موسيقى الأحد السيمفونية الفنطازية

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

ثائر صالح
السيمفونية الفنطازية هي عمل سيمفوني من تأليف الفرنسي أكتور برليوز (1803 – 1869) قدمه سنة 1830، بعد ثلاث سنوات من وفاة بيتهوفن، الموسيقار الأكثر تأثيراً في أوروبا. تتألف السيمفونية من خمسة أجزاء، وهو أمر غير معتاد في ذلك الوقت، فقد ساد التقليد الكلاسيكي الذي صقله هايدن واستعمله بيتهوفن بشكل مبدع، وتألفت السيمفونية وقتها من أربع حركات: سريعة – بطيئة – رقصة (سكرتسو عند بيتهوفن) – سريعة. وهذا التغيير هو واحد من عدة تجديدات أدخلها برليوز في سيمفونيته هذه التي تعد أشهر أعماله. لكن الجديد والمميز هو استعماله "الفكرة الثابتة"، وهي عبارة موسيقية تتكرر في كل حركات السيمفونية لكن بشكل مختلف وتثير في السامع مشاعر مختلفة. شغلت بال برليوز فكرة تأليف موسيقى برنامجية، أي موسيقى تعبر عن مواضيع محددة وضعت بشكل برنامج. وقد ألهمته سيمفونية بيتهوفن السادسة "الريفية" في هذا المسعى، فهي سيمفونية برنامجية، أرفقها بيتهوفن بتعليقات قصيرة هي "مشاعر السعادة عند الوصول الى القرية"، "مشهد عند حافة الجدول"، "حفل فلاحي بهيج"، "عاصفة"، وأخيراً "أغنية ريفية". وضع برليوز برنامجاً تفصيلياً لعمله، استهله بالعبارة التالية: "هدف المؤلف تصوير مشاهد مختلفة من حياة فنان، بالقدر الذي يمكن للموسيقى التعبير عنها". ملخص البرنامج هو أن فناناً يحاول تسميم نفسه بالافيون في محاولة انتحار يائسة بسبب حبه لفتاة لا تتجاوب معه، فيرى في غيبوبته طيف حبيبته (وهو لحن الفكرة الثابتة) في مختلف المشاهد وهي الحركات الخمس للسيمفونية: الأحلام والعواطف ثم الحفل الراقص ثم الحقل وثم اقتياد الفنان الى الاعدام وأخيرا ليل الساحرات الذي تحضره الحبيبة وتشترك فيه احتفالاً بموت ودفن الفنان: تدق نواقيس الروح ونسمع لحن يوم القيامة (من الأناشيد الدينية، يعود للقرن الثالث عشر) الذي يختلط به الرقص المنفلت للساحرات ومعهن الحبيبة. هناك تداخل بين حياة برليوز الشخصية وبين الأحداث التي يرويها في سيمفونيته الفنطازية. أي أنها تحمل الكثير من عناصر السيرة الذاتية. فقد أعجب برليوز بالممثلة ايرلندية هارييت سميثسون التي رآها على المسرح في 1827 وهي تؤدي دور اوفيليا في مسرحية شيكسبير هاملت، وهام بها لكنها لم تستجب لدعواته المتكررة للقاء به، ثم عادت الى بلدها بعد فترة. بعد ذلك تعرف على ماري موك، وهي عازفة بيانو شابة أنسته هيامه بالممثلة الايرلندية، وخطبها. لكنه فوجئ بعد عودته من سفرة الى روما بأنها تركته وتزوجت من عازف البيانو وصاحب صالة موسيقى بلييل المعروفة في باريس وصانع البيانوات الشهير كامي بلييل (1788 – 1855). استعمل برليوز في عمله هذا أجزاء من أعمال سابقة لم تنشر، مثل الحركة الرابعة التي كانت جزءاً من أوبرا ألفها، أما الجزء الختامي من الحركة الأخير فقد يكون جزءاً من عمل كتبه عن فاوست لغوته.من سخرية القدر، عادت الآنسة سميثسون الى باريس بعد فترة، ودعاها لحضور أحد عروض السيمفونية الفنطازية، فلبت الدعوة هذه المرة في 1832. تزوج برليوز من سميثسون سنة 1833، لكن الزواج كان فاشلاً فانفصلا بعد بضع سنوات.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على