صالح التركي.. أمين في مرحلة مختلفة

ما يقرب من ٦ سنوات فى عكاظ

جدة مدينة على صفيح ساخن دائما، وباستمرار هي مالئة الدنيا وشاغلة الناس لأنها معشوقة خاصة ولأن عشاقها كثر، حتى القاطنون خارجها لهم معها حكايات وحكايات، وبالتالي تكون جامعة لقلوب المحبين الذين يريدونها لائقة بالحب، يريدونها عروساً استثنائية ومحبوبة متفردة بجمالها، وهذا ما أتعبهم وأتعب جدة ويتعب كل مسؤول يواجه هذه المشاعر الشفافة الجامحة.وعندما يأتي ذكر جدة ومشاكلها وتطلعات الناس لأجلها وأحلامهم كيف تكون، تبرز أمانتها كمحور تتكثف حوله كل الأشياء، صحيح هناك إدارات أخرى لها مسؤوليات كبيرة لكن تظل الأمانة بيت القصيد ومربط الفرس وبؤرة الاهتمام ودائرة الضوء، دائما تتجه الأنظار وتشير الأصابع إليها، نادراً ما حازت هذه الأمانة على الرضا لأن الطموح أكبر مما يتم إنجازه، ولذلك ليس محظوظا من يتولى مسؤوليتها، ولا هو في منصب يحسد عليه، والأصح أن يقال لهذا المسؤول أعانك الله بدلا من قول مبروك.إن التجرد والإنصاف يفرض القول إن أشياء إيجابية حدثت في جدة خلال السنوات الأخيرة، وبانتهاء فترة الدكتور هاني أبو راس كان المجتمع ينتظر القادم بعده وسط تخمينات عديدة، لكن المفاجأة مجيء شخصية من خارج دائرة الوظيفة الحكومية، رجل أعمال بارز وصاحب اهتمامات متعددة في المسؤولية الاجتماعية وحضور مهم في الاقتصاد والتجارة إضافة الى كونه مثقفا وصاحب رؤية خاصة في التنمية والتحديث.يأتي الأستاذ صالح التركي في مرحلة دقيقة محكومة بإطار زمني محدد للإنجاز. أمامنا رؤية 2030 ومتطلباتها، وبرنامج التحول 2020 وبنوده الواجب إنجازها في مواعيدها، مرحلة يتم تقييمها بمؤشرات دقيقة تتطلب العمل المتقن، تراقبها الدولة والمواطن بذات الاهتمام.من كل ذلك نقول للأستاذ صالح التركي نعرف أن هذا المنصب لن يضيف لك بريستيجا ولكنه سيحملك مسؤولية كبيرة مثلك قادر على استيعاب كل أبعادها، والذي نتمناه أن يمنحك أصحاب القرار المرونة الكافية للتحرك، والانعتاق من أغلال بيروقراطية الإجراءات كي تواكب متطلبات المرحلة، أما من ناحيتنا كمجتمع فإننا ندعو لك بالتوفيق، ولكننا أيضا سنتابعك ونراقبك عن كثب، فلا تضق بنا عندما نحاول مساعدتك بالنقد الذي يتوخى المصلحة العامة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على