نادرة أمين أول مطربة تشارك في فيلم سينمائي.. هربت بعد ٦ أشهر زواج

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

طفلة لا تحب الدراسة، كانت تحلم دائما بالطرب والغناء، فبدأت تبحث عما تحب، وكانت تهرب من المدرسة، لتغنى لصديقاتها وجيرانها فى حديقة قريبة من منزلها.. كانت تهيم مع الغناء، حتى تستوعب أنها تأخرت على منزلها، وعند عودتها، كانت تقابل ما تخشاه دائما، عمتها التى تضربها بشدة، وتعاملها بقسوة مثل باقي أفراد أسرتها، الذين أجبروها حينما بلغت الثالثة عشرة من عمرها على الزواج، لكنها لم ترض بالأمر الواقع، ولم تنس ما حلمت به، فقررت الهروب من زوجها بعد 6 أشهر، ليضطر هو لتطليقها، وذهبت هي وراء حلم الغناء، لنجد بين يدينا، أول مطربة شاركت فى السينما، إنها "نادرة أمين".

ولدت نادرة في 7 يوليو 1906، بحي عابدين، لأب من رشيد بالبحيرة، من عائلة "شتا"، ولأم لبنانية الأصل، وهو ما دفع الكثيرين لاعتقاد أن نادرة شامية، وتوفيت والدتها وهي في عامها الثاني، وسافر والدها لأمريكا، وتزوج واستقر هناك، لتتولى تربيتها عمتها.

بعد هروبها، ظلت "نادرة" تمارس الغناء في حفلات أسرية ضيقة حتى التقت عازف الكمان المعروف سامى الشوا فى إحدى هذه الحفلات وشجعها على احتراف الغناء ثم درست العزف على العود على يد يوسف عمران وعلمها غناء الموشحات، فقدمت أغنية "يارب هيئ لنا من أمرنا رشدًا"، والتي تعد من أشهر الأغاني الدينية التي قدمتها في الإذاعة، وهي من قامت بتلحينها أيضًا.

ولم تتوقف مسيرتها عند غناء الموشحات، فقدمت نادرة أيضًا أغاني وطنية، حيث غنت للجيش المصري أثناء ذهابه إلى فلسطين، وغنت أيضًا في أوائل ثورة 23 يوليو، وهى أول مطربة تغنى للجيش، وغنت العديد من قصائد خليل مطران، والعقاد، وابن الفارض، وقدمت للإذاعة سبع أغنيات من ألحانها، كما لحن لها الملحن محمود الشريف أغنية واحدة.

فى ذلك الوقت، كانت تجري تحضيرات فيلم "أنشودة الفؤاد"، الذى كان من المقرر له أن يحصل على لقب أول فيلم روائي مصري، ولكن تأجيل عرضه جعل فيلم "أولاد الذوات" ينتزع منه اللقب، وفى إحدى الحفلات التى كانت تحييها نادرة، تواجد مخرج الفيلم ماريو فولبي، واعتادت "نادرة" أن تقدم فقرة بعد الغناء، تقوم فيها بتقليد نجمات التمثيل في ذلك الوقت.

وكانت "نادرة" معجبة بقدرات الممثلة بهيجة حافظ بطلة فيلم «زينب» الصامت، الذى أعيد إصداره مرة أخرى عام 1952، وهو عن رواية للأديب محمد حسين هيكل، ولعب الحظ معها، فقد أعجب المخرج ماريو فولبي بتقليدها لبهيجة، وتوسم خيرا في إمكانياتها وقدراتها التمثيلية، وحضورها أمام الجمهور، فرشحها لبطولة «أنشودة الفؤاد»، وتقدم من خلاله ثلاث أغانٍ واحدة تحمل نفس اسم الفيلم والاثنان، هما «يا بحر النيل» «يا غالي».

وبعد نجاح نادرة في فيلم أنشودة الفؤاد سافرت إلى المغرب والعراق، وقامت ببطولتها الثانية فى فيلم «شبح الماضى» من إخراج ابراهيم لاما، وشاركها التمثيل أمينه محمد وليلى أمين، وقدمت من خلاله أغنيتين من ألحان فريد غصن وهما "أعطنى العود وغنى"، و"بين الزهور والمية"، ومن ألحانها قدمت أغنية "بينى وبين القمر"، وعام  1936 قدمت ثالث أفلامها الذي حمل اسم "أنشودة الراديو" وكانت أم كلثوم تحضر فى ذلك الوقت فيلمها الأول "وداد".

رحلت نادرة أمين في الرابع والعشرين من يوليو عام 1990، ولولا حبها للفن والغناء، ماكان بين يدينا الآن التاريخ الذي قدمته لنا، ولكن جزء من الأغاني التي قدمتها ضائع بسبب ضعف التوثيق في تلك المرحلة، فحتى الآن لا توجد نسخة من فيلم "أنشودة الفؤاد".

شارك الخبر على