فيلم «المصلحة» بين الحقيقة و«شغل السيما».. أغضب أهالي سيناء

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

على أرض سيناء، دار صراع دموي بين «حمزة» ضابط الأمن المركزي، و«سالم» أحد أعيان القبائل، الذى يعمل في تجارة المخدرات؛ لكن لم يكن الأمر في البداية حول تطبيق القانون، وإنهاء الأسطورة الإجرامية لـ«سالم»، وإنما كانت قضية ثأر هي السبب في احتدام العداء بين الطرفين، بعدما تسبب «سليمان» شقيق «سالم»، في قتل أخي «حمزة»، وهو ضابط أيضًا، خلال فراره من أحد الكمائن، حتى لا يتم إلقاء القبض عليه وبحوزته مواد مخدرة. 

بعد الجنازة العسكرية المهيبة لأخيه، تقدم «حمزة» بطلب إلى رؤسائه بالانتقال إلى مكافحة تهريب المخدرات بدلًا من الأمن المركزي، حتى يتمكن من الإيقاع بـ«سالم»، وهناك، تأخذ الأحداث في التصاعد، حتى يتمكن من أن يضع "الكلابشات" في يديه هو وأخيه، «سليمان»، لكن «حمزة» لم يتمالك نفسه، وقتل الأخير، ليأخذ بثأر شقيقه.. وفي الختام، نرى الضابط وتاجر المخدرات يقدمان للمحاكمة؛ الأول بتهمة المتاجرة في المخدرات، والثاني بالتعدي على المقبوض عليه، وهذه أحداث «المصلحة» الذي عرض لأول مرة قبل 6 أعوام.

ربما العبارة التي بدأ بها الفيلم، ولم ينتبه إليها الكثيرون، كانت سببًا فى غضب عارم بين أهالى سيناء، وهي: «أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقية».. الفيلم من تأليف المنتج وائل عبد الله، وإخراج ساندرا نشأت، بطولة الفنان أحمد السقا والذى لعب دور الضابط، والفنان أحمد عز الذى لعب دور تاجر المخدرات، وشاركهما كل من حنان ترك، زينة، محمد فراج، صلاح عبد الله، كندة علوش، عمار شلق، تميم عبده وخالد صالح.

أحداث «المصلحة» الحقيقية وقعت عام 2010، أى قبل إنتاج الفيلم بعامين، لكن بعد عرضه تظاهر الكثيرون من أبناء سيناء، «اعتراضا على إظهارها في فيلم على أنها أرض تجار مخدرات وبلطجية فقط»، بحسب تعبيرهم، مؤكدين أن صناع العمل تناسوا دور أهل سيناء الوطني، بينما عقد «ائتلاف أبناء سيناء الأحرار» مؤتمرًا صحفيا طالبوا فيه باعتذار من القائمين على الفيلم.

بطل «المصلحة» أحمد السقا، دافع عن الفيلم، وقال حينها فى تصريحات صحفية نشرتها جريدة «الاتحاد» الإماراتية، «إن قصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية وقعت بالفعل في سيناء، لكننا أدخلنا بعض التعديلات عليها لتناسب السينما، وأن هناك الكثير من الضباط ورجال الشرطة استشهدوا بسبب الصراع القائم بين تجار المخدرات والخارجين على القانون، والعمل لا يحمل أي مبالغة، دور الضابط الذي قدمته كان متهورا، واختار الانتقام الشخصي لمقتل شقيقه ولم يلتزم بالقانون، وأظن أنه في حال كان العمل يهدف للدفاع عن وزارة الداخلية فبالتأكيد لن يقدم على هذا العمل الذي أفقده كثيرا من المتعاطفين معه».

واجه «المصلحة» الكثير من الأزمات في أثناء التحضير له، قبل خروجه إلى النور، حيث استغرق تصويره عامين، وقد شهدا الكثير من التوقفات لعدة أسباب، أولها ثورة 25 من يناير، وعدم استقرار الأوضاع السياسية حينها، ثم أوقفته "الداخلية" بدعوى أنه يكشف طرقا تعتمد عليها فى ضبط المتورطين فى قضايا المخدرات، بجانب اعتراضها على استخدام الفنان أحمد السقا للرصاص الحي في أثناء أحد المشاهد.

بينما تحكى مخرجة «المصلحة» ساندرا نشأت، فى لقاء لها مع برنامج «صاحبة السعادة»، أن الفنان الراحل عمر الشريف كان سيقوم بدور «شيخ العرب»، لكن بسبب الظروف حينها لم يتم ذلك.
 

فى النهاية، الفيلم حقق إيرادات كبيرة، وهناك من وجده عملًا سينمائيا رائعا، وآخرون رأوا أنه يسيء إلى أهالى سيناء، لكن علينا أن لا ننسى أن هناك فرقا بين الدراما والواقع، حتى وإن كانت قصة العمل حقيقية.

شارك الخبر على