«العودة للجذور».. هل يقرب أبناء المهاجرين من الكنيسة القبطية الأم؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

على غرار مؤتمرات الشباب التي تنظمها الرئاسة، و«أسبوع إحياء الجذور»، الذي نظمته وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج نهاية إبريل الماضي، فإن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تنظم مؤتمر «العودة للجذور»، بمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء كنائس وإبروشيات قبطية في المهجر، بحضور عدد كبير من شباب إبروشيات الخارج دون سن الـ30 عاما، للمشاركة في أعمال المؤتمر برئاسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا تواضروس الثاني، وعدد من الأساقفة، ويشهد فعاليات الافتتاح مركز لوجوس بالمقر الباباوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

«العودة للجذور» ومشكلات المهاجرين

خلال رحلاته الرعوية للخارج والتي تلقى بسببها انتقادات كثيرة، صادف البابا تواضروس الثاني مجموعة من المشكلات والشكاوى من المواطنين المصريين المسيحيين المهاجرين، أبرزها اختلاف مواعيد الاحتفالات بالأعياد والمناسبات الدينية خاصة عيدي الميلاد والقيامة، بين الكنيسة القبطية والكنائس الغربية، فتكون مواعيد الكنيسة المصرية بعد انتهاء الإجازات في الغرب كما هو الحال مع الاحتفال بعيد الميلاد الذي يبدأ الاحتفال به في 24 ديسمبر وتنتهي إجازته في 6 يناير، حيث تحتفل الكنيسة القبطية يوم 7 يناير، وقدم بعض المهاجرين سواء في أمريكا وكندا وأوروبا مطالب بتوحيد مواعيد الاحتفالات.

أما الإشكالية الأخرى التي صادفها البابا فكانت انفصال أبناء الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين عن الكنيسة القبطية الأم، حيث لا يعرف أغلبهم اللغة العربية وتقام صلوات القداس في الكنيسة باللغتين العربية والقبطية، ما يشكل انفصالا ثقافيا عن اللغة التي يتحدثونها.

واتخذ البابا تواضروس قرارا بأن تكون الصلوات في الكنائس القبطية بالمهجر باللغة القبطية ولغة البلد التي يعيش فيها المواطنون المسيحيون، وعدم التمسك باللغة العربية خاصة أن أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين لا يتقنونها، وهو ما تسبب في توجيه انتقادات حادة للبابا، من قبل المعارضين لخطواته الإدارية لتطوير المنظومة داخل الكنيسة، عندما بدأ الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة بتفعيل الأمر عام 2015، واعتبر البعض أن الكنيسة القبطية في أمريكا تنفصل عن الكنيسة الأم في مصر.

محاولة لربط أبناء المهاجرين بالكنيسة الأم

أعلنت الكنيسة أنه تم الإعداد لهذا المؤتمر منذ نوفمبر من العام الماضي والذي ستجرى فعالياته خلال الأسبوع الأخير من أغسطس الجاري، وفي محاولة من الكنيسة لأن يتعرف أبناء المهاجرين عليها عن قرب سيتم تنظيم المؤتمر ليشمل عدة محاور روحية وثقافية وبرنامجا سياحيا يشمل زيارة لأديرة وادي النطرون وبعض المدن مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية.

الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية

رغم أن الكنيسة الكاثوليكية مقرها في الفاتيكان بروما، فإن البابا خليفة القديس بطرس مسؤول روحيا عن أكثر من مليار و200 كاثوليكي حول العالم، حيث يعيش العدد الأبرز منهم في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وبينما كانت كنيسة الإسكندرية «القبطية الأرثوذكسية»، تعيش فقط داخل مصر، فإنها بدأت تأخذ منحى جديدا منذ تأسس أول كنيسة في المهجر في عهد البابا كيرلس السادس بدولة الكويت، ومن بعدها بدأ التوسع إلى أن صارت في قارات العالم الست خلال عهد البابا الراحل شنودة الثالث، فوصلت إلى أستراليا وآسيا وأمريكا الجنوبية بالإضافة لأوروبا وأمريكا الشمالية والامتداد داخل قارة إفريقيا.

ومنذ جاء البابا تواضروس إلى كرسي القديس مرقس وهو يدرك هذا الواقع الجديد، وبدأ من خلال الزيارات الرعوية، والاستماع لمشكلات المصريين المسيحيين في المهجر، البحث عن آليات جديدة لربطهم بالكنيسة الأم، إلا أنه سيواجه انتقادات من معارضيه داخل مصر، عند اتخاذ أي خطوة جديدة، وهذا المؤتمر ما هو إلا محاولة لربط هؤلاء الشباب أصحاب الثقافة المغايرة للثقافة المصرية بكنيستهم الأم، فهل ينجح البابا والكنيسة بفتح آفاق لقبول كل الثقافات المختلفة لأتباع كنيستهم؟ أم سيكون لأصحاب الرؤى التقليدية والمنغلقة رأي آخر؟

شارك الخبر على