رغم فشلها في البحيرة.. المنوفية تحارب الثعابين بـ«البيض المسموم»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

رغم فشل تجربة استخدام "البيض المسموم" في القضاء على ظاهرة انتشار الثعابين في البحيرة، لجأت المنوفية هي الأخرى لنفس الأساليب، والتي وصفها الخبراء بأنها حلول غير مجدية لمطاردتهم، وذلك بعد وصول عشرات الشكاوى للمسؤولين بالمحافظتين بمهاجمة الثعابين لمنازلهم وأراضيهم الزراعية فضلا عن تسببها في مقتل وإصابة عدد من الأهالي.

المنوفية تُطارد الثعابين

الدكتور أيمن مختار سكرتير عام محافظة المنوفية، أصدر قرارًا بتشكيل لجنة برئاسة مدير مديرية الزراعة بالمنوفية، لمكافحة انتشار القوارض والزواحف، واتخاذ الإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية اللازمة، للحد من الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة انتشارها بدائرة المحافظة، فضلا عن قيام اللجنة بإعداد تقرير شهري بما تم إنجازه من أعمال.

وعلى الفور باشرت اللجنة عملها بقرية شبرا بخوم، بعد إبلاغ الأهالي عن وجود ثعابين بالقرية، حيث أعلن مدير مديرية الزراعة أنه تمت معاينة البؤر والأماكن المحتمل وجود الثعابين بها بالقرية، فضلا عن حقن بيض وأمعاء دواجن بطعوم سامة وتوزيعها على مشارف الأراضي الزراعية والمصارف والترع وأماكن تجمعات الحشائش.

اقرأ أيضًا: خبراء: انتشار الثعابين في البحيرة ظاهرة غريبة.. و«البيض» ليس حلا 

وكلفت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، رئيس قطاع الطب الوقائي بالوزارة، بزيارة القرية وتقديم كل سبل الدعم اللازم للقضاء على هذه الزواحف والحد من آثارها.

وأكد مدير مديرية الشؤون الصحية بالمنوفية، رفع حالة الطوارئ بالوحدة الصحية بقرية شبرا بخوم، ومد فترة العمل على مدار 24 ساعة، وتوفير الأمصال اللازمة وتوفير الكوادر الطبية وأطقم التمريض المدربة على التعامل مع أى حالات محتملة، فضلا عن الدفع بعربة إسعاف بالوحدة الصحية لمواجهة أى حالات طارئة، وتنظيم حملات وندوات توعية للمواطنين على كيفية اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر وكيفية الوقاية من لدغات الثعابين وتقديم الإسعافات الأولية.

وأشار رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قويسنا إلى سرعة إزالة تجمعات القمامة وتطهير المصارف والترع، ورفع تراكمات الهدم لمنع اختباء الثعابين بها حرصا على سلامة المواطنين.

جدير بالذكر أن اللجنة المشكلة تضم فى عضويتها كل من مدير عام الطب الوقائى بمديرية الشئون الصحية بالمنوفية، ونواب رؤساء الوحدات المحلية، ومديرى الإدارت الزراعية ومديرى إدارت الطب البيطرى للمراكز والمدن والأحياء بدائرة المحافظة، ومدير إدارة البيئة وباحث بالإدارة العامة للتفتيش والمتابعة بالمحافظة.

بلاغ ضد وزير الزراعة ومحافظ البحيرة

في البحيرة، استغاث أهالي قرى مركز المحمودية بعد انتشار الثعابين وعدم تدخل أحد لإنقاذهم، وفشل طريقة المحافظة في القضاء على الثعابين بـ«البيض المسمم».

يقول محمد الشورى، أحد الأهالي، إن 4 حواة وصلوا القرى للمساعدة في استخراج الثعابين من جحورها والقضاء عليها، لكنهم فشلوا بسبب كثرة الثعابين واختلاف أنواعها، مؤكدًا أنهم قتلوا العديد منها، ولكن عدد الثعابين كبير جدًا، ويحتاج جهود أكبر من ذلك، مشيرًا إلى أنهم يواجهون يوميًا الثعابين، ويقومون بقتلها، وكان آخرهم داخل سيارة لأحد الأهالي، وأخرى في حمام منزل، بالإضافة إلى العديد في الأراضي الزراعية، مؤكدًا أن عدد الضحايا وصل إلى 5 متوفين و20 مصابًا حتى الآن. 

اقرأ أيضًا: «الثعابين» تطارد أهالي 3 قرى بالبحيرة.. والمحافظ: هنواجههم بالبيض (صور) 

وفي السياق ذاته، كلفت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، بضرورة الاستفادة من الأبحاث العلمية المتخصصة في مواجهة ظاهرة انتشار الزواحف والثعابين، والوقوف على أحدث الوسائل العلمية في مكافحتها ومنع انتشارها سواء كانت بالطرق الكيماوية أو البيولوجية.

وأشارت المحافظ إلى أن انتشار ظاهرة الثعابين السامة في قرية منية السعيد، التابعة لمركز المحمودية، تعود إلى كثرة انتشار الجنائن والحدائق بالقرية، مشددة على أعضاء اللجنة المتخصصة التي تم تشكيلها من مسؤولي الزراعة والطب البيطري والبيئة والصحة والطب الوقائي وكلية الزراعة بجامعة دمنهور، على تضافر كل الجهود لتقديم طرق الوقاية وتحديد أماكن التواجد والانتشار وعمل الإسعافات الأولية وتوفير الأمصال والترياقات اللازمة للمصابين مع عمل التوعية اللازمة بوسائل الإعلام المختلفة لتوعية المواطنين لتجنب مخاطرها وطرق الوقاية منها. 

وأكدت محافظ البحيرة، ضرورة اتخاذ عدد من التدابير السريعة والفورية، ومن أهمها تطهير الترع والمصارف وإزالة مخلفات الزراعة من أكوام الحشائش والبوص والهيش، وغيرها من البؤر التي تساعد على الانتشار، وتكثيف حملات التوعية بين المواطنين وتفعيل مقاومة القوارض وتفعيل دور الإرشاد والبيئة، وتدريب أطقم الأطباء والتمريض على الطرق العلمية للتعامل السليم مع الإصابات.

وتقدم أهالي القرية، ببلاغًا للمستشار محمد أبو ثريا المحامي العام لنيابات شمال دمنهور، ضد الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة، ومحافظ البحيرة، و5 آخرين، لاتهامهم بالتقاعس عن أداء مهام عملهم في مواجهة انتشار الثعابين والأفاعي بالقرية، والتي تسببت في مصرع 5 أشخاص وإصابة العشرات.

خبراء: ظاهرة غريبة و"البيض" ليس حلًا

قال الدكتور جمال جمعة رئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان بكلية الطب البيطري بجامعة قناة السويس وهو القسم الوحيد المتخصص في هذا المجال، إن ظاهرة انتشار الثعابين بالبحيرة غير طبيعية وغريبة، لافتا إلى انتشار أنواع من ثعابين الكوبرا شديدة الخطورة والسمية بمحافظات الدلتا خاصة البحيرة.

وأوضح الأمين العام المساعد للاتحاد العربي للحياة البرية والبحرية في تصريحات لـ«التحرير»، أن زراعات الذرة تساعد على اختفائها وأنها مع موسم التزاوج في شهور يونيو ويوليو وأغسطس تزداد أعدادها وتبدأ في الخروج من جحورها، لافتا إلى أن هناك عوامل أخرى ساعدت على ظهورها مثل التغيرات المناخية التي بدأت مؤشراتها تظهر متمثلة في ظاهرة انتشار الثعابين بمحافظة البحيرة. 

وطالب بضرورة التدخل السريع من خبراء الحياة البرية منوها بأن القسم على أتم الاستعداد في المشاركة في مواجهة هذه الأزمة مشددا على ضرورة التوجه إلى المستشفى فور عملية اللدغ لتناول الترياق اللازم.

اقرأ أيضًا: نائب يطالب بإقالة محافظ البحيرة: انقذونا الثعابين «بتاكل الناس» 

وأكد حسام عامر طلبة خبير الحياة البرية بالاتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية، أن الموسم الصيفي تنتشر به الثعابين السامة مثل الكوبرا منتقدا استخدام المحليات البيض السام في القضاء على الثعابين السامة لأنها لا تتغذى على البيض أصلا بينما هناك نوعين من الثعابين فقط وهم غير سامين يتغذون على البيض وهما ثعبان الجداري وثعبان الفارغة كما انتقد استخدام المبيدات لأن الثعابين من ذوات الدم البارد القادرة على شم المبيد والهروب منه.

وأوضح أن أحد أسباب انتشار الثعابين بالبحيرة هو استصلاح الأراضي الذي يهدم بيوت الثعابين ويهدد أماكن عيشهم وبالتالي تذهب إلى بيئات أخرى، كما تنتشر في البيئات الرطبة التي تزداد فيها الضفادع.  

وحول الطريقة المثلى لصيد الثعابين السامة مثل الكوبرا أكد طلبة، أن أفضل أسلوب هو تتبع الأثر ثم صيدها وهذا يستغرق شهرين للقضاء على الثعابين تماما، مشيرًا إلى أن الطريقة التي استخدمتها المحليات في البحيرة هي طريقة عشوائية وخاطئة منوها بأن الاتحاد يمكنه أن يشارك في حل هذه الأزمة.

وطالب طلبة بتدريب الأطباء على حقن المصل لأنه يمكن أن يكون المصاب لديه حساسية من المصل فيموت فورا بعد تلقيه المصل لافتا إلى أن استخدام المبيدات لمواجهة الثعابين يضر بالزراعات كما يضر بالإنسان أيضًا.

من جانبها، أعلنت الدكتورة ياسمين صلاح، وزيرة البيئة، أنه تم إعداد حمله تفتيشية من الوزارة لمعرفة سبب ظهور وانتشار الثعابين بإحدى قرى محافظة البحيرة، وكيفية التصدي لها والسبب في ظهورها. وكشفت الوزيرة، أنه تم تشكيل مجموعة عمل من وزارة التنمية المحلية والصحة والبيئة لدراسة تقليل انتشار هذه الظاهرة في المرحلة المقبلة. 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على