واحلاه واشيحتاه.. حلا شيحة امرأة هزت عرش السلفيين

أكثر من ٥ سنوات فى الموجز

المقال - خالد كساب 
لا لا لا، لم يكن هذا هو الأداء الذى نتوقعه من السلفيين والإخوان والإسلامجية وسائر عموم المتطرفين والمتشددين فى كافة أصقاع الأرض عمومًا، فالمصيبة كبيرة، والمصاب جلل، والكارثة عظيمة، والمأساة أكبر من أن يتم التعامل معها بتلك الخفة المفتقرة إلى أفورتكم المعهودة فى الشحتفة والنواح والمظلومية الممتزجة باللزوجة التى تعشقونها كثيرًا.
أين عنفوانكم؟! أين لزوجتكم؟! أين أفورتكم؟! أين شحتفتكم؟! أين القطرة التى تضعونها فى أعينكم لتنهنهوا بعدها أمام الناس من أجل أن يخرج الدور فى النهاية من الفرن متسبك؟! وهل تظنون أن ما أتيتموه من بوستات وفيديوهات ومناشدات أغرقتم بها كافة مواقع التواصل اللا اجتماعى كافية لمواجهة تلك الأزمة العظيمة التى تمر بها الأمة فى هذه الأيام العصيبة؟! هل يتناسب حجم أدائكم مع حجم المصيبة؟! هل تستطيعون إغماض أعينكم آخر الليل وضميركم مرتاح إلى رد فعلكم الباهت على ذلك الحدث القادح؟! ومَن المسؤول عن ترك باب الحظيرة مفتوحًا لكى تخرج منه من تخرج وتدخل من تدخل؟! هل كان المثل الشعبى الذى كبرنا على ضفاف خزعبلاته كاذبًا حين أخبرنا أنه.. دخول الحمام مش زى خروجه؟! هل أصبحت الحياة سبهللة؟! وهل ستتركون أبناءكم وبناتكم يفكرون.. ويتأملون.. ويتساءلون.. فى جنون.. مَن نكون؟!
هل ستتركونهم حتى تقع الفاس فى الراس وتقع مصيبة مثل تلك الحاصلة اليومين دول.. حيث قررت ابنتكم فى الاعتقاد وأختكم فى النقاب وحبيبتكم فى الله.. الأخت حلا شيحة أنه كفاية كده نقاب ونرجع للفن بقى؟! ماذا تنتظرون؟! وما الذى يمكن أن يحدث أسوأ مما حدث؟! إمبارح عبير صبرى قلعت الحجاب، النهارده حلا شيحة خلعت النقاب، بكرة حنان ترك تقلع هىَّ كمان الحجاب، وبعد كده خلاص.. ما نلاقيش دعوة ولا جماعات، وكوكب الأرض يحترق فى ذنوبه، بينما الشياطين ترفرف فوق هشيم الأجساد المعذبة، وفى الخلفية الصوتية للمشهد صوت نواح جماعى سلفى ونهنهة إخوانية مختلط بأصوات تكتكة النقر على أزرار الكيبورد، حيث يُشَيِّرون آخر بوستاتهم على الفيسبوك وهم يعاتبون حلا شيحة على خلعها للنقاب وإسهامها فى جعل القيامة تقوم بهذه السرعة!
لا والله، ليس هذا هو أداءكم المعروف، ولا تلك هى شحتفتكم المعهودة، ولا هذا هو مستواكم فى التمثيل الذى جربناه بأنفسنا على مدار أكثر من 50 عامًا منذ هجرتكم المباركة إلى الخليج فى السبعينيات وعودتكم الميمونة بالمروحة والتسجيل والفيديو وشنطة شرائط الكاسيت الإرهابية وشوية الأفكار الهمجية وزيّكم الخليجى الجديد وصوتكم المسرسع الأخنف، تقوى بقى وكده.. لا، ليس هذا هو ما توقعناه منكم، بوستات كثيرة منهم بوست واحد فقط أثار الجدل من أخت مشهورة بنت أخ مشهور تناشد فيه أختها وحبيبتها الروح بالروح حلا، العودة إلى حضن أخواتها، وتناشد فيه أحباب الله بالدعاء لحلا، ليردها عن بهرج الحياة الدنيا بتاع الفن ويعيدها إلى بهرج الحياة الدنيا الخاص بتاعهم، بهرج الحياة الدنيا بتاع البيزنس!
أين فيديوهات أحباب الله بعد صعودهم إلى قمم الجبال وجلوسهم عليها لمناشدة الله لإعادة حلا إلى عقلها وتغطية عقلها بنقابها مرة أخرى؟! أين تلك الفيديوهات التى كان ينبغى عليكم تصويرها من مكان واحد ثم تقطيعها من زوايا مختلفة لتبدو من أماكن مختلفة مع مراعاة رصّ الناس فى أماكن مختلفة كل مرة، ثم تقومون بتشييرها للدلالة على أن المسلمين فى كافة دول العالم يصلون من أجل عودة حلا للنقاب وإزالة تلك الغمة التى حلَّت على دولة الإسلام؟!
وما تلك الفيديوهات القليلة بشكل مخجل لمشايخ يتحدثون عن عمق الفاجعة التى أصابت الأمة الإسلامية بخلع حلا لنقابها؟! معقول؟! شيخ واحد فقط بيسرسع ومخنف؟! وشيخ آخر بينهنه ويشحتف ومخنف برضه؟! وحتى الشحتفة لم تكن على مستوى توقعاتنا.. لماذا لم تستعملوا القطرة معه حتى تظهر شحتفته أعمق تأثيرًا؟! وبصرف النظر عن أن هذا الشيخ الذى كان ينهنه فى الفيديو وكأن أبرهة قد جاء ليهدم الكعبة مرة أخرى، قد فعل عكس كل ما ينص عليه الدين الذى ينهنه من أجل الخطورة التى يتعرض لها بخلع حلا للنقاب، تحدث عن مكالمة تليفونية خاصة يتحدث فيها رجل عن زوجته أمام الناس، شفتوا التدين اللى يفرح، شفتوا الأخلاق اللى تدوَّخ؟!
وعلى صعيد آخر، ليست هذه أيضًا هى الأفورة المعهودة للسادة التنويريين والحقوقيين والنسويين، أين سرادقات الأفراح التى كان ينبغى أن تملأ الشوارع ابتهاجًا بعودة الأخت سابقًا، الفنانة تانى حاليًّا، حلا شيحة للفن؟! إنها الأمل الأخير لانصلاح حال السينما! إنها الحل الوحيد لأزمة صناعة السينما! ربما كمان تسهم عودتها للفن فى انخفاض أسعار السلع وفى عودة الجنيه إلى وضعه الطبيعى قبل تعويمه الذى علمنا بعده للأسف متأخر إنه ما بيعرفش يعوم!
بالنظر إلى تريند هذا الأسبوع، سوف نكتشف أنه بالفعل كما يقول تشيكوف: «ليس هناك ما هو أكثر مدعاة للاكتئاب من الابتذال»، وما يحدث من تراشق بين الطرف الرافض والمتشحتف لخلع الأخت حلا لنقابها وبين الطرف المرحب بعودتها للفن مرة أخرى هو ابتذال صافٍ وواضح وصريح، مجرد بنت لا تزال تائهة فى دوامة الحياة وتبحث عن نفسها تثير كل هذا الجدل، ليه وعشان إيه وبأمارة إيه؟! لا هى أيقونة فنية ولا ممثلة ما حصلتش ولا رمز لأى شىء حتى ينبسط أحد بخلعها للنقاب وعودتها للفن، ولا هى رمز دينى أو دعامة رئيسية من دعائم ما يطلقون عليها الدعوة الإسلامية، دا على أساس إننا لسه أيام قريش وثكلتك أمك بقى وكده.
يا جدعان، هىَّ حلا شيحة كانت بتسقى الجرحى فى غزوة تبوك واحنا مش واخدين بالنا ولا حاجة؟!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على