لبنان يتخلى عن «حزب الله».. أدلة جديدة تثبت تورط ميليشيا إيران باليمن

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

بعد تزايد تورط حزب الله اللبناني في دعم ميليشيا الحوثي الانقلابية، والعثور على أدلة مختلفة، كشفت دوره التخريبي في البلد السعيد، بات جليا على الحكومة اللبنانية أن تنأى بنفسها عن تلك التدخلات كي لا تصبح شريكا أساسيا في سفك دماء الأبرياء.

وسرعان ما تجاوبت الحكومة اللبنانية مع الدعوات التحذيرية، حيث أكد جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني، أن موقف حكومة بلاده من الأزمة اليمنية لا يتطابق بالضرورة مع مواقف جميع القوى السياسية في لبنان، في إشارة إلى "حزب الله" الإرهابي.

وأشار المسؤول اللبناني، في رسالة إلى نظيره اليمني، إلى أن لبنان ينأى بنفسه عن النزاعات والحروب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بما يتوافق مع مصلحته، وفقا لوكالة "سبأ" اليمنية الرسمية.

كان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني، قد وجه الأسبوعين الماضيين، رسالة احتجاج إلى الحكومة اللبنانية، على تدخل "حزب الله" في الشؤون الداخلية لليمن من خلال دعم ميليشيا الحوثي الانقلابية.

اقرأ أيضًا: تدخل حزب الله في اليمن يهدد السيادة اللبنانية 

في حين علق مصدر في الخارجية اليمنية، بالقول: إن "إصرار الحزب الإرهابي على القيام بدور تخريبي وإضراره بأمن اليمن واستقراره يجعله شريكًا أساسيا في سفك الدم اليمني".

"المصدر" أوضح أن الحكومة اليمنية لديها من الوسائل والإمكانيات ما يمكنها من الدفاع عن شعبها وحماية مصلحة بلادها العليا، وأن الحزب بتماديه وإمعانه بالتدخل في الشأن اليمني سيفتح على نفسه بابا يؤول به إلى الندم".

وتزايدت وتيرة التدخلات التخريبية لـ"حزب الله" في الشأن اليمني خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ففيما أعلن الجيش اليمني امتلاكه أدلة وثيقة تثبت تورط الميليشيا الإرهابية لحزب الله في دعم الانقلاب الحوثي، والقبض على خبراء تابعين له داخل الأراضي اليمنية، خرج أمين عام الحزب الإرهابي حسن نصر الله، يعلن رسميا استعداده لمد ميليشيا الحوثي بالمسلحين، وذلك بعد النزيف غير المسبوق للانقلابيين في الحديدة.

ودفعت التدخلات المتزايدة لـ"حزب الله"، إلى تحرك اليمن دبلوماسيا لمحاصرة تلك الميليشيات، حيث قدم شكوى إلى الحكومة اللبنانية وأخرى لمجلس الأمن ضد ميليشيا الحوثي، بحسب العين الإخبارية.

اقرأ أيضًا: «الأخبار اللبنانية»: 4 عوامل تمنع إسرائيل من مواجهة حزب الله 

بينما اعتبر مصدر حكومي يمني تبرؤ الحكومة اللبنانية من "حزب الله" أنه "أمر إيجابي"، لافتًا إلى أنه يجب عليها التصدي للأنشطة الإرهابية للحزب بشكل أكبر.

وقال المصدر: إن "حزب الله يريد إنقاذ الانقلابيين من الانهيار الوشيك، فلجأ إلى تكثيف إرسال الخبراء والمدربين إلى صعدة، الذين قتل عدد منهم، بحسب ما أعلن التحالف العربي مؤخرًا، كما قام بإرسال أسلحة إيرانية متطورة للانقلابيين، بهدف استهداف الملاحة"، وفقا للموقع الإماراتي.

ولا يقتصر دعم حزب الله لميليشيا الحوثي على الجانب العسكري، بل يمتد إلى الجانب الإعلامي، حيث يقدم التنظيم الإرهابي دعمًا واسعًا لعدد من القنوات الفضائية الحوثية، مثل (المسيرة والساحات)، اللتين تتخذان من الضاحية الجنوبية في لبنان مقرا لهما، فضلًا عن تسخير قنوات لبنانية لصالح دعم الانقلاب.

وتأكيدًا على الدور التخريبي الذي تقوم به ميليشيا حزب الله في اليمن، قال الكاتب عارف أبو حاتم: "لدى الحكومة اليمنية معتقلون إيرانيون ولبنانيون من حزب الله عسكريون وأمنيون ومحرضون دينيون وخبراء في مجالات عسكريه عدة أهمها تصنيع الألغام وتركيب الصواريخ وتسيير طائرات الدرون"، بحسب موقع الخليج.

اقرأ أيضًا: الجيش الإسرائيلي: الحرب مع «حزب الله» محتملة 

الكاتب أكد أن هناك كمية غير عادية من الأسلحة الإيرانية الصنع تم ضبطها أو حطام صواريخ تم إطلاقها على السعودية منها ما تم عرضه في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، مشيرًا إلى أن الحكومة اليمنية لديها ملف كبير حول التحويلات المالية القادمة للحوثيين من إيران ولبنان "حزب الله" وشيعة الخليج وكلها مُوثقة لدى الحكومة.

في الوقت نفسه، أكد مصدر يمني، أن القيادي في حزب الله ناصر أخضر، هو إحدى حلقات الوصل مع إيران، موضحا أن مسؤولي إدارة الملف اليمني في طهران يتشاركون المعلومات والقرارات مع "أخضر" وسفارة طهران في صنعاء وشخصيات استشارية يمنية تقدم دراسات ومقترحات للجانب الإيراني، وفقا لـ"الخليج أون لاين".

ووفقًا للمصدر، فإن هذه المنظومة تصدر قرارات دعم المنظمات ورواتب المشايخ القبليين والدينيين والناشطين والوسائل الإعلامية وحتى السياسة الإعلامية، وتحديثها وفقًا لمستجدات الميدان، بالإضافة إلى تخطيط الفعاليات الشعبية والجماهيرية على مستوى الداخل اليمني.

"أخضر"، المعروف بـ"أبو مصطفى"، يشغل منصب الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتليفزيونات الإسلامية وهي منظمة إيرانية تدير كل الوسائل الشيعية إيرانيا وعربيا، كما أنه يدير بصفة مباشرة قناة "الساحات" التي تمولها طهران وتُبث من لبنان إلى جوار قناة "المسيرة"، المتحدثة باسم ميليشيا الحوثي.

المثير في الأمر أن "حزب الله"، دائمًا ما يجد مبررات لتدخله في شؤون الآخرين، حيث يؤكد أن ملامح الجغرافيا بعد انتشار الإرهاب في بعض الدول أحد الأسباب التي دفعتهم إلى فرض وجودهم. 

شارك الخبر على