الروس والانتخابات السبب.. دوافع سياسية تدفع قدامى CIA للتكتل أمام ترامب

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء التصريح الأمني ​​السابق لمدير المخابرات المركزية CIA جون برينان إلى تحويل عداءه مع وكالات الأمن المعلوماتي التابعة له إلى حرب شاملة، وهو الأمر الذي أدى إلى توحيد جبهة المسؤولين السابقين ضده.

وعلى مدار عامين، هاجم دونالد ترامب مجتمع الاستخبارات الأمريكية ككل وبشكل فردي حول مواضيع مختلفة مثل حرب العراق، ودعمها -من وجهة نظره- لمنافسته في الانتخابات الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، وعلى رأس كل ذلك دورها فيما يتعلق بالتدخل الروسي في الاستحقاق الرئاسي 2016، وذلك حسب ما ورد في صحيفة الجارديان البريطانية.

مدير «CIA» السابق: ترامب مفزوع من تحقيقات «تدخل روسيا في انتخابات أمريكا» 

وفي بعض الأحيان، رد الأعضاء السابقون في المؤسسات الأمنية الوطنية بالولايات المتحدة على حرب ترامب عبر حساباتهم الشخصية والرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان ترامب بأنه "متهكم" و"مخادع".

وقالت الصحيفة البريطانية: "قرار ترامب يوم الأربعاء بإلغاء تصريح برينان الأمني حوّل الخلاف المتجذر إلى حرب شاملة، ونال من ثلاثة أجيال من كبار مسؤولي الاستخبارات في البلاد، كما أنه حاول دائرة الصراع إلى ما هو أبعد من الخدمة العامة ومسار الصالح العام".

على أحد جانبي المعركة، هناك رئيس يؤمن بوجود دولة عميقة تسيطر سرًا على الحياة الأمريكية، وهو يراها حريصة على بقاء جذورها في المفاصل الرئيسية للدولة، وعلى رأسها الجهات الاستخباراتية، أما على الجانب الآخر، هناك مجموعة غير مسبوقة من كبار المسؤولين السابقين في الاستخبارات والأمن القومي بشتى انتماءاتها للإدارات المتعاقبة سواء الديمقراطية أو الجمهورية، اتفقوا جميعًا على أن سياسات ترامب تمثل تهديدًا لأمن الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها.

وعلق برينان على اتهام الرئيس الأمريكي لسلفه أوباما بتحريك التحقيق في التدخلات الروسية بالانتخابات الأمريكية لتقليص فرص ترامب في الفوز.

«CIA»: تغريدات ترامب تساعدنا على تحديد أعدائنا 

وقال برينان خلال إحدى التغريدات عبر تويتر: "هذا الاتهام من جانب ترامب دليل دامغ على أنه مصاب بالـ«بارانويا»، كما أنه يعكس استمرارا من جانبه في سوء قراءة الوقائع وقلقا متزايدا وفزعا من التحقيقات الخاصة بالتدخلات الروسية، والتي يتولاها المحقق الخاص روبرت مولر".

وجاء ذلك ردًا على تغريدة لترامب قال خلالها: "لماذا بدأت إدارة أوباما تحقيقا في حملتي الانتخابية قبل موعد الانتخابات بوقت طويل؟ (وبلا أي دليل على ارتكاب أخطاء)، لقد أرادت (إدارة أوباما) أن تشوه سمعتي لصالح هنري كلينتون حتى تفوز بالانتخابات وهو أمر غير مسبوق وفضيحة أكبر من فضيحة ووترجيت! فضلا عن ذلك، لم يحرك أوباما ساكنا إزاء التدخل الروسي".

وقال تيم وينر، الذي فاز كتابه في تاريخ CIA "تراث آشز" بجائزة الكتاب الوطني: "كما هو الحال مع ترامب، لا توجد ثوابت تاريخية".

واتفق واينر خلال رسالة مفتوحة نشرت يوم الخميس مع 12 مديرًا سابقًا للمخابرات ونوابًا فيها، على أن إلغاء تصريح برينان يعد محاولة لقمع حرية التعبير بغرض سياسي، وبحلول اليوم الأحد انضم إلى المجموعة ثلاثة مديرين إضافيين وقعوا بشكل رسمي.

ترامب: قرار المحكمة العليا بأنه يثبت صحة سياساتي بشأن الهجرة 

ووفقا للصحيفة البريطانية، يحتفظ ترامب بقائمة تحتوي أسماء الأفراد الذين يفترض أن يكون تصريحهم الأمني قيد المراجعة، وأعلن البيت الأبيض علنًا أن القائمة تشمل جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ومدير وكالة الاستخبارات العسكرية في عهد جورج بوش الأب وبيل كلينتون، بالإضافة إلى جيمس كومي مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش، وسالي ييتس نائبة النائب العام السابقة، وأندرو ماكابي نائب مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وبيتر سترزوكال عميل سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، وليزا بيج محامي سابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن هدف ترامب هو تخويف منتقديه ودفعهم إلى الصمت، وكتب برينان في مقال افتتاحي يوم الخميس: "من الواضح أن ترامب أصبح أكثر يأسًا في حماية نفسه وأولئك المقربين منه، وهذا هو السبب في أنه اتخذ القرار ذي الدوافع السياسية لإلغاء تصريحي الأمني في محاولة التخويف لإسكات الآخرين الذين قد يتجرأوا على تحديه".

شارك الخبر على