الدولة الإردوغانية .. تركيا سابقاً

about 9 years in أخبار اليوم

يسابق الرئيس التركي إردوغان الزمن لسرعة هدم الدولة التركية وإقامة دولته الجديدة الإردوغانية، فحملة الاعتقالات التي طالت حتي الآن نحو ثلاثة عشر ألف تركي، بينهم ما يقرب من تسعة آلاف عسكري، وألف وخمسمائة شرطي، بخلاف فصل وعزل نحو ٦٠ ألفا بينهم مايقرب من ثلاثة آلاف قاض، وإغلاقه لأكثر من ألف مدرسة خاصة وأكثر من ألف جمعية ومؤسسة خيرية و١٩نقابة و١٥جامعة، خلال عدة أيام في أعقاب الانقلاب الفاشل، تؤكد أن ما يفعله الرئيس التركي، لم يكن وليد الانقلاب الفاشل، ولكنه كان مخططا معدا للتنفيذ في زمن محدد.
لم يكن الرئيس التركي في حاجة إلي الجيش، وعلي النقيض، فقد كان يراه عقبة رئيسية أمام تحقيق مخططه، لإقامة دولته التي تضم حزبه وعشيرته، هؤلاء الذين شاهدناهم وشاهدهم العالم أجمع من خلال وكالات الأنباء وهم ينزلون إلي الشوارع مسلحين، عقب الانقلاب الفاشل، لملاحقة رجال الجيش التركي والقبض عليهم، بعد توجيه أبلغ الإهانات والاعتداءات عليهم، ووصلت إلي استخدام أسلوب التنظيم الإرهابي داعش بذبح أحد العسكريين، بما يؤكد الارتباط الوثيق بين ميليشيات إردوغان وتنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تستخدم العنف لفرض سيطرتها علي العالم.
نجح إردوغان في جمع القتلة والإرهابيين الهاربين من العالم علي أرض تركيا، وانتظر اللحظة الحاسمة لبدء تنفيذ حلمه في إنشاء الخلافة الإسلامية، كما تروج له أوهامه.
جميع المؤشرات تكشف أن ما تعرضت له تركيا لم يكن انقلابا، وأن الرابح الوحيد من هذا الانقلاب لم يكن سوي إردوغان، كما أن حملة الاعتقالات التي أعقبت الانقلاب، تدين الرئيس التركي، فلو أن تلك القيادات العسكرية كانت شاركت في الانقلاب، كما يزعم إردوغان، لما كان مصير الانقلاب الفشل.
ما حدث في تركيا ليس إلا استيلاء علي الدولة، فتلك هي الحقيقة الكاشفة، فقد استولي إردوغان وعشيرته من حزب العدالة والتنمية، والذي هو فرع من تنظيم الإخوان علي مقاليد الحكم.
وهذا هو سر غضب الرئيس التركي وهجومه المستمر علي مصر، التي رفض شعبها الخضوع لعشيرته ونجح الشعب بدعم جيشه العظيم الأبي في دحر الإرهاب وهزمه شر هزيمة.
الأمر الغريب هو موقف العالم مما يحدث في تركيا من اعتداء صارخ علي مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، فلم تتخذ دولة واحدة إجراء مباشرا ويكتفي الجميع بالانتقاد؟!

Mentioned in this news
Share it on