انتخاب عمران خان رئيسًا للوزراء يهدد بأزمة بين أمريكا وباكستان

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

العلاقة بين الولايات المتحدة، وحليفها التاريخي باكستان، تمر بمنعطف حاد منذ أن تولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير 2017.

ويبدو أن الأزمة في طريقها للمزيد من التعقد، خاصة بعد تولي عمران خان منصبه كرئيس وزراء جديد لباكستان، والذي يضع علاقات بلاده مع أمريكا على قمة أولوياته.

وبعد أن أدى خان اليمين الدستورية، وعد لاعب الكريكت السابق، الذي دخل معترك السياسة بعد أكثر من عشرين عامًا، بقمع الفساد السياسي ومعالجة أزمة اقتصادية تلوح في الأفق.

وأشارت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أن العديد من النقاد شككوا في قدرة خان على تحسين علاقات إسلام آباد المتوترة مع واشنطن بسبب الحرب المستمرة في أفغانستان.

وفي يناير الماضي، خفض الرئيس الأمريكي المساعدات الأمنية لباكستان في يناير الماضي بعد أن وصف البلاد بأنها "ملاذ آمن" للإرهابيين في أفغانستان.

اقرأ المزيد: رسميا.. حركة عمران خان تفوز في انتخابات باكستان و7 أحزاب ترفض نتائجها

وكتب ترامب على تويتر "لقد أعطت الولايات المتحدة باكستان بحماقة أكثر من 33 مليار دولار كمساعدات على مدى السنوات الـ15 الماضية، ولم نحصل في المقابل إلا على الأكاذيب والخداع".

وانتقد خان ترامب شخصيا، واصفا إياه بأنه "جاهل وجاحد" بسبب تصريحاته حول باكستان، وانتقد الولايات المتحدة لاستخدامها باكستان "ككبش فداء" بسبب "فشلها في أفغانستان".

وكان رئيس الوزراء الجديد، قد صرح لصحيفة "التايمز" اللندنية في فبراير بأن استمرار العنف الأمريكي أدى إلى نمو حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع حركة طالبان الأفغانية.

وهو ما دفع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إلى التعليق بأن مثل هذه الآراء تهدد بإلحاق الضرر بعملية السلام في أفغانستان، التي ما تزال تمر بحرب بدأت عام 2001.

وفي حوار له مع "نيوزويك" عام 2011 قال خان "علينا إجراء حوار مع طالبان الباكستانية، والتواصل معهم، لقد قاوموا كل القوى العظمى في التاريخ، نحن بحاجة إلى منح فرصة للسلام".

اقرأ المزيد: عمران خان.. ماذا يواجه لاعب «الكريكيت» بعد فوزه في انتخابات باكستان؟

وردد خان هذه الدعوات عدة مرات، داعيًا إلى فتح مكتب لتسهيل محادثات السلام في عام 2013، وقال لصحيفة "التايمز" اللندنية إن "الليبراليين" المؤيدين لحرب الناتو ضد طالبان كانوا "متعطشين للدم".

وأضاف أنه "ليس لديهم أي فكرة على الإطلاق، يجلسون في غرف مغلقة، ويطالعون الصحف الصادرة باللغة الإنجليزية، والتي لا تُظهر باكستان الحقيقية".

في المقابلة نفسها، شجب هجمات الولايات المتحدة في باكستان، وقال: "يجب أن تتوقف الهجمات الأمريكية بدون طيار في باكستان". ووصفها "بأنها مجزرة، حيث لا يرى الغرب الرعب الذي تتسبب فيه".

وهو ما دفع الغرب لإطلاق لقب "طالبان خان" عليه بسبب آرائه.

وبعد انتخابات يوليو الأخيرة التي فاز فيها حزب حركة الإنصاف الباكستانية التي أسسها خان، تبنى رئيس الوزراء نغمة أكثر تصالحًا مع الولايات المتحدة.

ففي إحدى خطبه قال "نريد أن تكون لدينا علاقة بها تبادل للمنفعة مع الولايات المتحدة، كانت العلاقة حتى الآن، تسير في اتجاه واحد، وهو أن أمريكا تعتقد أنها تعطينا المساعدات لنخوض حربهم"، وأضاف "نريد أن يستفيد كلا البلدين، نريد علاقة متوازنة".

اقرأ المزيد: عمران خان.. لاعب كريكيت أشعل ثورة باكستان وتأثر بمصر

ويرى لوريل ميلر وهو خبير في السياسة الخارجية في مؤسسة "راند" لصحيفة "نيويورك تايمز"، أنه على الرغم من أن خان قد يكون شوكة في جانب ترامب، فإن منصبه الجديد قد لا يؤثر على العلاقة بين البلدين.

وأضاف "أن صعوده سيكون له تأثير ضئيل على العلاقات الأمريكية الباكستانية، والوضع في أفغانستان، والقضايا النووية التي تخضع لرقابة شديدة من قبل المؤسسة العسكرية".

لكن فيكرام سينج، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الخارجية والدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قال إن الدولتين ما تزالان بحاجة إلى العمل معًا.

وأشار إلى "أن كل بلد مستاء من اعتماده المستمر على الآخر، لكن في النهاية، تحتاج الولايات المتحدة وباكستان إلى إيجاد طرق للتعاون على الرغم من الإحساس العميق بعدم الثقة"، مضيفًا "أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام بين ترامب وخان إذا سنحت لهما الفرصة".

شارك الخبر على