هل تتأثر العلاقات العسكرية بين واشنطن وتركيا بسبب القس الأمريكي؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

تصاعدت حدة الخلافات بين الولايات المتحدة وتركيا، وأخذت منحى جديدا فى العلاقات خاصة بعد التهديدات المباشرة من قبل الرئيس الأمريكي لأنقرة، على خلفية احتجاز قس أمريكي بشأن ارتباطه بالمعارض فتح الله جولن والوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.

البداية كانت من خلال تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تركيا بعقوبات شديدة في حال لم تطلق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون المتهم بالإرهاب والتجسس.

الرئيس ترامب قال: إن "الولايات المتحدة ستفرض عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل للقس أندرو برانسون، وهو مسيحي رائع ورب عائلة إنه يعاني كثيرًا.. هذا الإنسان المؤمن البريء ينبغي الإفراج عنه فورًا"، بحسب "فرانس برس".

كان ترامب قد اعتبر الأسبوع الماضي أنه من "المعيب تمامًا" أن تقرر محكمة تركية إبقاء القس قيد الاعتقال حتى استكمال محاكمته التي بدأت الربيع الماضي.

إلا أن محكمة تركية أخرى قررت الأربعاء الماضي إطلاق سراحه، ولكن مع وضعه قيد الإقامة الجبرية ومنعه من السفر في انتظار انتهاء محاكمته.

اقرأ أيضًا: هل تنجح واشنطن في إقناع تركيا بالتخلي عن منظومة «إس -400»؟ 

وسارع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إلى الرد بالقول: "لا أحد يمكنه إصدار أمر لتركيا ولن نقبل أبدًا التهديدات مهما كان مصدرها.. إن دولة القانون تنطبق على الجميع من دون أي استثناء".

بدوره اعتبر إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن على الإدارة الأمريكية أن تفهم أنها لن تحصل على النتيجة التي تريدها عبر تهديد تركيا.

وفي محاولة لتخفيف حدة هذا التوتر، أعلن مسؤول تركي كبير أن وزيري خارجية البلدين تشاوش أوغلو ومايك بومبيو تحادثا بشأن قضية القس الأمريكي.

لكن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أعلن أيضًا في وقت سابق خلال لقاء وزاري دولي، عُقد تحت شعار الدفاع عن حريات الأديان في مقر الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات شديدة على تركيا إذا لم تتخذ تدابير فورية للإفراج عن "برانسون".

اقرأ أيضًا: صراع بين أبناء الناتو| أمريكا تهدد بوقف توريد الأسلحة لأنقرة.. وتركيا تتوعد 

وقال بنس: إنه "يحمل رسالة من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته مفادها: "أطلقوا سراح القس أندرو برانسون أو انتظروا عواقب قراراتكم"، وفقا لـ"مأرب برس".

كانت السلطات التركية قد اتهمت برانسون بالعمل لصالح شبكة فتح الله جولن المتهم بالتخطيط والوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها عناصر من الجيش قبل عامين، بالإضافة للتواصل مع حزب العمال الكردستاني.

ويبدو أن الولايات المتحدة قررت اعتبار اعتقال القس الأمريكي رمزًا للاضطهاد الديني في العالم، وذلك خلال هذا الاجتماع الوزاري الأول من نوعه حول الحريات الدينية والذي أعلن بومبيو أنه ينوي جعله سنويًا.

من جانبه، قال فؤاد أوكتاي، نائب الرئيس التركي: إن "الولايات المتحدة الأمريكية مُجبرة على احترام قرارات القضاء في تركيا"، مشددًا على أن تركيا دولة قانون، والعدالة التركية على مسافة واحدة من الجميع، ولا نتسامح مع أي تهديدات رخيصة.

اقرأ أيضًا: صمود تركي أمام عقوبات أمريكا.. وأردوغان يهدد بخطوات تصعيدية 

على جانب آخر، أكد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أن تهديدات الرئيس دونالد ترامب، بفرض عقوبات على تركيا، لم تؤثر على العلاقات العسكرية بين البلدين، وأنه تربطهم علاقات جيدة في هذا المجال، حسب "ترك برس".

"ماتيس" أوضح أن بلاده ستبدأ قريبًا دوريات مشتركة مع القوات التركية في منبج، وأن هناك دفعة تدريب من قوات بلاده وصلت إلى قاعدة إنجيرليك، لبدء التدريبات المشتركة مع القوات التركية لإدارة منبج.

وردًا على ذلك، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، على أنه "من غير الممكن القبول باللغة التهديدية المستخدمة في تصريحات الإدارة الأمريكية ضد بلدنا الحليف في الناتو (حلف شمال الأطلسي)".

وتم حبس برونسون في 9 ديسمبر2016، على خلفية عدة تهم تضمنت ارتكابه جرائم باسم منظمتي "جولن" و"بي كا كا" الإرهابيتين تحت مظلة رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.

ورغم ما تمر به العلاقات بين البلدين فإن ذلك لن يضع حدا لنهايتها، وسيظل التعاون قائمًا مهما بلغت التحديات، وذلك من أجل المصالح الجيوسياسية لكلا البلدين.

شارك الخبر على