"سائرون"يواجه تحدّي"دولة القانون"في تشكيل الكتلة الأكبر

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد / محمد ضاحي
تراوح الكتل الشيعية في مكانها منذ إعلان نتائج العدّ والفرز الإلكتروني ولم تنجح بالاتفاق على تشكيل الكتلة الاكبر، بسبب حصولها على مقاعد متقاربة في عددها.وحصل تحالف"سائرون"على المربتة الاولى، ثم جاء"الفتح"وبعده"النصر"، ومنذ البداية سار"سائرون"في اتجاه، فيما اتجه"الفتح"نحو مسار آخر، وأخيراً"النصر"الذي بدا الأقرب الى الانشطار حيث تقسّم أعضاؤه على التحالفين الآخرين.وتضم "سائرون" الصدريين والشيوعيين وأطرافاً مدنية أخرى، وقد نجحت، في ما يبدو، في استمالة تيار الحكمة (عمار الحكيم) وائتلاف الوطينة (إياد علاوي) وأطرافاً في تحالف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي.مقابل ذلك، انكفأ تحالف"الفتح"الذي يضم أغلب فصائل الحشد الشعبي ويترأسه هادي العامري على ائتلاف"دولة القانون"الذي يتزعمه نوري المالكي، والطرفان كلاهما مقربان من طهران، ولا يؤيدان توجّه الاطراف الشيعية الاخرى.ولأن الطرفين اقتنعا بأنهما لا يقدران على إعلان الكتلة الاكبر من دون تحالفهما، حاولا الاتفاق في ما بينهما خلال الايام الماضية، إلا أنّ محاولاتهما لم تنجح فتحركا نحو الأطراف السنية والكردية لضمان إعلان الكتلة التي ستتولى تعيين رئيس للحكومة الجديدة.ويقول تحالف سائرون الذي حصل على 54 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، إن الحوارات توقفت مع جميع القوى السياسية. ويوضح القيادي في التحالف محمد رشك لـ(المدى) أن"الحوارات معلقة لحين انتهاء أزمة تظاهرات الجنوب"، مستدركاً إن"الحوارات التي أجراها تحالف سائرون قبل التظاهرات وصلت الى خطوات متقدمة وتفاهمات حقيقية مع النصر والفتح والحكمة والوطنية".وبشأن الحديث عن تقارب مرتقب مع ائتلاف دولة القانون قال رشك:"لدينا مشاكل كثيرة مع دولة القانون، خصوصا في قضية تشكيل الحكومة، هم لا يملكون روئ لبناء دولة، ولهذا نحن قررنا أن نكون بعيدين عنهم".ويوضح إن"من يملك مقاعد كبيرة في البرلمان هو من سيشكل الحكومة، وتحالف سائرون هو من سيشكل الحكومة المقبلة. الحديث عن وضع سائرون خارج اللعبة كلام غير سليم".وختم القيادي في تحالف سائرون حديثه بالقول"يمكن أن يكون ائتلاف دولة القانون في المعارضة، وهذه هي السياسة، جهة تكون في الحكومة وأخرى في المعارضة".بدوره، يؤيد تيار الحكمة حديث رشك بشأن التفاهمات، مؤكداً"الاقتراب من تشكيل الكتلة الاكبر"، ويقول إن"قضية اختيار رئيس الوزراء الجديد لن تشكل عقبة أساسية".ويضيف القيادي في التيار محمد المياحي، لـ(المدى)"وصلنا إلى مراحل متقدمة جداً من التفاوضات والحوارات مع القوى الشيعية، وكذلك السنية والكردية"، وأكد أن"الأيام المقبلة ستشهد تطورا ملحوظا في المفاوضات، خصوصا مع قرب انتهاء عمليات العدّ والفرز اليدوي".وأضاف المياحي إن"الشهرين اللذين مضيا من الحوارات، وضعنا فيهما آلية وأسسا لقضية اختيار رئيس الوزراء، وهذه القضية لن تشكل عقبة أساسية أمام تشكيل أو إعلان الكتلة الأكبر".لكنّ تحالف النصر الذي يترأسه العبادي وحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات ينفي التوصل الى تفاهمات مع"سائرون"رغم تأكيد الأخير ذلك.ويؤكد القيادي في ائتلاف النصر علي العلاق لـ(المدى) انه"لا يوجد أي تحالف رسمي بين أي كتلة وكتلة حتى الآن"، مبيناً أن"ما أعلن هو مجرد تفاهمات أولية". وأشار الى أن"ائتلاف النصر يراقب حوارات الكتل مع بعضها، ثم يخطط ويتحرك نحو الافضل له سياسيا".وأضاف العلاق ان"ائتلاف النصر منفتح على الجميع والكل قريب منا بنفس المساحة"، مؤكدا ان"الولاية الثانية للعبادي لم تقف عائقاً أمام تحالف النصر مع القوى الاخرى، فالنصر عند لقائه الكتل لم يشترط ولاية ثانية للعبادي أمام دخوله في التحالفات".ويشكل رئيس تحالف النصر أحد أطراف حزب الدعوة، فيما يرأس الطرف الثاني (ائتلاف دولة القانون) الذي يتزعمه نوري المالكي، والأخير طرف يعمل على خط آخر لرسم ملامح كتلة أكبر تكون فيها"سائرون"معارضة.ويقول القيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي، لـ(المدى) إن"قضية التحالفات شبة منتهية، ونحن بانتظار المصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية، حتى يتم إعلان الكتلة الأكبر، ومَن تضم مِن قوى سياسية"، داعياً الى"الإسراع بإعلان نتائج العد والفرز يدوياً والمصادقة على نتائج الانتخابات، حتى يتم توقيع التحالفات والاتفاقات بشكل رسمي".وأضاف المطلبي إن"تحالف (سائرون – الحكمة)، يعمل بغير اتجاه دولة القانون، وهذا قد يدفع الى أن يكون تحالف سائرون والكتل المتحالفة معه في المعارضة، وهذا أمر طبيعي جداً".وأكد أن"ائتلاف دولة القانون لم يقدم أي تنازلات أو تعهدات إلى القوى الأخرى حتى ينضموا الى الكتلة الاكبر"، مبيناً أن"أغلب الجهات تحالفت معنا لأنهم يملكون تجارب سابقة ويثقون بدولة القانون وتحالف الفتح".ويضم تحالف الفتح أغلب قوى الحشد الشعبي وحصل في الانتخابات على المرتبة الثانية.وأعلن هادي العامري ومقتدى الصدر، قبل مدة، تشكيل نواة الكتلة الاكبر، لكن سرعان ما انفرطت خيوط الوليد الجديد، وعاد"الفتح"للتقرب من ائتلاف دولة القانون الذي كان أكبر ائتلاف خاسر في انتخابات 12 أيار الماضي.وأضاف المطلبي ان"الفتح وسائرون لن يتحالفا أبداً، لكن الآن هناك تحالف شبه نهائي بين دولة القانون والفتح وهو محسوم، كما هناك أجزاء كبيرة من ائتلاف النصر معنا".

شارك الخبر على