هل يسهم نظام التعليم الجديد في تقدم مصر بالتصنيف الدولي؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

خطوات جديدة يخطوها وزير التعليم الدكتور طارق شوقي، فى تطبيق النظام الجديد للتعليم، تارة بإعلانه تدريب عدد من المعلمين، وتارة أخرى بإمداد الطلاب بأجهزة الـ«تابلت»، ناهيك عن قيادته السابقة لمنظمة اليونسكو فى تنفيذ العديد من المشروعات حول العالم في مجال تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التعليم والعلوم والثقافة، وأيضا قيادته لمشروع العالمي لتأسيس معايير قياسية لتدريب المعلمين على استخدامات تقنيات الاتصالات والمعلومات في التدريس لأكثر من عام، إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو هل يسهم النظام الجديد للتعليم فى تقدم مصر بالتصنيف الدولى؟

التصنيف الدولي

تقول النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن الجميع متفق على ضرورة تطوير نظام التعليم فى مصر، خاصة بعد تراجعنا للمستوى 139 أي قبل الأخير فى التصنيف الدولي للتعليم، مشيرة إلى وجود تحديدات كثيرة بالنسبة لتطبيق أى تطوير فى التعليم.

وأوضحت نصر، فى تصريح لـ«التحرير»، أن نظام التقييم الشامل فى النظام الجديد للتعليم الذى أعلن عنه الدكتور طارق شوقي، سيبدأ من العام الدراسي المقبل فى مرحلة رياض الأطفال، وإلغاء نظام الثانوية العامة، ليصبح تراكمى على ثلاث سنوات، لافتة إلى أن تلك الخطوة هامة للغاية ونحتاجها منذ سنوات.

وأشارت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى أن النظام الجديد للتعليم يعتمد على دراسة تسمح للطلاب بالفهم والابتكار والإبداع، وليست للحفظ والتلقين الموجود حاليا، إضافة إلى تعليم الطلاب اللغات المختلفة وترسيخ الهوية الوطنية، لافتة إلى وجود تغير كبير فى شكل الفصول ونظام الدراسة.

وتابعت: «تم عرض خطة التطوير البرلمان، وبدأت الوزارة فى تدريب المعلمين استعدادا للعام الدراسي الجديد، وتأكدنا من وجود شبكات الإنترنت الداخلية بالمدارس المختلفة».

وأضافت نصر، أن جميع الجهات المختصة سواء الوزرات المختلفة أو البرلمان متكاتفة مع بعضها لإنجاح هذا النظام، لأنه مشروع قومي، مؤكدة أن المجتمع المدنى عليه دور كبير للتصدي لحالة التشكيك الموجودة ممن لهم مصالح فى إفشال هذا النظام.

وأكدت أن النظام الجديد للتعليم بعد تطبيقة سيسهم فى تقدم التصنيف الدولى للتعليم، لنصبح من الـ«70» الأوائل على مستوى العالم، وبعدها سنكون من الـ«50» الأوائل خلال الفترة المقبلة.

تدريب 128 ألفا و596 معلما 

أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه يجرى حاليا تدريب 128 ألفا و596 معلما ببرنامج تدريب معلمي رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، والذى بدأ تنفيذه في 12 أغسطس الجارى.

من جانبه أكد الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين، أن المعلمين هم القادة الملهمون فهم القادرون على تنفيذ المنهج الجديد بالصورة التي تحقق أهدافه، ودورهم هام لإحداث تحولات جذرية في منظومة المنهج لتتحول من التعليم التلقينى إلى التعلم القائم على نشاط وفاعلية المتعلم، ومن التعلم السطحى للفهم العميق، ومن هنا جاءت أهمية البرنامج التدريبي لكل من معلمات رياض الأطفال ومعلمى الصف الأول الابتدائى، حتى يقف المعلم على فلسفة التغيير، وبناء قدرات المعلمين على تنفيذ هذا المنهج وتحقيق أهدافه.

وقال إن البرنامج التدريبى يهدف إلى تغيير الصورة الذهنية للمعلم لتتفق مع الرؤية الإصلاحية للتعليم بصفة عامة وللمناهج بصفة خاصة، وتزويد المعلمين بتصميم المناهج الجديدة، وبناء قدرات المعلمين على تنفيذ المنهج وتحقيق أهدافه واستخدام أساليب تقييم تتفق وفلسفة المنهج، فضلًا عن بناء قدراتهم على اختيار واستخدام مواد تعليمية رقمية بحيث تمثل قيمة مضافة للتعليم والتعلم داخل الفصل المدرسى، وسوف يتم الانتهاء من التدريبات وفق الجدول الزمنى في 31 أغسطس الجارى.

«اكتشف.. تعلم.. شارك»

أوضح الدكتور حسن فارس، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لمشروع التعلم في الصفوف الأولى، أنه من خلال البرنامج التدريبى يتبع المتدربون تسلسل «اكتشف.. تعلم.. شارك»؛ لتشجيع المعلمين على الربط بين ما سبق فهمه، واكتشاف أفكار جديدة من خلال التفاعل مع المحتوى وإطلاع المعلمين على مفاهيم جديدة بطرق فعالة وجذابة وتعاونية، بالإضافة إلى تمكين المعلمين من التعبير عما يعنيه هذا التعلم لهم ومدى تأثيره على ممارساتهم.

وفي ذات السياق، أعرب المتدربون عن سعادتهم بتطبيق النظام الجديد والذى يتميز بأن المحتوى والمنهج الذي يتم تدريسه في كل قاعات رياض الأطفال أصبح موحدًا ومحددًا، كما يتم العمل من خلال محاور ومنهج وخطة ومؤشرات، وهذا سيثرى العملية التعليمية ويحدث تكاملًا، ويقلل الفروق الفردية.

وأكدوا أن النظام الجديد يفتح أفاقًا جديدة، ويخلق حلقة وصل بين رياض الأطفال كمرحلة والتعليم الابتدائى؛ مما يمنع حدوث تشويش لدى الطفل بسبب انتقاله من مرحلة لمرحلة أخرى، وأشادوا بنظام التعليم، مؤكدين أنه يعمل على إيجاد طرق مبتكرة وإبداعية في التدريس، وإكساب الطالب العديد من المهارات منها القدرة على التعبير عن ذاته ومهارات القيادة، بالإضافة إلى تفاعل التلميذ داخل الفصل، كما أشادوا بالمنهج متعدد التخصصات والذى يربط بين المواد المختلفة من خلال النشاط والألعاب التربوية والأنشطة الحركية مما يوظف كل طاقات التلميذ، وأثنوا على التدريب على أيدى مدربين أكفاء، مشيرين إلى أن التدريب أتاح تبادل المعلومات والخبرات مع الزملاء.

أنجزنا أكثر مما تحقق في 50 سنة

فى المقابل رد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، على الانتقادات التي طالته بسبب تعديل موعد بدء الدراسة بالنسبة لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، من 1 سبتمبر إلى 22 سبتمبر المقبل.

وقال شوقي، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» ردًا على أحد المتابعين: «لقد انتهينا من تدريب الـMaster Trainers وسوف تنتهي الموجة (الأولى) من تدريب 128000 معلم رياض أطفال وأول ابتدائي بعد العيد، بينما التدريب سيكون على مدار العام الدراسي كله وليس تدريبا تقليديا».

وتابع: «أما في المرحلة الثانوية فقد تعاقدت الدولة على 708000 جهاز تابلت في طريقها إلى مصر، وقد انتهينا من توصيل 1400 مدرسة بالألياف الضوئية، وسوف نبدأ بعد العيد في بناء شبكات داخلية في 2500 مدرسة حول الجمهورية».

واستطرد شوقي: «انتهينا من تدريب أكثر من 100 خبير بواسطة شركة Pearson على كتابة أسئلة الامتحانات الجديدة، ويجري إعداد بنك الأسئلة الإلكتروني بينما نجهز لأبنائنا حاليا كما هائلا من المواد العلمية الرقمية لخدمة التطوير المستهدف في طريقة التعلم، وسوف نرى هذا كله خلال 4 أسابيع».

واستنكر الوزير، الانتقادات الموجهة لجهود الوزارة، قائلا: «هل ترى حضرتك كل هذا العمل صفرا كبيرا حقاً؟، وهل بهذه البساطة نستهين بجهد المئات من الأساتذة والمؤسسات الدولية، ونصف كل هذا بأنه خواطر وزير التعليم؟ عذراً يا أفندم، لقد حققنا في 16 شهرا أكثر مما تحقق في 50 سنة سابقة، وبإذن الله نتعاون معا كي ننهض بتعليم أبنائنا، الطريق شاق جدا ولكن النية معقودة أن ننجح بإذن الله وتعاون الجميع بدلا من تصدير التشكيك والإحباط لمن يجتهدون ويعملون للأفضل».

ونفى وزير التعليم، وجود أي علاقة بين شراء أجهزة الـ«التابلت» وقرض البنك الدولي، قائلًا: «لا علاقة للبنك الدولي بشراء تابلت أو شبكات أو معدات، ليتنا نتحرى المصادر قبل إطلاق هذه التعليقات، مصر وضعت خطتها لتطوير التعليم بأيدي مصرية ولم نحصل على قرش واحد من أي قرض أو منحة حتى هذه اللحظة، والدولة المصرية هي من يمول كل عناصر المشروع وسوف نرى معاً مقدار الجهد خلال أسابيع معدودة».

وكان المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي، قرر الخميس الماضي، تأجيل بدء الدراسة للصفوف الأولى حتى 22 سبتمبر المقبل، وأكدت الوزارة أن فترة التأجيل التي تصل إلى 3 أسابيع سينم تعويضها في نهاية العام، إذ ينتهي طلاب الصفوف الأولى متأخرين عن الطلاب المقيدين بالنظام القديم 3 أسابيع.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على