سوريا تعيد أبناءها من لبنان.. وتحركات روسية لتخفيف معاناتهم

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

مع اقتراب انتهاء الحرب السورية الممتدة منذ 7 سنوات، بات ملف عودة اللاجئين يمثل خطوة مهمة من شأنها أن تخفف من مأساة الشعب السوري، وقد تكون بداية للحلول العملية. 

وشهدت الساعات الماضية تطورات متغيرة بشأن ملف اللاجئين، أسفرت عن عودة الآلاف من لبنان، وذلك بالتنسيق مع سلطات النظام السوري، الذين اتجهوا إلى منطقة القلمون وسط إجراءات أمنية مشددة.

فالعملية تمت بشكل "طوعي" من اللاجئين السوريين، الذين بلغ عدد من وصل منهم إلى منطقة عرسال لأجل إعادتهم إلى بلادهم 850 لاجئا، بحسب الشبكة الوطنية للإعلام.

وجرت عملية إعادة اللاجئين السوريين وسط إجراءات أمنية متشددة، وذلك بإشراف الأمن العام اللبناني ومكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، وإجراءات الجيش اللبناني ومخابراته، وبمشاركة من فرق إسعاف.

اقرأ أيضًا: الأسد يسترد لؤلؤة الشرق الأوسط.. ويعيد التلاحم بين السوريين 

حيث عكف الأمن العام اللبناني على استحداث مركز عند نقطة وادي حميد، وتم تسجيل المغادرين باتجاه معبر الزمراني إلى الداخل السوري بواسطة آليات خاصة من سيارات وجرارات زراعية وعربات نقل ودراجات، وفقا للوكالة.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد ممثل وزارة الخارجية الروسية نيكولاي بورتسيف، أنه من المتوقع عودة نحو 3 آلاف من اللاجئين السوريين من لبنان في الأيام القريبة القادمة، مع تهيئة الظروف في وطنهم، بحسب سبوتنيك.

الحراك الروسي باتجاه المساعدة في عودة اللاجئين السوريين انسحب على السفارات الروسية في الخارج، حيث أوضح بورتسيف، أن السفارات الروسية في 11 بلدًا استعلمت عن عدد اللاجئين السوريين المقيمين مؤقتًا لتقدير اللازم لعودتهم إلى بلدهم.

تصريحات المسؤول الروسي، تزامنت مع وصول دفعة جديدة من اللاجئين السوريين في لبنان، ضمت نحو ألف مدني معظمهم أطفال ونساء، وفقا للوكالة الروسية.

اقرأ أيضًا: «الجيرة الحسنة» إسرائيل تتضامن مع اللاجئين السوريين.. فأين العرب؟ 

في المقابل، قال وزير الدولة اللبنانية لشؤون النازحين معين المرعبي: إن "الحكومة اللبنانية ستبحث تشكيل لجنة مشتركة مع روسيا للعمل مع الأمم المتحدة لإعادة اللاجئين السوريين"، بحسب الوطن الإماراتية.

أما نائبة رئيس بلدية عرسال ريما كرمبي، فأكدت أن هناك إقبالا كبيرا من قبل اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم، موضحة أن السوريين أقاموا لجنة خاصة بهم في المخيمات، وفي كل بلدة تم انتداب شخص أو شخصين وتم تسجيل الأسماء وتمت المصالحة مع الدولة السورية.

يأتي ذلك في الوقت الذي يطالب حزب الله والتيار الوطني، بتفعيل وتسريع عودة اللاجئين السوريين، من خلال الشروع في حوار مباشر بين الحكومة اللبنانية والنظام السوري أيضًا.

وسبق أن أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن حزبه يعد آلية لإعادة النازحين السوريين الموجودين في لبنان، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية ونظام الأسد، بحسب لبنان اليوم.

اقرأ أيضًا: تدخل حزب الله في اليمن يهدد السيادة اللبنانية 

الوكالة الفرنسية للأنباء أشارت إلى أن العائلات السورية غادرت مُحملة بالمفروشات واللوازم المنزلية والحاجيات والدراجات، وحتى الدواجن.

النجاحات التي تحققت في إعادة السوريين بدعم روسي، أثارت اهتمام الجانب اللبناني كثيرًا، حيث وصف النائب اللبناني بكر الحجيري المبادرة الروسية بـ"الضمانة الصحيحة والحقيقية".

وقال النائب اللبناني بكر الحجيري: "اليوم هناك مجموعة من النازحين السوريين في عرسال عادوا إلى بلادهم، ولكن نحن اليوم تركيزنا وتفاؤلنا على المبادرة الروسية"، فمستشار الرئيس الحريري كان في موسكو، وأعرب عن الأمل في إعادة الجميع إلى منازلهم خلال الأيام المقبلة.

فيما حذرت منظمات دولية في وقت سابق من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم في عام 2018، في الوقت الذي تؤكد السلطات اللبنانية أنها لا تجبر أحدًا على العودة بل الأمر يتم طواعية.

ويقدر لبنان وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على