رشيدة طليب.. فلسطينية تحدت عنصرية ترامب وغيرت قواعد الكونجرس

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

رغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول العنصرية والعدائية ضد الإسلام والمسلمين، فإن الوجود الإسلامي في الولايات المتحدة، أثبت مكانته في المناصب المهمة، وهو ما يدل على أن المسلمين في الغرب لهم دور فعال ومؤثر.

لم تكن تعلم الفلسطينية رشيدة طليب، أن القدر يخبئ لها مستقبلا جديدا، وسيكون بداية للعب دور أكبر في القضية العربية، حيث فازت المرشحة المسلمة عن الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونجرس، لتتولى منصبها عضوا فيه، بعد انتخابات حزبية أجريت أمس.

وتسعى طليب التي ولدت وترعرعت في ديترويت بميشيجان، لتمثيل الدائرة الانتخابية 13 في الولاية بعد أن شغلت مقعدًا في كونجرس الولاية ما بين عامي 2008 و2014 وكانت في حينها أول مسلمة تصل إلى المنصب.

وقالت لإذاعة صوت أمريكا خلال جولة لها: إن "الناس لا يزالون غير قادرين على نطق اسمي لكنهم يتذكرون أنني أتيت إلى منزلهم".

اقرأ أيضًا: أوروبا تخطط لربط الضفة بغزة.. وإسرائيل تستعد للإعلان عن «القدس الكبرى» 

وتعد المنطقة التي تسعى لتمثيلها وغالبية سكانها من أصول إفريقية، من أفقر الدوائر في ميشيجان والولايات المتحدة، بينما لا يشكل انتماؤها الديني أو عرقها موضوع نقاش عندما تلتقي ناخبين.

وأكدت طليب أن طرقها أبواب منازل الناخبين بشكل مباشر هدفه الاستماع إلى مشكلاتهم، مشيرة إلى أن عددا من المواطنين الذين تلتقيهم يدركون أنها على وشك صناعة التاريخ من جديد. 

المرشحة الفلسطينية هي واحدة من بين أكثر من 90 أمريكيا مسلمًا ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، ويخوضون انتخابات الكونجرس في 2018، في تطور أطلقت عليه صحيفة واشنطن بوست اسم "الموجة الزرقاء المسلمة". 

وأكدت "طليب" وهي عاملة اجتماعية سابقة في مقابلة مع شبكة "CBS" أن الأمريكيين المسلمين الذين ترشحوا للانتخابات المقبلة "موهوبون بشكل لا يصدق، وهم جيراننا الملهمون الذين شاءت الصدف أن يكونوا مسلمين. 

اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يدعم الاقتصاد الفلسطيني.. ويعرقل «صفقة القرن» 

وأضافت أن فوزها في الانتخابات سيكون بمثابة رسالة قوية للبلاد بكاملها مفادها أننا جزء من الحكومة، وجزء من المجتمع ونريد أن نخدم البلاد مثل أي شخص آخر.

أما نهاد عوض مدير عام مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في واشنطن، فقالت: إن "فوز رشيدة هو رسالة أمل قوية للشباب المسلم الأمريكي والمهمشين في المجتمع، ورسالة تحد لسياسات الرئيس دونالد ترامب العنصرية ضد المسلمين والأقليات".

المثير هنا أن طليب حققت إنجازات عديدة حينما كانت نائبة بولاية ميشيجان، حيث عكفت على إقامة مركز خدمة للحي، وإنقاذ الأسر من الحجز على ممتلكاتها، وساعدت كبار السن في الحصول على منح لدفع فواتير الطاقة، وتقديم آلاف الكتب للأطفال.

لطالما عُرف عن الفلسطينية "رشيدة" مقاتلتها من أجل العدالة الاجتماعية كمحامية وناشطة حقوقية بمركز قانون السكر للعدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتفوقت على منافسيها بجمعها تبرعات وصلت إلى 600 ألف دولار في الربع الأول من عام 2018 فقط.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تبحث دعم غزة اقتصاديًا خوفًا من «الانهيار الكبير» 

وتبحث رشيدة طليب عقب فوزها بمقعد في الكونجرس، عن رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا في الساعة، وإصدار رعاية صحية شاملة، وضمان تقاضي المرأة والأقليات أجرًا متساويًا على الأعمال المتساوية مع نظرائهم، وكليات عامة مجانية، كون ذلك يغير حياة الناس، بحسب موقع ديلي بيست.

جدير بالذكر أن "طليب" ليست أول مسلمة في الكونجرس، إذ هناك فيروز سعد التي تخوض معركة حادة لتمثيل الدائرة 11 في ميشيجان، بينما تسعى إلهان عمر التي أصبحت أول مشرعة أمريكية من أصول صومالية العام الماضي لتمثيل الدائرة الخامسة في مينيسوتا، حيث تجرى الانتخابات التمهيدية في 14 أغسطس.

أضف إلى ذلك، النائب المسلم داريل عيسى، والذي ولد في ولاية "أوهايو" الأمريكية حفيدا لزوجين قدما من لبنان، وحقق نجاحا كبيرا في عالم تجارة الإلكترونيات وأجهزة الإنذار فى السيارات، ليتحول إلى رجل أعمال مرموق في المجتمع الأمريكي.

بدأ داريل عيسى حياته السياسية فى العام 2000 عندما ترشح للكونجرس الأمريكى كعضو في الحزب الجمهوري الأمريكي، عن إحدى دوائر ولاية كاليفورنيا، وقدم العديد من المبادرات التى تطالب الإدارة السياسية الأمريكية بالموافقة على مبادرة العرب لفرض السلام بين فلسطين وإسرائيل، كما أظهر دعمه لثورات الربيع العربي التي اندلعت في العام 2011.

اقرأ أيضًا: هل تندلع حرب جديدة بين إسرائيل وحماس قريبًا؟ 

أما النائب تشارلز بسطانى، فقد مارس الطب كجراح قلوب في ولاية "نيوأورليانز" قبل دخوله الكونجرس الأمريكي العام 2004 كنائب عن الحزب الجمهوري، وتعود أصوله من ناحية الوالد إلى لبنان. 

ورغم انتمائه إلى الحزب الجمهورى، عُرف بدعمه لجهود الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في محاولاته لإحياء مباحثات السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.

وأخيرًا النائب المسلم كيث إليسون، وهو أول نائب مسلم يدخل الكونجرس في عام 2007، ولد لعائلة متوغلة في مجال الحقوق المدنية، وهو عضو بالبرلمان عن حزب "عمال مينيسوتا الديمقراطي"، تحول إلى الإسلام وهو في الـ19 من عمره، وعرف بمواقفه الداعمة للحريات والرافضة لكل أنواع الوصاية الأمنية أو التطرف الديني. 

شارك الخبر على