في عيد ميلادها الـ٦٤.. محطات في حياة المرأة الحديدية

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

في نهاية العام الماضي، تمكنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الفوز في الانتخابات العامة، لتشغل منصب المستشارية للمرة الرابعة على التوالي.

ويبدو أن هذه النجاحات السياسية كانت لها علامات منذ البداية، حيث عُرف عن ميركل منذ نعومة أظافرها حبها للشؤون السياسية.

الحياة في ألمانيا الشرقية

فبعد أسابيع من ولادتها في السابع عشر من يوليو عام 1954 في مدينة هامبورج في ألمانيا الغربية، لأب عمل قس، وأم من أصول بولندية، غادرت أسرتها إلى ألمانيا الشرقية.

وهناك تعاملت ميركل مع حزب الوحدة الاشتراكي الماركسي اللينيني الحاكم في ألمانيا، ودرست الكيمياء الكمية في جامعة ليبزيج، حيث أصبحت عضوة في حركة الشباب الألماني الحر، وعملت مسؤولة في القسم الثقافي.

لكن ميركل لم تنضم إلى حزب الوحدة الاشتراكي، وعندما تواصل معها أفراد من وزارة أمن الدولة الألمانية "ستاسي" حتى تصبح مخبرًا للجهاز، رفضت بحجة أنها لا تستطيع الحفاظ على الأسرار بشكل جيد بما يكفي لتكون جاسوسًا فعالاً.

وحصلت المستشارة الألمانية على درجة الدكتوراه في تخصص الكيمياء الكمية عام 1978، وعملت بعد ذلك كيميائية في المعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم من 1978 إلى 1990.

اقرأ المزيد: ميركل.. أولى ضحايا ترامب في قمة «الناتو»

الاتجاه للسياسة

بعد سقوط جدار برلين في عام 1989، انضمت ميركل إلى حزب الصحوة الديمقراطية الذي تأسس حديثًا، وفي فبراير 1990 أصبحت المتحدثة الرسمية باسم الحزب.

وأصبحت ميركل نائبة المتحدث باسم حكومة لوثار دي ميزير، وانضمت إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا الشرقية في أغسطس 1990، الذي اندمج مع نظيره الغربي في 1 أكتوبر قبل يوم واحد من إعادة توحيد ألمانيا.

في أول انتخابات بعد اتحاد الألمانيتين، فازت ميركل بمقعد في مجلس النواب الألماني "البوندستاج"، وعُيّنت وزيرة للمرأة والشباب من قبل المستشارة هيلموت كول في يناير 1991، الذي كان دائمًا ما يصفها بـ"ابنتي".

وبعد استقالة ميزير، الذي أصبح نائب رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي من منصبه في سبتمبر 1991، بسبب اتهامه بالعمل لصالح "ستاسي"، تم انتخاب ميركل لتحل محله في ديسمبر من نفس العام.

وبعد انتخابات 1994 أصبحت ميركل وزيرة للبيئة، وترأست مؤتمر الأمم المتحدة الأول للمناخ في برلين في 1995، وبعد خسارة الحزب الديمقراطي المسيحي أمام الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة جيرهارد شرودر في سبتمبر 1998، تم انتخاب ميركل أمينة عامة للحزب الديمقراطي المسيحي.

وفي أواخر عام 1999، بعد تورط كول في فضيحة مالية داخل أروقة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، دعت ميركل في بيان نُشر في ديسمبر الحزب إلى بداية جديدة دون رئيسه.

اقرأ المزيد: «ميركل وترامب».. استقبال بارد وزيارة دون نتائج

وزاد موقف ميركل من شعبيتها بشكل كبير لدى الجمهور الألماني، على الرغم من أنه أزعج الموالين لكول، وفي 10 أبريل 2000، تم انتخابها رئيسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لتصبح أول امرأة تقود الحزب.

وبعد الخسارة في انتخابات عام 2002 بفارق ضئيل، أصبحت ميركل زعيمة للمعارضة.

أول مستشارة ألمانية

في 2005 دعا "شرودر" إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة بعد ضعف ​​التأييد للحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث فاز الحزب الديمقراطي المسيحي بـ35.2% من الأصوات، بفارق 1% عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم.

وبعد أشهر من المفاوضات استقر الحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، على تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة ميركل.

وفي 22 نوفمبر 2005، تولت ميركل منصب المستشار، وأصبحت أول امرأة، وأول سياسي من ألمانيا الشرقية، وأصغر شخص حتى الآن يتولى المنصب.

أزمات في مواجهة المرأة الحديدية

منذ توليها منصبها منذ أكثر من 12 عامًا، حصدت المستشارة الألمانية العديد من الألقاب، حيث يلقبها العديد من الألمان بـ"موتي" أو "الأم" بالألمانية، كما يعرفها العالم باسم المرأة الحديدية.

اقرأ المزيد: كيف ستؤثر مشكلات الاتحاد الأوروبي على أنجيلا ميركل؟

ميركل تعد أول امرأة تصل إلى المرتبة الثانية في قائمة مجلة "فوربس" لأقوى شخص في العالم، وهو الذي حققته مرتين، كما حصدت لقب أقوى امرأة في العالم 12 مرة من المجلة نفسها.

وفي 2015، اختارتها مجلة "التايم" الأمريكية شخصية العام، والتي وصفتها "بمستشارة العالم الحر"، كل هذه الألقاب لم تأت من فراغ، حيث واجهت ميركل العديد من الأزمات التي تعاملت معها بقوة، والتي أثبتت أحقيتها في الفوز بالمنصب 4 سنوات متتالية.

حيث شهدت فترة حكمها أزمة منطقة اليورو التي مازالت تبعاتها موجودة، أو العدوان الروسي على أوكرانيا، وأزمة الطاقة في ألمانيا، وأزمة اللاجئين، أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

فبراعتها القيادية، التي تشمل مزيج غريب من المرونة والصبر وعدم البساطة والمكر، لا تحسد عليه في الدوائر السياسية فحسب، لكنه يمكن أن يكون بمثابة قالب لإدارة الأزمات في أي مجال.

شارك الخبر على