العامري متمسِّك بتحالفه مع الصدر والتظاهرات قد تبعد العبادي عن الولاية الثانية

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

بغداد/ جبار زيدان
دخلت المفاوضات الشيعية مرحلة الجديّة مع اقتراب القضاة المنتدبين من إكمال العدّ والفرز اليدوي للصناديق المعترض عليها تمهيداً لإعلان النتائج النهائية لانتخابات 12 أيار المنصرم. وتحاول الكتل الشيعية التي تواجه احتجاجات عارمة في أغلب محافظاتها، لملمة مقاعدها وتشكيل أكبر تحالف برلماني يأخذ على عاتقه تكليف رئيس وزراء للحكومة المقبلة.
وبقي رئيس الوزراء حيدر العبادي طوال المدة الماضية المرشح الأوفر حظاً لتوليه ولاية ثانية رغم تقدم قائمتي "سائرون" لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وقائمة "الفتح" التي يتزعمها هادي العامري، إلا أن الأمور بدأت تفلت من يده بعد موجة الاحتجاجات التي يشهدها البلد منذ 9 أيام، بالإضافة إلى اختلافه مع الصدر ـــ الذي طلب منه الانشقاق عن حزبه (الدعوة) مقابل دعمه لولاية ثانية، بحسب مسؤولين.
وخلال الأيام الماضية أُعلن عن تشكيل أكثر من تحالف، إلّا الواقع أثبت فشل هذه التحالفات. وعلى المستوى الشيعي هناك تحالفات هي: (سائرون ـــ تيار الحكمة لعمار الحكيم ــــ وائتلاف الوطنية لإياد علاوي)، ثم (سائرون ـــ الفتح)، ثم (سائرون ـــ الفتح ـــ النصر لحيدر العبادي).
ويعلّق القيادي في تحالف سائرون رائد فهي، في تصريح لـ(المدى) أمس، "لم تتحقق تحالفات بالمعنى الدقيق للكلمة حتى الآن، إذ إن ما تم التوصل إليه هو تفاهمات سياسية تتفاوت مستوياتها من كتلة إلى أخرى. فقد صدرت وثيقة مبادئ عن لقاء سائرون مع تيار الحكمة وائتلاف الوطنية كما تلا مقتدى الصدر بياناً في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وكذلك في مؤتمر مع رئيس تحالف النصر حيدر العبادي".
وتحدث مسؤولون في وقت سابق لـ(المدى) عن أنّ العامري امتعض كثيرا من دخول العبادي في التحالف الذي أعلنه مع الصدر. وأكدوا أن تحالف الفتح ــــــ بعد تحالف الصدر مع العبادي ــــــ وضع أساسات للتحالف مع دولة القانون التي يتزعمها نوري المالكي، كما أوفد الطرفان وفداً إلى إقليم كردستان لإقناع الكرد بالانضمام إلى التحالف الذي جمعهما، في خطوة حاولا من خلالها إبعاد الصدر عن الحكومة الجديدة.
لكنّ فهمي، وهو مرشح الحزب الشيوعي في تحالف سائرون قال إن "تحالف الفتح ما يزال يعلن تمسكه بالتحالف مع سائرون".
وأشار القيادي في الحزب الشيوعي الى أن "الاتصالات واللقاءات متواصلة مع الكيانات السياسية المختلفة، كالحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني وأطراف أخرى". واستدرك: "لكن من غير المتوقع التوصل إلى اتفاقات نهائية بشأن تشكيل الكتلة الأكبر قبل انتهاء مفوضية الانتخابات من عمليات العد والفرز اليدوي، وقبل مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات".
ويلفت الى أن "تحالف سائرون متمسك بموقفه الذي يشدد على إعطاء الأولوية للاتفاق على برنامج حكومي ذي طبيعة وطنية وإصلاحية، ويبتعد عن المحاصصة الطائفية والإثنية ويركز على محاربة الفساد وتأمين الخدمات وتعزيز استقلالية القرار العراقي، ويقيم دولة المؤسسات، ويحصر السلاح بيد الدولة".
وبخصوص أسماء المرشحين لمنصب رئيس الوزراء المقبل، قال فهمي: "ليست هناك ترشيحات رسمية من قبل الكتل حتى الآن، ولكن توجد أسماء متداولة تظهر في وسائل الإعلام والتواصل بين حين ولآخر".
مقابل ذلك، يرى عضو في تحالف العبادي أن الأخير "يحظى بمقبولية كبيرة بين الأوساط الشيعية والمشاركين في العملية السياسية".
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه لـ(المدى) أن "سياسة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حظيت بدعم إقليمي ودولي، كما أن ائتلافه (النصر) منفتح على جميع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة".
إلى ذلك، دعا المتحدث الرسمي باسم ائتلاف دولة القانون عباس الموسوي، "الكتل السياسية الى الإسراع بتشكيل الحكومة ضمن برنامج سياسي واضح وقابل للتطبيق من أجل إرضاء المواطن وتوفير الخدمات له"، مشدداً على أن "ما حصل ويحصل من تظاهرات شعبية يجعل الجميع مطالباً بتعجيل الخطى ، فالقضاء عليه الإسراع لإنهاء عمليات العد والفرز اليدوي والمصادقة على النتائج، وعلى الكتل السياسية حسم خياراتها وتشكيل حكومة قوية قادرة على حماية المواطن وتقدم الخدمات له".
وانتقد الموسوي قرارات العبادي لتطمين أهالي البصرة قائلاً: إن "منح درجات وظيفية إلى محافظة البصرة وترك باقي المحافظات والعاطلين فيها عن العمل ينظرون غير صحيح، كما إن نصب محطات صغيرة لتحلية المياه كلها حلول آنية غير مجدية"، مبيناً أن "الحل الحقيقي يكون من خلال منح مستحقات البترودولار للمحافظات وتقديم منح طوارئ لمجالس المحافظات ومحاسبة المتلكئين بالعمل فورا للنهوض بواقع المحافظات بحسب حاجاتها".

شارك الخبر على