قبل ساعات من قمة هلسنكي.. ترمب يغرد عن «تعقب الساحرات»

almost 6 years in عكاظ

بعد أشهر من الترقب، يلتقي الرئيسان الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين اليوم (الاثنين) في قمة على انفراد في هلسنكي، ستشكل اختبارا لرغبة الرئيس الأمريكي في إقامة علاقة شخصية مع سيد الكرملين.وعزا الرئيس الأمريكي تردي علاقات بلاده مع روسيا، إلى سنوات طويلة من «الغباء» الأمريكي وما وصفه مرارا بـ«مطاردة الساحرات».وكتب ترمب على حسابه في «تويتر» اليوم قبيل انعقاد قمة هلسنكي «علاقاتنا مع روسيا لم تكن بتاتا سيئة كما هي الآن، بسبب سنوات طويلة من غباء وبلاهة الولايات المتحدة، والآن أيضا بسبب تلفيق مطاردة الساحرات».وسيجتمع الرئيس الأمريكي في وقت لاحق اليوم في هلسنكي بالرئيس الروسي، في قمة رسمية هي الأولى منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض.يذكر أن ترمب يصف التحقيق بشأن المؤامرة المزعومة بين حملته الانتخابية وروسيا بـ«مطاردة الساحرات»، وتسري هذه التسمية الساخرة أيضا على تغطية عدد من وسائل الإعلام لهذه المسألة.وشدد ترمب خلال مقابلة مع «سي بي إس نيوز» قبل وصوله إلى هلسنكي «أعتقد أنه من الجيد أن نلتقي فأنا أؤمن باللقاءات»، مع أنه أكد «لست ذاهبا بآمال عالية».ويصل بوتين الذي حضر في موسكو فوز فرنسا بكأس العالم لكرة القدم للعام 2018، إلى هلسنكي بعد الظهر، إلا أنه التزم الصمت حول توقعاته أو أهداف إستراتيجيته.واكتفى مستشاره يوري أوشاكوف بالقول إن «وضع العلاقات الثنائية سيئ جدا»، مضيفا «علينا البدء بترميمها».وسيكون لسورية حصة كبيرة في المحادثات بين الرئيسين. فترمب يسعى للنأي من هذا النزاع بأسرع ما يمكن وسحب القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.في المقابل، لروسيا وجود عسكري في هذا البلد منذ العام 2015 دعما لنظام بشار الأسد وهي تعتزم أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دورا أساسيا فيه.وتُعقد القمة بعد الظهر في القصر الرئاسي في قلب هذه المدينة الساحلية ذات التاريخ الطويل في استضافة قمم بين الشرق والغرب.وعلى جدول أعمال القمة لقاء على انفراد يحضره فقط المترجمان وغداء عمل مع فريقي الرئيسين ومؤتمر صحافي مشترك.لكن نمط اللقاء وتوقيته يجعلان من قمة هلسنكي حدثا فريدا، فهي المرحلة الأخيرة من جولة يقوم بها قطب الأعمال منذ أسبوع في أوروبا وشن خلالها هجوما على حلفائه في مقدمتهم ألمانيا لكن مع تفادي توجيه أي انتقاد إلى نظيره الروسي.كما يلتزم ترمب منذ أسابيع عدة موقفا ملتبسا حول شبه جزيرة القرم، إذ يرفض أن يستبعد بوضوح الاعتراف بضمها من قبل روسيا.المسألة الثانية التي تلقي بظلالها إلى حد كبير على اللقاء هي التحقيق الذي يقوده المحقق المستقل روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016 لصالح حملة ترمب.وعاد التحقيق إلى قلب الحدث قبل ثلاثة أيام فقط على القمة مع توجيه مولر الاتهام إلى 12 عميل استخبارات روسيين بقرصنة أجهزة كمبيوتر للحزب الديموقراطي.وتعهد ترمب إثارة المسألة مع نظيره الروسي لكن أحدا لا يتوقع أن يطالبه بتقديم توضيحات بشكل رسمي.فعلاوة على تنديد ترمب بـ«حملة سياسية» ضده، بدا مرارا وكأنه يقف في صف بوتين الذي ينفي أي تدخل رغم اجماع وكالات الاستخبارات الأمريكية على أن العكس صحيح.هل يخاطر ترمب بأن يجد نفسه في موقع ضعف أمام بوتين المدرب على رصد نقاط الضعف لدى خصومه؟.وحضه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين على عدم التفاوض على انفراد وكتبوا في رسالة مفتوحة «لا بد من وجود أمريكيين آخرين في الغرفة».لكن ترمب يقول منذ أسابيع «هل سأكون مستعدا؟ أنا مستعد تماما!»، مضيفا قبل بضعة أيام أمام أنصار له في مونتانا «لقد استعددت طيلة حياتي لمثل هذا الأمر».لكن العديد من المحللين يخشون ألا يكون ترمب حازما بما فيه الكفاية.وهذه المرة الرابعة التي يلتقي فيها رؤساء من البلدين في العاصمة الفنلندية. وعلى هذا الأساس فقط ستندرج القمة في سياق القمم السابقة بين جيرالد فورد وليونيد بريجنيف (1975) وجورج بوش الأب وميخائيل غورباتشيوف (1990) وبيل كلينتون وبوريس يلتسين (1997).

Share it on