«غزة».. بين حرب ليبرمان ورفض نتنياهو

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

«الحرب على غزة» تقسم قيادات الاحتلال الإسرائيلي

في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة توترا ملحوظا منذ نحو 4 أشهر نتيجة الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن هناك تباينا واضحا بين قيادات الاحتلال حول الوضع العسكري في قطاع غزة.

وتشهد العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه أفيجدور ليبرمان ، خلافات عميقة حول طريقة التعامل مع غزة عسكريا، فبينما ليبرمان خطط لعملية عسكرية في قطاع غزة ضد حركة "حماس"، في الثاني عشر من الشهر الجاري، تدخل نتنياهو لمنع اندلاع هذه الحرب، في دلالة على عمق الخلافات بينهما، خاصة حول "حماس"، وغزة.

يفعل عكس ما يقول

ويشهد الائتلاف الحكومي في إسرائيل تبادلا للاتهامات بين أبرز أركانه حول طريقة تعامل الحكومة مع المواجهات في غزة.

كشفت عن تلك الخلافات القناة الثانية العبرية، والتي أشارت إلى ظهور هذا التوتر جليا بين الجانبين خلال جلسة لكتلة حزب "إسرائيل بيتنا" البرلمانية.

اقرأ أيضا: «طرد الحقوقيين».. أداة إسرائيل للتغطية على جرائمها أمام العالم

وحسب القناة الثانية قال مقربون من نتنياهو "إن ليبرمان يتحدث بصوت عال، ويفعل عكس ما يقول، فبعد 12 ساعة من رفضه فتح معبر كرم أبو سالم (المعبر الرئيسي للبضائع إلى غزة) قام بفتحه لإدخال الغاز، من تلقاء نفسه، ومنع بذلك توجيه ضغط فعال على حركة حماس".

وكان ليبرمان قد لمّح إلى ضرورة رفع مستوى الهجمات التي يتم توجيهها لحماس في قطاع غزة، إلا أن نتنياهو رفض قرار ليبرمان بتاريخ 12 يوليو الجاري، القاضي بشن عملية عسكرية ضد حركة حماس في غزة.

أما عن سبب رفض نتنياهو، وفق القناة، فهو على ما يبدو أن التاريخ المقرر للعدوان هو يوم تجري فيه امتحانات "بجروت" امتحانات الثانوية الإسرائيلية.

اقرأ أيضا: «الدمدم».. أداة الاحتلال لـ«تحطيم عظام» الفلسطينيين

كانت القناة العاشرة العبرية قد أشارت إلى أن نتنياهو اجتمع مع وزير الدفاع والجنرال جادي آيزنكوت، رئيس هيئة الأركان، وقياداته العسكرية، لبحث الوضع العسكري في غزة.

وفي السياق نفسه، زار ليبرمان منطقة "غلاف غزة"، في محاولة لطمأنة المستوطنين فيها، مدعيا أن بلاده ليست معنية بالدخول في حرب ضد غزة، حسب "سبوتنيك".

كما أفاد الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "واللا" بأن ليبرمان جدد تهديدات لحركة "حماس" في قطاع غزة، ورأى أنه إذا كان هناك لون أحمر في مستوطنات "غلاف غزة"، فإنه سيكون اللون الأحمر في قطاع غزة قاتما.

الخلاف بين نتيناهو وليبرمان حول غزّة، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، لا يقتصر على موعد شنّ العدوان، إنما حول استمرار سياسة جيش الاحتلال الحالية في غزّة، إذ يرى ليبرمان ضرورة في تصعيد الهجمات ضد القطاع، مع رفضه تخفيف الحصار المفروض على القطاع.

ولا يستبعد أن يكون هذا التسريب في سياق محاولة ليبرمان حصد أصوات من اليمين، والظهور بأنه أكثر تطرفاً من نتنياهو بشأن حصار غزة ، حسب "عرب 48".

نفي الخلاف

ورغم أن الخلاف لم ينته، بل إنه من المرجّح أن يشكّل أزمة قد تطول بينهما، وبالتالي بين القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل، نفى مكتب نتنياهو وجود خلاف مع ليبرمان وقال: "هذا خبر كاذب كل الهدف منه هو زرع الفرقة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، والاثنان اتخذا قرارات مشتركة ولم تكن هناك خلافات في الرأي، واتخذت القرارات بالتشاور مع رئيس الأركان والنخبة الأمنية".

اقرأ أيضا: أسبوع الدم والنار في غزة.. الاحتلال يهدد بإحراق القطاع وانتفاضة في الطريق

وزير البناء والإسكان الإسرائيلي عضو المجلس الأمني والسياسي المصغر يوآف جالانت، نفى علمه بوجود خلافات كهذه، إلا أنّه دعا "للحفاظ على الوحدة أمام العدو".

يأتي هذا النفي في الوقت الذي وجه فيه وزير التعليم نفتالي بينيت، انتقادات لنتنياهو ولليبرمان لعدم شن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة لوقف عمليات إطلاق القذائف أو الصواريخ من القطاع، وكذلك لعدم إصدار تعليمات للجيش تسمح له بقتل مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، ولم تنجح التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية في وقف هذه الطائرات والبالونات التي تسببت بإحراق آلاف الدونمات من الحقول والغابات في غلاف قطاع غزة، خلال الأشهر الماضية.

سياسة غير واضحة

"ليس لإسرائيل سياسة محددة تجاه غزة، وحماس حركة إرهابية"، هكذا علق وزير المواصلات وشئون الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على سياسة الاحتلال تجاه غزة.

ونقلت صحيفة "معاريف"، على لسان الوزير الإسرائيلي، ضرورة طرد عائلة الشاب الفلسطيني، محمد طارق، الذي قام بعملية الطعن أمس، في رام الله.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن يسرائيل كاتس، عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، أوضح أنه ليس لإسرائيل سياسة محددة تجاه غزة أو سياسة صحيحة تجاه القطاع.

واقترح الوزير الإسرائيلي الانفصال عن قطاع غزة، وترسيم حدود نهائية مع القطاع، على غرار لبنان وسوريا، ولا أرغب في إمداد غزة بالوقود والكهرباء والمياه.

اقرأ أيضا: «رزان النجار».. ملاك الرحمة التي اغتالتها رصاصات الاحتلال الغادر 

التصعيد الأخير بين إسرائيل و"حماس"، يعد الأعنف منذ آخر حرب شنتها إسرائيل على القطاع عام 2014، والتي أطلقت عليها عملية "الجرف الصامد" في المقابل سمتها حماس "العصف المأكول".

شارك الخبر على