقل خطورة وصعوبة عن رحلة ابن بطوطة التي دوّن --- أكثر

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على