«المستهلك» تكثف الجهود الرقابية في العيد

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

مسقط –تُعدّ المناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى من المواسم التي تكثر فيها الحركة الاستهلاكية والتي تتنوّع ما بين الملبس والمأكل إلى غيرها من الخدمات التي يريد المستهلك تأمينها ليعيش فرحة العيد.وتصحب هذه الحركة الشرائية بعض الظواهر سواء من المستهلك نفسه أو من مزوّد الخدمة، والتي يُمكن التصدي لها إما بالتوعية والإرشاد أو بالمراقبة المستمرة والتفتيش ومعاقبة المخالفين، وهذان دوران دأبت عليهما الهيئة العامة لحماية المستهلك التي لا تألو جهداً في ضبط الأسواق من جهة وتوعية المستهلكين بالعادات الاستهلاكية الصحيحة من جهة أخرى، وتسلّط صفحة (المستهلك) لهذا الأسبوع الضوء على الاستعدادات لعيد الأضحى المبارك عبر آراء مختصين ومستهلكين.وتقول جليلة بنت سعيد الحومانية -مستهلكة- إن العيد فرحة للكبير والصغير، وهو نموذج لتآلف المسلمين مع بعضهم البعض، مشيرة إلى أن الملاحظ هو أن كل مجموعة من الناس تختلف طرقهم في التعبير عن فرحة العيد وفي أنواع التجهيزات التي يقومون بها، فهي شخصيا أكثر ما تهتم به للعيد هو تجهيزات الملابس والحلويات.وذكرت الحومانية أنه بسبب انشغالها في بعض الأمور الأكاديمية ما زالت غير مستعدة تماما للعيد لأن التجهيزات ما تزال قيد التحضير، مضيفةً بأن من الصعوبات التي تواجهها أثناء الاستعداد للعيد تراكم الأشغال التي تحتاج أن تنفذ في وقت قصير، وزحمة الناس في المحلات والشوارع، وفي بعض الأحيان قد تواجه مشكلة مالية بسبب ارتفاع أسعار بعض البضائع في الأسواق. كما تتمنّى من أصحاب الشأن أن يضعوا حلولاً فعلية لحل مشكلة زحمة المحلات والشوارع وبقية الأماكن العامة خلال فترة الأعياد.استعداد مُبكرولفتت فرح بنت سعيد الجهورية -مستهلكة- أنها شخصيا تبدأ الاستعداد لعيد الأضحى في وقت مبكر حتى تستغل الأيام العشر في ذكر الله وطاعته وهي أيامٌ معدودة تعود على مر الزمان، ولكُل شيءٍ أولوياته فمن لوازم العيد الحُلة الجديدة من ملابس وأحذية وعطورات وكُل هذا لا بد أن تضع له خطة بحيث تضمن فيها الأولويات ثُم الكماليات لأنها قد تواجه صعوبة في بعض الأحيان في تنفيذ خطتها الشرائية فمن الممكن ألا تجد القطعة المناسبة أو قد تكون خارج إطار الميزانية الموضوعة لها.وتدعو الجهورية هيئة حماية المستهلك إلى الاستمرار في مُراقبة الأسعار في الأسواق هذه الأيام وأيضا خلال أيام العيد لضمان استقرارها، وكذلك مراقبة المخازن وما بها من سِلع وذلك للتأكد من عدم قيام البعض بالغش في البضائع.ويقول محمد بن سالم الصبحي -مستهلك- بأن الاستعداد للعيد يختلف بين الرجال والنساء، فالعادة النساء لهن طابع خاص ومُبكر في تجهيز الملابس والهدايا والأغراض المتعلقة بالعيد بينما تجهيز الرجل العماني مسبقا ربما يعد أمراً معدوماً أو بالأحرى يتم في الأيام القريبة جداً من أيام العيد.وذكر الصبحي بأن المجتمع العماني يتحلى بمناسبات وتقاليد عريقة يتوارثها الحفيد من الجد من جيل إلى جيل، وهذه التقاليد تقسّم إلى نوعين ما قبل العيد وأثناء العيد، فقبل العيد هناك ما يسمّى «الهبطة» وهو تجمّع الناس للبيع والشراء والأشياء المتعلقة بالعيد بداية بالأضحية كالمواشي التي قد تسبب تحديا وصعوبة في انتقائها، وانتهاءً بألعاب الأطفال التي تصنع له لذة وطعم العيد.وأوضح الصبحي أن من الأشياء المهمة التي يتقيّد بها العمانيون هو حرصهم على أن يكون لباسهم زيا رسميا وأنيقا واختيار المصر بصورة جميلة يناسب الدشداشة العمانية مع الخنجر العماني، وهناك بعض الظواهر التي يستغلها البائعون في ساحات وأسواق العيد كرفع سعر السلع وهو ما يتطلب من هيئة حماية المستهلك أن تشدد الرقابة على المحلات التي توفر مختلف السلع بما فيها «المصار» والخناجر والعصي وغيرها، وكذلك في محلات بيع الخضروات والفواكه.استعداد بسيطويشير أكرم بن سالم الراشدي -مستهلك- إلى أن من مظاهر العيد التي تبدو مزعجة للبعض لكنها تبقى جميلة وتعطي للعيد رونقه الخاص ذلك الزحام في الأسواق مع قرب عيد الأضحى المبارك. ويقول الراشدي بأنه من الملاحظ أن كل الناس يتهافتون على الأسواق كي ينهوا حاجياتهم للعيد، فمنهم من يبادر بإنهاء شراء احتياجاته في وقت مبكر خوفا من ازدحام الأسواق، لكنه يرى نفسه من النوع الآخر الذي ينهي شراء حاجياته قبل العيد بأيام قليلة، وحتى الآن لم يستعد للعيد بعد؛ لأن احتياجاته بسيطة للعيد، فكل ما يحتاجه دشداشة ومصر وكمة وحذاء لذلك يستطيع إيجادها وشراءها بسرعة، وفي بعض الأحيان يكون قد وضع مخططا مسبقا وحدد وقتا معيّنا لشراء احتياجاته للعيد وقد يتأخر عن تنفيذه بسبب الدراسة وكثرة الأعمال.وأكد الراشدي على ضرورة أن يضع المستهلك خطة مسبقة للتسوق، وذلك من خلال الاتفاق مع أفراد العائلة على أن يضعوا قائمة باحتياجاتهم وعدم الخروج عنها، حيث إن العيد هو مناسبة دينية أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتزيّن فيها ولكن بدون إسراف أو مبالغة وهو ما قد يرتكبه البعض حيث إنهم يبذرون في الشراء وبالتحديد في شراء الملابس.ويتمنى الراشدي من الهيئة تنظيم أسواق خيرية تُباع فيها السلع والبضائع بقيمة أقل ليتمكن الفقراء وميسورو الحال من شراء حاجيات العيد لهم ولأسرهم.دور الهيئةويقول نائب مدير دائرة تنظيم ومراقبة الأسواق حسين بن علي الوهيبي إن الهيئة أكملت استعدادها لعيد الأضحى المبارك لهذا العام حيث قام المفتشون بزيارات متعددة إلى مختلف الأسواق خصوصا تلك التي تلقى إقبالاً واسعاً من المستهلكين وتكثر فيها الحركة الشرائية، كما التقوا بمزوّدي الخدمات والتجّار والبائعين، حيث شرحوا لهم قانون حماية المستهلك وما يتضمنه من عقوبات للمخالفين، وأكدوا لهم بضرورة التقيّد بالأسعار المتفق عليها وعدم رفعها إلا بعد أخذ الموافقات من الجهات المعنية، والتأكد من صلاحية المنتجات التي يعرضونها للبيع.ويضيف الوهيبي بأن جهود الهيئة لا تقتصر على المزوّدين فقط، بل يتجه شقٌ آخر إلى المستهلكين وتوعيتهم بالعادات الاستهلاكية الصحيحة البعيدة عن الإسراف والتبذير، وحثهم على وضع الخطة الجيّدة للشراء بما يضمن لهم حفظ أموالهم وكذلك حفظ صحتهم وسلامتهم.ويؤكد نائب مدير دائرة تنظيم ومراقبة الأسواق بأن الهيئة لا يقتصر دورها الرقابي والتوعوي قبل العيد فقط وإنما يستمر طوال العام مع تكثيفه خلال هذه المناسبات لارتفاع القوة الشرائية فيها، مشيرا إلى أن موظفي الهيئة يعملون على فترتين صباحية ومسائية للحد من أي تلاعبات أو تجاوزات قد يقوم بها البعض.ودعا الوهيبي المستهلكين إلى ضرورة اتّباع خطوات التسوّق الآمن لضمان عدم سلب حقوقهم من قِبل البعض، إضافة إلى عدم التهاون في الإبلاغ عن التجاوزات التي قد يلاحظونها في الأسواق، حيث يمكنهم التواصل مع الهيئة لتقديم البلاغات والشكاوى وذلك عبر مختلف الوسائل سواء موقع الهيئة الإلكتروني أو الخط الساخن أو حسابات الهيئة في وسائل التواصل الاجتماعي، كما أكّد على المزوّدين ضرورة الالتزام بما ورد في قانون حماية المستهلك تجنُّبا للمساءلة القانونية.الاستهلاك المعتدلالعيد مناسبة جليلة ينتظرها الناس بالشوق والحنين الكبار والصغار، فالكبار يفرحون بقدوم عيد الحج «العيد الأضحى» أو كما يُسميه العامة «العيد الكبير» فهي أيام معدودات تمرّ بالناس، وتلك الأيام هي أعظم أيام السنة وأجلّها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على