قصة أول فيلم مصري بالألوان.. شهد مشكلة عائلية بين المخرج والبطلة
حوالي ٧ سنوات فى التحرير
رأفت بك الخازندار، رجل ثري يترك زوجته وابنتيه ويذهب إلى القاهرة، ويتنقل بين الكباريهات حتى يتعرف على مطربة مشهورة، وأراد أن يتزوجها، لكنها كانت تحب موسيقيا مغمورا هو سبب شهرتها، وأجبرتها أمها على الخطوبة من الثرى، فيما تسافر ابنتا الرجل الثري إلى القاهرة لمحاولة إفساد الزيجة، وإعادة أبيهما الذي تركهما صغارا منذ 12 عاما، ليقابلوا في القطار شابًا ادعى انتسابه لعائلة ثرية، واتفقوا على التعاون لإفساد الزيجة.. كانت هذه قصة أول فيلم مصري ملون وحمل اسم «بابا عريس».
شارك في بطولة الفيلم الذي أنتجته شركة نحاس بإشراف من خبراء الألوان من شركة روكولور، وعرض في 4 سبتمبر 1950، كل من نعيمة عاكف وشكرى سرحان وكاميليا ونوال بغدادي وفؤاد شفيق وماري منيب وحسن فايق وعزيزة حلمى، وعبدالسلام النابلسي ولطفي الحكيم وحسن كامل وسيناريو وحوار حسن توفيق، وقصة وإﺧﺮاﺝ حسين فوزى.
ضم الفيلم عددا من الأغنيات وهم «نار الهوى» من تلحين عبدالعزيز محمود وغناء محمد قنديل، و«دكان العرايس» و«أمانة يا عم» من تلحين علي فراج وغناء نعيمة عاكف ونوال، و«آه من العجوز» و«هيا» من تلحين عزت الجاهلي وغناء نعيمة عاكف، و«من شاف الباب» و«رقصة الفرح» من تلحين أحمد صبره وغناء حسن فايق وحورية حسن.
قبل خروج الفيلم للنور كان هناك محاولات في منتصف الأربعينيات لتلوين أجزاء من الأفلام، منها تلوين أغنية "يوم الإثنين" من فيلم (لست ملاكا) للموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1946.
نشر عن شكرى سرحان فى ذلك الوقت عددا من المقالات فى مجلة المصور وغيرها يشيدون بأدائه التمثيلى، مما حمس المخرج حسين فوزى للعمل معه، فاتصل به، وأخضعه لاختبار له بالكاميرات في أستوديو نحاس. ثم أسند له دور البطولة بفيلم "لهاليبو" أمام نعيمة عاكف.
وبعد نجاح الفيلم المدوى، أسند له "فوزى" الدور الأول بفيلمٍ "بابا عريس"، وكان «شكري» يقوم بأدوارٍ خفيفة الظل في أفلامٍ استعراضية مرحة وهو الذي اعتاد منذ كان طالباً في المعهد وقبله في المدرسة على أداء الأدوار الكلاسيكية، وباللغةِ العربية الفصحى ومن خلال أدوار تراجيدية مأساوية عالمية. ولكنها كانت توجيهات المخرج حسين فوزي الذي وضع قدميه على أول الطريق السينمائي الذي نجح فيه بعد ذلك نجاحاً كبيرا.
أمينه عاكف كانت زوجه حسين فوزى فنشأت بينهم علاقة حب، وتعود قصة زواجهما عندما قدمه المخرج أحمد كامل مرسي "أمينة" عام 1949 كراقصة في فيلم "ست البيت "، لتأتي خطوتها الأولى في العام نفسه، عندما قدمت دورا في فيلم "العيش والملح" للمخرج حسين فوزي ، لتبدأ معه فصلا جديدا من حياتها، رغم فارق السن الكبير بينهما، ونقلها من شارع محمد علي إلي فيلا بمصر الجديدة.
وأصر حسين فوزي على أن توقع معه عقد احتكار على أن تكون هي بطلة أفلامه التي يقدمها لشركة "النحاس فيلم"، وبالفعل وقعت نعيمة العقد، ليصبح هو مخرج أغلب أفلامها، لتظل حياتهما الزوجية والفنية مستمرة حتى 1958، وعند اختيارها لبطولة فيلم "بابا عريس"، ترك حسين فوزي علامات التعجب والدهشة على وجوه الموجودين في مكان تصوير الاستعراض الأول من الفيلم، بسبب تعمده تجاهل نعيمة عاكف، رغم براعتها المعتادة، مع أنه يدرك أنها تقدم أفضل ما لديها من غناء ورقص وتمثيل.
وفي 18 أغسطس 1958 هددت عاكف زوجها بالانتحار إذا لم يطلقها بعد زواج دام خمسة أعوام، قبلها خمس أخرى هي مدة قصة الحب بينهما، وقد تم الانفصال، وفيما صرحت الفنانة بأنها أرادت أن ترقص فى الكباريهات، لتصنع ثروة تعينها على الحياة عندما تتقدم في السن، وهو ما رفضه.
فى النهاية، الفيلم فتح بابا جديدا فى السينما، وأنهى عصر أفلام الأبيض والأسود، وبدأ العاملون فى السينما يقدمون أعمالا ملونة مثل فيلم «الحب فى خطر» ثم فيلم «نهاية قصة».