هل يسحب الفيفا تنظيم مونديال ٢٠٢٢ من قطر بسبب إسرائيل؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

رغم أن العلاقات بين الدوحة وتل أبيب دافئة، خاصة فيما يتعلق بالتطبيع الرياضي، وذلك حينما شارك منتخب إسرائيل للسباحة في بطولة العالم للسباحة ديسمبر 2015 بقطر، ورحبت حينها الدوحة بشكل بالغ حينها باللاعبيين الإسرائيليين، إلا أن هناك أزمة ظهرت مؤخرا بين حلفاء الأمس.

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل وجهت صفة قوية لقطر علي لسان نائبة رئيس الكنيست عن الليكود، نافا بوكر، التي توجهت إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بطلب سحب شرف تنظيم المونديال المقبل من قطر، "لدعمها حماس وحزب الله".

وكتبت "بوكر" في رسالتها "كما هو معلوم لديكم، قطر دولة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتنظيمات إرهابيّة، وتعرف بدعمها الكبير لحركة حماس وحزب الله اللبناني"، بحسب اليمن العربي.

كما موّلت قطر، ولا تزال تموّل، دولة إيران الإرهابية التي يشكل تسلّحها النووي خطرًا على عددٍ من دول العالم، بالإضافة إلى ذلك، تخرق قطر حقوق الإنسان لملايين العمال الأجانب العاملين لديها، بحسب نائبة الكنيست.

اقرأ أيضًا: حفتر يقضي على ذراع قطر.. وينهي كابوس الإرهاب في درنة 

المثير هنا، أن بوكر تساءلت: كيف يمكن لدولة تحوي كل هذا التطرف والإرهاب أن تقيم الحدث الكروي الأضخم في الكون؟ هل قطر هي نموذج لحقوق الإنسان والسعي للسلام الذي تسعى الفيفا إلى إكسابه أطفال العالم؟.

ويأتي تحرك نائبة رئيس الكنيست، على ما يبدو، بعد تنسيق مع زعيم حزبها ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إذ تعتبر بوكير، إلى جانب النائبة العراقية الأصول عنات باركو، من المقربين من نتنياهو، وهما تكثران من التشاور معه في كل نشاطهما البرلماني والسياسي.

فالتحركات الإسرائيلية ضد قطر، بشكل عام، جاءت في ظل عدم رضا دولة الاحتلال عن المواقف الرسمية والشعبية لدولة قطر في دعم الشعب الفلسطيني، والوقوف ضد الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، بحسب اليمن اليوم.

وتنضم إسرائيل بعد رسالة نائبة الكنيست إلى دول قليلة تطالب بسحب شرف تنظيم مونديال 2022 من قطر، منها السعوديّة، التي أعلنت صراحةً عن ذلك، على لسان رئيس هيئة الرياضة والشباب فيها، الوزير تركي آل الشيخ.

لكن هناك ما يثير تساؤلات عديدة حول دوافع إسرائيل للهجوم على قطر في ظل العلاقات المتينة، إلا أن المشهد العام، يؤكد أن الخلاف الإسرائيلي، لا يكشف عن النوايا الحقيقية للاحتلال.

اقرأ أيضًا: قطر تبحث عن مخرج.. تميم يقاضي إحدى دول المقاطعة أمام «العدل الدولية» 

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية كشفت في وقت سابق، أن وزير السياحة الإسرائيلي ياريف ليفين، وافق على إحضار مرضى من دولة قطر للعلاج في إسرائيل، وتحقيق دخل مالى كبير للدولة العبرية. 

وأشارت يديعوت، حينها إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يكثر مؤخرا من التلميح إلى تعميق العلاقات مع الدوحة، لافتة أن الأثرياء والأمراء القطريين سيدخلون خزينة تل أبيب الكثير من الملايين.

وخير دليل على متانة العلاقات بين تل أبيب والدوحة، ما أفادت به قناة "i24news" الإخبارية الإسرائيلية، حينما أشارت إلى لقاء جمع بين وزير النقب الإسرائيلي أيوب القرا ووفد كبير من الدوحة والصحراء المغربية على هامش تنصيب الرئيس الإكوادورى الجديد، نهاية العام الماضي.

وقالت القناة: إن "القرا التقى في كيتو عاصمة الإكوادور بممثلي الدوحة على هامش الاحتفال بمراسم تأدية الرئيس الإكوادوري الجديد الاشتراكي لينين مورينو يمين القسم الدستورية".

لهذا يمكن القول إن تطبيع قطر مع إسرائيل من فوق الطاولة وتحتها كان واضحا أكثر، حينما احتفل موقع إسرائيل بالعربية بفوز إحدى فرق إسرائيل الرياضية في بطولة لكرة اليد بدولة قطر.

وقال الموقع على حسابه الرسمي بتويتر: "في أول إطلالة له في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد في قطر يأتي المنتخب الإسرائيلي من مدرسة كاتسير في مدينة حولون في وسط إسرائيل في المرتبة الثالثة..كل التقدير والاحترام على هذا الإنجاز.

اقرأ أيضًا: عام على المقاطعة| قطر تستقوي بـ«الناتو».. وترفض التلاحم العربي 

لكن يبدو أن التطبيع الكروي مع إسرائيل، أثار حفيظة الشعب القطري، حيث أعربت مجموعة "شباب قطر ضد التطبيع، عن رفضهم لاستضافة فرق رياضية صهيونية في قطر ضمن بطولة العالم لكرة اليد، إلا أن نظام تميم أصر على استمرار التطبيع والتواصل مع إسرائيل على جميع الأصعدة.

في الوقت نفسه، هاجم أسطورة الكرة الإنجليزية الأسبق، جارى لينيكر، الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" بسبب قرار إقامة مونديال 2022 في قطر.

ويرى لينيكر أنه من الأفضل الانتظار 8 سنوات وعدم إقامة البطولة في قطر، على أن تلعب النسخة المقبلة 2026 التى تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية مع المكسيك وكندا.

ويبقى السؤال: "هل سيصمد "فيفا" أمام موجة الغضب العارمة نتيجة الإصرار على إقامة كأس العالم 2022 فى قطر، أم سيقرر الاستجابة لمطالب الرياضيين بإلغاء المسابقة أو نقلها لبلد آخر في ظل الشبهات التي تحوم حول فوز الإمارة بشرف تنظيم المونديال؟.

شارك الخبر على