انطلاق فعاليات ملتقى الإعلام العربي بظفار

أكثر من ٥ سنوات فى الشبيبة

صلالة - محمد الخروصي وصالح الرواحيانطلقت أمس بمحافظة ظفار فعاليات «ملتقى الإعلام العربي» الذي تنظمه جمعية الصحفيين العمانية بالتعاون من اتحاد الصحفيين العرب، بعنوان «الإعلام وإدارة الأزمات والمسؤولية الاجتماعية» ويستمر حتى يوم غد الأربعاء.رعى حفل افتتاح الملتقى وزير الدولة ومحافظ ظفار معالي السيد محمد بن سلطان بن حمود البوسعيدي، بحضور وزير الخدمة المدنية معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون، وسعادة وكيل وزارة الإعلام علي بن خلفان الجابري.انطلق حفل الافتتاح، الذي أقيم في منتجع روتانا صلالة، بافتتاح معرض صور الحالة المدارية «ميكونو»، وتجول راعي الحفل والحضور بين حوالي 100 صورة من التقاط أعضاء جمعية الصحفيين العمانية للحالة المدارية.وحول الملتقى كان لمعالي راعي الحفل تصريح قال فيه: أحيي جهود جمعية الصحفيين العمانية، وأحيي وسائل الإعلام العمانية بالتحديد على الحيادية والدقة والموضوعية في كل ما ينشر، وفي ظل وجود منافسين للإعلام التقليدي وهم كثر، ويمكن أن يكونوا أسرع في نقل الخبر، ولكن تبقى المصداقية والمهنية، وعهدنا بالإعلام العماني المصداقية والموثوقية والموضوعية وعدم المبالغة.وتابع: نجد أن هناك من يشكك بتغطيتنا، ولكن أثبتنا مصداقية عالية في كثير من الأحداث، سواء أحداث الأنواء المناخية أو الأحداث السياسية المحيطة بنا، وهناك خطة إعلامية ممتازة ومضينا عليها منذ بداية النهضة حتى الآن .وأضاف قائلا: عمان دائما تحب السلم، وتطرح المواضيع السياسية بحيادية وواقعية وبهدف السلم، لا نبالغ، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، ونأمل أن لا يتدخل الآخرون في شؤوننا، هذه رسالتي للإعلامــــــيين، ونأمل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن يحذوا حذو الإعلام الرسمي في التغطية الحقيقية بعيدا عن التهويل والإشاعات.بدوره قال وكيل وزارة الإعلام سعادة علي بن خلفان الجابري، في افتتاح الملتقى: الملتقى جاء بعد ظروف استثنائية مرت بها المحافظة، وعنوانه يتسق مع الأحداث التي مرت بها السلطنة خلال الفترة الفائتة من تعرض هذه المحافظة والوسطى للظروف الجوية الاستثنائية، وعنوان هذا اللقاء الذي يجتمع عليه الصحفيون من وطننا العربي وبرعاية جمعية الصحفيين العمانية واتحاد الصحفيين العرب، فموضوع الأزمات وإدارتها إعلاميا يجب أن يكون حاضرا في الذهن العربي سواء كانت تلك الأزمات طبيعية أو تلك التي تفرضها علينا الظروف المحيطة بنا. وقال سعادته: مررنا بأكثر من تجربة في هذا المجال ولعلنا لا يجب أن نقول الآن إنها تجربة لأنها في رأيي أن المسألة قد تعدت مرحلة التجريب إلى مرحلة الأداء المؤسسي التي شهدناها في الحالة «ميكونو». وأكد سعادته على أن الإعلام يجب أن يكون حاضرا في مثل هذه المناسبات ويجب أن يكون مهيأ لإدارة مثل هذه الأزمات، قائلا: لأننا لم نبق لوحدنا في الساحة فهناك من يشاركنا اليوم فالكل أصبح صحفيا ويملك نفس الأدوات التي نملكها وربما يكون أسرع منا في توصيل مثل هذه المعلومة بغض النظر عن مصداقيتها، ولكن علينا أن نجلس دائما لمناقشة مثل هذه الأمور والخروج بدروس مستفادة في مجال الإعلام في كيفية التعاطي الصادق مع مثل هذه الأزمات.وتابع: في أزمة ميكونو، ومن خلال متابعة اللجنة الوطنية للدفاع المدني التي أتشرف بعضويتها مررنا بالكثير من الضغوط، من وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم هوّل الأمر لدرجة أنه بشر للأسف الشديد بأن هذه الحالة ستغرق مدينة صلالة وأن الإعلام المحلي لا يقول الحقيقة للناس، ولكن الإعلام المحلي كان متمتعا بمصداقية عالية وكان مصدره أكثر ثقة.وانطلق حفل افتتاح الملتقى بكلمة جمعية الصحفيين العمانية، ألقاها نائب رئيس الجمعية سالم بن حمد الجهوري، وقال فيها: محافظة ظفار التي حبست أنفاس العمانيين والأشقاء المقيمين، تحديدا في شهر مايو، حيث حلت على هذه الأرض الطيبة الحالة المدارية المعروفة بميكونو، فواجه سكان المحافظة إعصارا ضرب أرجاء المعمورة، وقد لطف بها المولى -عز وجل- وحال سبحانه دون الأضرار التي كانت متوقعة وهيأ سبحانه الرجال الأوفياء والقدرات والإمكانيات القوية للسيطرة على هذه الحالة، فتعافت محافظة ظفار من أزمتها المناخية في وقت قياسي، رغم اتساع النطاق الجغرافي لتأثير الإعصار وسرعة رياح وصلت إلى قرابة 180 كيلومترا بالساعة، إلا أن همة الإنسان العماني، الهمة التي تمثلت بمختلف القطاعات العامة والخاصة، والتي ساهمت في إعادة الحياة إلى شرايين هذه المحافظة في زمن قصير دلالة على الإصرار والقدرة على المعالجة لتعود المحافظة إلى واجهتها السياحية ولتستقبل زوارها.وأضاف الجهوري: يعيش العالم اليوم إعادة تشكيل في مفاصله، ومنها الإعلام الذي أصبح أكثر قدرة على التأثير في المجتمعات لاسيما أنه يمثل قاطرة هذا التغيير، وانطلاقا من ذلك قطعت جمعية الصحفيين العمانية مراحل متقدمة في تنفيذ برامج نوعية على المستويين العربي والدولي، وفي هذا الإطار فقد أقر مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية برنامجا يقوم على تدريب وتأهيل الصحفيين في معاهد عالمية متخصصة في مجال تطوير قدرات الصحفيين والإعلاميين لأكثر من 60 عضوا هذا العام، كما سيتم استقطاب الخبرات العالمية لإكساب أعضائها مهارات العمل الصحفي بما يتواكب مع التطور الإعلامي الذي يشهده على الأصعدة كافة.كما ألقيت في حفل الافتتاح كلمة اتحاد الصحفيين العرب، ألقاها نائب رئيس الاتحاد د.عبدالله الجحلان، قال فيها: هذا الملتقى يمثل أحد الصور الصحية للعمل الإعلامي العربي المشترك في وقت نحن فيه في أمسِّ الحاجة إلى أفعال مماثلة لخدمة الحاجات الملحة في ساحة الإعلام العربي، وإن الاتحاد العام للصحافة العربية يسعد اليوم بإقامة هذه المناسبة المشتركة في مجهوداتها في جمعية الصحفيين العمانية التي عودت الاتحاد على مثل هذا الحراك الفاعل، وإتاحة الفرصة للاتحاد أن يترجم أهدافه في أكثر من مناسبة أقيمت على أرض عمان الحبيبة، وما هذا الملتقى إلا أحد الوجوه المضيئة لإسهامات جمعية الصحفيين العمانية في الاتحاد، وجهود الزميل سالم الجهوري الأمين العام في الاتحاد ورئيس لجنة التدريب فيه، فقد أقامت لجنة التدريب العديد من الدورات التدريبية في تخصصات مختلفة في العديد من الدول العربية جمعت الصحفيين العرب الذين استفادوا وأفادوا بخبراتهم، وأجزم أن العناوين التي يتم اختيارها لتكون محاور رئيسية لهذه الدورة، ومشاركة نخبة من الصحفيين والإعلاميين العرب، ستؤتي ثمارها المرجوة من إقامتها، ولعل تجربة الإعلام العماني في التعاطي مع إعصار ميكونو الذي ضرب جنوب عمان من الجزيرة العربية يمثل صورة رائعة للتعامل الإعلامي مع الأزمات والكوارث الطارئة.تضمن اليوم الأول للملتقى عقد جلستين حواريتين، الأولى بعنوان «الإعلام والأزمات»، أدار الجلسة الإعلامي يوسف الهوتي، وشارك فيها كل من رئيس تحرير صحيفة عمان سيف بن سعود المحروقي، ومدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار سالم النجار، ورئيس مكتب الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في محافظة ظفار أحمد الغساني. وتطرق يوسف الهوتي في البداية إلى آثار إعصار «ميكونو» وقوته والتأثير على الطبيعة الجغرافية، وجهود السلطنة ممثلة بمؤسساتها حول تدارك ذلك الحدث بالتكاتف والتعاون بين الجميع. بعده تحدث سالم النجار حول رفع مستوى الثقافة لدى الإنسان ودوره في التعامل مع أحداث الإعصار والتخفيف من آثاره، وكذلك دور وسائل الإعلام التي كانت كفيلة بالتعامل مع المعطيات، بالإضافة إلى الأرصاد الجوية ودورها الكبير أثناء ذلك. وبدوره تحدث سيف بن سعود المحروقي قائلا: إن إعصار جونو الذي ضرب السلطنة في عام 2007 علمنا الكثير من الدروس حول التعامل مع حالات كهذه، وقمنا أثناء هذا الإعصار الأخير ميكونو بعملية توزيع أشخاص معينين على عدد من ولايات محافظتي ظفار والوسطى، كان لهم دور بارز في تغطية أحداث الإعصار. وأخيرا أشار أحمد الغساني إلى الإشادة الدولية حول التعامل مع الإعصار الذي جرى بكل دقة وحرص وتنسيق مع الكثير من الدوائر خاصة الكهرباء والمياه، مع وجود سيارات نقل متحركة كأستوديو للمتابعة ونقل مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية واستمر هذا العمل لمدة 3 أيام بتكاتف شديد كفريق واحد يمثله حوالي 80 شخصا لنقل جميع الأخبار المتعلقة بالإعصار في المدينة والجبل. وأثناء الجلسة فُتح المجال أمام الحضور لطرح أسئلتهم ومناقشاتهم ووجهات نظرهم حول محور الحديث.الجلسات الحوارية

شارك الخبر على