فشل أمريكي.. إسرائيل تكشف السبب الحقيقي في ترحيل المعتقلة التركية

أكثر من ٥ سنوات فى التحرير

شهدت قضية القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي لا تزال السلطات التركية تعتقله، العديد من التطورات خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تدخلت أطراف جديدة في الأزمة التركية الأمريكية، وعلى رأسها إسرائيل.

ويرى دونالد ترامب أن التفاوض مع تل أبيب بشأن الإفراج عن سيدة تركية كانت قد اعتقلتها في وقت سابق من الشهر الجاري، قد يكون الأمل الأخير في أيدي واشنطن لاسترجاع قسها المحتجز في أزمير.

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية نشرت تقريرًا حول الأزمة، أكدت خلاله أن دخول إسرائيل ما هو إلا جزء من صفقة أكبر تقضي بإطلاق سراح القس الأمريكي من المعتقل التركي نظير ممارسة ترامب لضغوط سياسية من أجل إفراج إسرائيل عن السيدة التركية إبرو أوزكان، والتي تم اعتقالها بسبب انضمامها لمنظمة حماس خلال يوليو الجاري.

دخول إسرائيل على خط الأزمة جاء بعد اتصال هاتفي جمع بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حيث طلب الرئيس الأمريكي الإفراج عن السيدة التركية من السجون الإسرائيلية، وذلك كون الأمر يتعلق بالأمن القومي في بلاده.

وعلى الرغم من عدم إعلان إسرائيل موقفا رسميا أو حتى الكشف عن تفاصيل المكالمة التي جمعت ترامب ونتنياهو، فإن صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت عن العديد من التفاصيل الخاصة بما وصفته الصفقة المحتملة لإفراج تركيا عن القس الأمريكي.

اقرأ أيضًا: هل تتأثر العلاقات العسكرية بين واشنطن وتركيا بسبب القس الأمريكي؟ 

وأكد مسؤول إسرائيلي للصحيفة أنه بالفعل تم التواصل بين نتنياهو والرئيس الأمريكي، وكان محور حديثهما عن إمكانية الإفراج عن أوزكان، وهو الأمر الذي قابلته تل أبيب بترحيب شديد لتفرج عنها بشكل فعلي بعد أقل من 24 ساعة على الاتصال.

وعلى الرغم من إطلاق سراح أوزكان في اليوم التالي لمكالمة ترامب-نتنياهو بعد شهر من الاحتجاز، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون حتى الآن تأكيد سبب إطلاق سراحها، لكنهم قالوا للصحيفة إن أوزكان تم ترحيلها إلى بلادها، وهو أمر كان سيحدث في مرحلة ما من تطورات تلك القضية، بما يعني أن الأمر لم يتم استجابةَ لضغوط الرئيس الأمريكي في هذا الصدد.

وبدا الأمر أكثر تعقيدًا، عندما نفى أحد المسؤولين الأتراك قيام إسرائيل بتحرير أوزكان، وهو ما أعاد الأمر برمته إلى نقطة البداية مجددًا.

وقال هامي إكسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية: إن "التقارير الإعلامية التي تدعي أن إبرو أوزكان أُفرج عنها في إسرائيل مقابل إطلاق سراح أندرو برونسون لا أساس لها وغير واقعية تمامًا".

اقرأ أيضًا: نائب ترامب: فرض عقوبات على تركيا حال عدم الإفراج عن القس الأمريكي 

وتتعلق الصفقة بشكل أساسي بإصرار الولايات المتحدة على أن تقوم تركيا بإطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي عاش في تركيا لمدة عقدين، واتهمته السلطات في أنقرة بأنه قدم مساعدة للمجموعة التي تحملها أنقرة مسؤولية الانقلاب الفاشل في عام 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى دعم المتشددين الأكراد المحظورين من حزب العمال الكردستاني.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الشروط التركية لإطلاق سراح برونسون تضمنت قائمة طويلة من الشكاوى، بما في ذلك رفض الولايات المتحدة تسليم فتح الله جولن، وهو رجل دين تتهمه تركيا أيضًا بتدبير الانقلاب الفاشل، إضافة إلى محاولات الكونجرس المستمرة لمنع تسليم مقاتلات F-35 التي اشترتها تركيا بالفعل.

وفي 18 يوليو، رفضت محكمة تركية مطالب أمريكية بإطلاق سراح برونسون، وخلال الأيام القليلة الماضية قضت المحكمة التركية بنقله إلى الإقامة الجبرية، غير أن هذا لم يُرض الولايات المتحدة، التي طالبت بإطلاق سراح برونسون بشكل نهائي.

العناد التركي وضع الملف برمته في مرحلة جديدة من الأزمة، حيث أكدت المحكمة التركية فيما بعد أن برونسون سيبقى في السجن لمدة تصل إلى 30 عاما، حال ثبتت إدانته بالتهم التي توجهها السلطات التركية له.

اقرأ أيضًا: تركيا ترد على ترامب بشأن القس الأمريكي: لا نتسامح مع أي تهديد 

يُشار إلى أن الرئيس الأمريكي كان قد هدد خلال الأيام القليلة الماضية بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد أنقرة، حال استمرار موقفها تجاه أزمة القس الأمريكي، وهو الأمر الذي دفع الخارجية التركية للرد على ذلك بتأكيد موقفها الرافض لتلك التهديدات، مؤكدة أن واشنطن قد تخسر أنقرة كحليفة وثيقة في الشرق الأوسط حال فرض تلك العقوبات.

شارك الخبر على