سؤال الحب في مختبر نادي المدى للقراءة في أربيل

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

شيار شيخو
يستمر نادي المدى للقراءة في أربيل بنشاطاته الدورية في قراءة ومناقشة كتابين في الشهر , وضمن هذه النشاطات يحاول النادي التركيز على أهم ترشيحات أعضاء وأصدقاء النادي لاختيارالكتب المقررة ومواكبة أحدث الاصدارات القيمة وأكثر العناوين تداولاً بين القراء ,وانسجاماً مع هذه الفكرة تم تقرير كتاب ( سؤال الحب .. من تولستوي الى أينشتاين ) للكاتب والصحفي العراقي ( علي حسين ) لقراءته ومناقشته في النادي على اعتبار أن الكتاب الذي صدر مؤخراً عن دار المدى قد حقق أعلى نسبة مبيعات في بغداد في الآونة الاخيرة , وعليه تم تقديم مناقشة الكتاب يوم السبت 7\7\2018 في جلسة مناقشة استضاف فيها النادي ا( عمر كوجري ) نقيب صحفيي أكراد سوريا , ورئيس تحرير صحيفة كردستان , عمل في مجال الأدب ولاسيما في النقد والتدقيق اللغوي ويكتب بشكل دوري في العديد من المواقع والصحف العربية والكردية ,أديرت المناقشة من قبل مدير النادي.( شيار شيخو) وبدأت كما جرت العادة بعرض فقرات النادي من ترحيب وأخبار ثقافية .وقد حضر المناقشة أعضاء وأصدقاء النادي إضافة الى عدد من الاصدقاء من مخيم ( قوشتبه للاجئين السوررين في أربيل ) ضمن خطة التعاون بالتنسيق مع معهد غوته الالماني في العراق لمحاولة اندماج اللاجئين بالنادي وتعرفهم على فكرته وتنشيط دور الكتاب بينهم وتفعيل دور هؤلاء في الجانب الثقافي ,مع تغطية إعلامية من قبل مؤسسة برجاف للإعلام والت ، قدم (ا. عمر) قراءة للكتاب بشكل مفصل معتمداً على نقطتين أساسيتين الأولى البحث في موضوع الكتاب وتصورات أفكاره واسقاطاته والجانب الآخر كان متعلقاً بمنهجية البحث العلمي والرؤية الأدبية ,ففي ما يتعلق باهم أفكار الكتاب أشار (ا. عمر) الى الموضوع الاساسي الذي يتناوله هذا الكتاب منطلقاً من مقدمة الكاتب في بداية الكتاب كما عبر عنه علي حسين في وصف موضوع الكتاب قائلاً ( هذا الكتاب هو عن إحياء قصص الحب التي قرأناها في الكتب حيث حفظها الزمن من التلاشي وقد حاولت في فصول الكتاب الثلاثين أن أخذ القارئ في سياحة مع الكتب لنكتشف معاً أن الحب لم يكن حالة عرضية في حياة أدباء وفنانين والفلاسفة كبار لكنه كان نقطة الدخول الى عالم من الإبداع وهروب من الوحدة ،للبحث عن ملاذ آمن يمدنا بالثقة والطمانينة بأننا لا نواجه الحياة بمفردنا ) ,من بين هذه الأفكار تطرق الضيف الى مسألة أهمية مفهوم الحب عامة وتأثيره في المبدعين على نحو خاص من ناحيتين الأولى كان الحب لدى أغلب هؤلاء المؤلفين من أدباءوفلاسفة عبارة عن إرهاص أولي ممهد لعملية ولادة الإبداع أو من وجهة أخرى يمكن القول إن أغلب هذه الشخصيات وإن لم تنطلق من الحب لكن مما لا شك فيه إنهم عززوا مجلاتهم الفكرية والفنية من خلال الحب ,وأضاف (ا. عمر )إن الكاتب اختار شخصيات ملهمة في التاريخ البشري ذات نتاج مؤثر في الحضارات التي نشأت فيها وقد ذكر منهم تولستوي وتشيخوف, جون لوك , سارتر وسيمون , مارلين وميلر, فان كوخ والقائمة تطول وتتحدث عما يقارب عن تجربة حوالي الثلاثين شخصية يعرضها علي حسين على شاكلة قصص قصيرة وشذرات من شأنها أن تجد موقعاً في ذاكرة وقلب كل قارئ حيث معظمنا سمع بهذه الاسماء الرنانة وقرأ للعديد منهم لكن القليل جدا يعرف ويدرك خلفية قصصهم الشخصية التي كان الحب هو المحرك الأول في أغلبها ,ولقد دعم (ا.عمر) هذه الآراء من خلال قراءة بعض أهم وأغرب قصص الحب التي تحدّث عنها الكتاب المحزنة منها والمفرحة وبعض نماذج استعراض نبض القلب بطريقة ملفتة كما هو حال روسو الرومنسي الفرنسي الذي يتغنى بذكرى محبوبته قائلاً ( الذكرى الخالدة للبراءة والنعمة جالسة في ذلك البستان على مقعد عشبي تحت شجرة أكاسيا في حالة إزهارِها الكامل ، لا أجد كلمات تناسب عواطف قلبي ، إنها المرة الأولى والوحيدة في حياتي ، يا لتلك الدموع المسكرة التي ذرفتها عن قدميها ) أما فيما يتعلق بالجانب الأدبي والنقدي للكتاب فقد كشر الضيف عن حسه النقدي وتحدث باسهاب عن بعض النقاط المتعلقة بمنهجية البحث العلمي الذي اعتمده الكاتب فهو يرى وانطلاقاً من العنوان أن الموضوع مما لا شك فيه يؤخذ في تصنيف الدراسات ,لكن الغوص في تفاصيل الكتاب يجردك من هذا الرأي حيث نلاحظ عدم وجود ترابط منهجي بين القصص المذكورة ولا حتى على المستوى الزمني ليس هنالك خط بياني واضح المعالم كما أن الكتاب لا يحتوي على أي توثيق يوضح مصدر معظم المعلومات والأقاويل المعروضة فيها كما ويمكننا الإحساس بركاكة الترجمة في الكثير من فقرات الكتاب الأمر الذي يدفع الى العديد من التساؤلات المنهيجة في وجه فكرة الكتب ( سؤال الحب ) لكن مع ذلك يمكن أن نعتبره كتاباً مفتوحاً أمام الجميع لا سيما إنه يتطرق الى أمرين من أهم ما يستدعي جذب الناس قصص الحب وأبطالها المبدعين , واختتم الضيف قائلاً إنه عمل قيم يمكن أن يخرج به القراء بالعديد من المعلومات المفيدة والغريبة لكن ضبابية المنهج العملي والأسلوب المستخدم في عرض القصص يقتضي بطريقة أو أخرى إضافة الجمالية الى متعة الحب وفرسانه ممن أحببناهم أو تأثرنا بهم كقراء ومتابعين وكجزء من ركاب حافلة الهوى التي تدور بنا وتدرو نحو ألف سؤال وسؤال عن الحب وسحره اللامتناهي ..
 
 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على