إدريس والبدر.. جناحا الرومانسية للأغنية الخليجية

ما يقرب من ٦ سنوات فى عكاظ

وفاق حصيف بين مهندس الشعر بدر بن عبدالمحسن ودكتور الأغنية عبدالرب إدريس، جذوره ضاربة في باطن الأغنية الرومانسية وعمره يمتد إلى ما يربو على عقود أربعة شهدت ميلاد عشرات القطع الموسيقية الفارهة تغنى بها عمالقة الغناء العربي.فلا يكاد يذكر البدر وحضوره الرومانسي الفاخر في الغناء الخليجي إلا يتداعى شجن عبدالرب إلى جواره، كونهما ما انفكا يصوغان حُلي الأغاني ويصهرانها في بوتقة استثنائية تفيض إحساساً وموسيقى.يشير إدريس لـ«عكاظ» إلى أن ألق الشعر لدى البدر وموسيقى المعنى لديه، تُلهمه دائماً بأعذب الألحان لافتة إلى أن «عِشرة» 40 عاماً جعلته والبدر يفهمان بعضهما إلى حد كبير، إلى حد يختلط فيه الملحن بالشاعر في تناغم خلاصته أغنية لا يقبلان بأن تتنازل عن سقفها الرفيع، وكلاهما (البدر وإدريس) يؤول إلى نسق سهل ممتنع يمازج رشاقة الكلمة وسلاسة اللحن بقوة المعنى وبلاغة التأثير، ولعل العمل الخالد بصوت عبدالرب «ليلة لو باقي ليلة» يحمل دلالة هي الأعمق على تناغمهما هذا، فلم تمر بالمراحل المعتادة لبناء الأغنية بل تشكلت عبر بنيان تشاركا فيه حتى اكتمل منذ أن بدأ فكرة وانتهى كأغنية بشراكة تامة.جمعت البدر وعبدالرب العديد من الأعمال الفريدة التي شكلت مساراً مختلفاً للعديد من الأسماء، استأثر محمد عبده بنصيب أوفر من شراكتهما هذه فغنى لهما «أبعتذر» التي صنفت كواحدة من روائعه، و«إلى من يهمها أمري» و«الفجر البعيد» وغيرها، فيما حضرا مع الصوت الجريح عبدالكريم عبدالقادر بقالب رومانسي بطابع خاص.وجاء تعاونهما مع الفنان راشد الماجد بنكهة مختلفة، إذ قدما عملين ساهما في دفع عجلة السندباد الأغنية صوب القمة، هما «المسافر» في عام 1996 والحل الصعب عام 2005، نالا إشادات النقاد وحظيا بقبول جماهير واسع حتى أن «المسافر» شكلت -في رأي النقاد -بداية جديدة للماجد في الأعمال الرومانسية.توج مهندس الكلمة ودكتور الموسيقى علاقتهما الفنية عام 2009 بأوبريت «وطن الشموس»، وأعادا وهج الأوبريتات لسابق عهدها.

شارك الخبر على