بشكل سري.. إسرائيل تتفق مع «حماس» على رفع الحصار عن غزة

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

"هدوء ما بعد العاصفة".. هذا ما يشهده قطاع غزة اليوم، بعد تصعيد الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة هجماته خلال الأيام الماضية، وأسفرت عن سقوط شهداء ومصابين، لكن ما أن تدخلت مصر على وقع الأزمة، حتى سارعت تل أبيب بوقف آلة الحرب، وأمرت بفتح المعابر الحدودية وتخفيف الحصار عن بحر غزة كخطوة نحو الاستقرار.

ويجري المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغر "الكابينت" نقاشًا إضافيًا حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصر والأمم المتحدة، للتخفيف من الأزمة في غزة ورفع الحصار عنها بشكل كامل، وذلك عقب فتح معبر كرم أبو سالم أمس.

ووفقا لـ"هآرتس"، لا تتحدث إسرائيل كثيرًا عن تفاصيل الاتفاق المتبلور، ويظل سرًا، بسبب الانتقادات الخطيرة من جانب بعض الساسة الإسرائيليين حول الحوار مع حماس.

وظهر ذلك من خلال تأكيد رئيس حزب "البيت اليهودى"، نفتالي بينيت، أنه هو والوزيرة أييلت شاكيد سيعارضان الاتفاق الذي يعد من وجهة نظرهم جائزة لحماس مقابل 130 يومًا من الإرهاب والصواريخ.

اقرأ أيضًا: مصر توقف حربا جديدة على غزة.. وإسرائيل ترحب بالهدنة 

التقديرات تشير إلى أن نتنياهو سيحصل على أغلبية في المجلس الوزاري حول الاتفاق مع حماس، رغم أنه يتوقع أن يبدى وزراء آخرون ملاحظاتهم، ويسعون إلى معرفة المزيد من التفاصيل، حسب الصحيفة.

ومن المتوقع، أن يجري النقاش حول العودة إلى مسار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بعد حرب 2014، وفتح المعابر المؤدية إلى غزة، وإقامة مشاريع إنسانية، ويبدو أن حماس هي الأخرى تتطلع إلى ذلك الهدوء خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

وتأكيدا على ذلك، غادرت فصائل فلسطينية أمس، عبر معبر رفح في طريقها إلى القاهرة للمشاركة في حوارات القاهرة، لبحث إتمام المصالحة والتهدئة، حسب "معا".

كانت مصر وجهت دعوات لعدد من الفصائل سيبدأ خروجهم تباعًا للالتحاق بوفد حركة حماس الذي وصل إلى القاهرة، لبحث التهدئة مع إسرائيل.

اقرأ أيضًا: تفاديًا لحرب مع حماس.. إسرائيل تضع خطة «مارشال» لإنقاذ غزة 

المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أكد أن كلا من إسرائيل وحركة حماس أقرب من أي مرحلة سابقة في الشهور الأخيرة إلى تسوية صغيرة، وتهدئة مقابل تسهيلات في الحصار المفروض على قطاع غزة. 

وفي حال نجحت جهود الوساطة التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، والاستخبارات المصرية، فمن الممكن أن يسود الهدوء على حدود قطاع غزة لعدة شهور، على الأقل.

وحسب هرئيل، فإن الجانب السلبي للتفاهمات مع حركة حماس، بالنسبة لنتنياهو، هو أنه عمليًا يجري مفاوضات مع حماس، وإنكاره ذلك لا يقنع أحدًا، فهو يعرف بالضبط إلى أي عنوان يحمل الوسطاء أجوبته. 

وكانت مفاوضات جرت سابقًا في ظل حكومة إيهود أولمرت، بعد الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008 و2009 "الرصاص المصبوب"، وفي ظل حكومة نتنياهو عام 2012 "عامود السحاب" و2014 "الجرف الصامد"، حسب الكاتب الإسرائيلي.

اقرأ أيضًا: «اتفاق هدنة وتحرير الأسرى».. هل تنتصر حماس على نتنياهو؟ 

واعتبر الكاتب أن الخطوة التي أقدم عليها نتنياهو تمثل نجاحًا بالنسبة لحركة حماس التي بدأت التصعيد على الحدود في المظاهرات التي بدأت بنهاية مارس، ويتوقع أن تؤدي هذه التفاهمات إلى تخفيف الضغط الإسرائيلي على قطاع غزة في ظل الدور المصري والأممي.

وخاضت إسرائيل وحماس منذ 2008 ثلاث حروب مدمرة فى القطاع المحاصر منذ 2006، بينما أدت موجة من الاحتجاجات والاشتباكات على طول الحدود بين غزة وإسرائيل مارس 2018 إلى استشهاد 169 فلسطينيًا، ومقتل جندي إسرائيلي قرب السياج الفاصل.

لكن مع بدء سريان الهدنة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بوساطة مصر والأمم المتحدة، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان أمر بتخفيف الحصار عن غزة.

وتبذل مصر والأمم المتحدة جهودًا لضمان هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، بالرغم من صمت حكومة بنيامين نتنياهو حول التعليق بشكل رسمي عن الموضوع.

شارك الخبر على