عمرو سعد.. حمل لواء الغلابة ليس كافيًا لتصدر شباك التذاكر

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

بعد عامين ناجحين حققهما عبر شاشات التليفزيون من خلال مسلسله "يونس ولد فضة" (2016)، وفي دور العرض السينمائية من خلال فيلمه "مولانا" (2017)؛ مُني الفنان عمرو سعد، بهزيمة كبيرة في شباك التذاكر بموسم أفلام عيد الفطر المبارك والذي شارك فيه بفيلمه "كارما" مع النجوم غادة عبد الرازق وزينة وخالد الصاوي، ومن إخراج مكتشفه والمساهم الأول في خلق نجوميته، خالد يوسف والذي عاد من خلاله للشاشة الكبيرة، بعد أن انشغل عنها في العمل العام منذ عام 2011 مع قيام ثورة 25 يناير.

ورغم توقعات الجميع بأن تكون عودة خالد يوسف قوية، خاصةً أن العمل من بطولة بطله الأهم على الساحة حاليًا عمرو سعد، إلا أنه على عكس المتوقع جاءت الإيرادات مُخيبة للآمال، حيث تذيل العمل السباق وحل في المركز الخامس والأخير، ما دفع بعض دور العرض السينمائي لسحبه بسبب ضعف الإقبال وتحقيقه أقل من 7 ملايين جنيه في 4 أسابيع، بينما يسبقه "الأبلة طم طم" لـياسمين عبد العزيز بـ8.5 مليون، وقبلهما "قلب أمه" لهشام ماجد وشيكو بحوالي 12 مليونا، وقبلهم "ليلة هنا وسرور" لمحمد إمام بنحو 28 مليونا، وفي المركز الأول "حرب كرموز" لأمير كرارة بنحو 44 مليون جنيه. 

عمرو سعد هو أحد نجوم الساحة الفنية حاليًا، وهو من مواليد 26 نوفمبر 1971، نشأ بحي السيدة زينب الشعبي ما انعكس على أعماله، وتخرج في قسم الديكور بكلية الفنون التطبيقية، وبدأ العمل بالتمثيل من خلال تجارب مسرحية وتليفزيونية، وفي مرحلة متقدمة توجه لمكتب المخرج يوسف شاهين وقابله خالد يوسف وآمن بقدراته، وكانت البداية بتقديم دورين مساعدين في فيلمي "الآخر" (1999)، و"المدينة" (2000)، ليبدأ مشواره من خلال مدرستي يوسف شاهين ويسري نصر الله، وهما من هما، ثم شارك في مسلسلات "فريسكا، أرض الرجال، الحب موتًا، أولاد الشوارع، لا أحد ينام في الإسكندرية"، قبل أن يُقدّم دورًا أكبر في فيلم "خيانة مشروعة" (2006) لخالد يوسف.

وشهد عام 2007، أولى بطولاته السينمائية من خلال فيلم "حين ميسرة" مع سمية الخشاب وعمرو عبد الجليل، وهو أول الأعمال التي تطرقت بهذا العمق إلى حياة سكان العشوائيات وقدّم رؤية جيدة لقسوة الواقع، وتلاه فيلم "دكان شحاتة" (2009) مع هيفاء وهبي وغادة عبد الرازق، والعملان من إخراج خالد يوسف الذي دفع به إلى البطولة وكان العامل الرئيسي في نجوميته، ثم قدّم أولى بطولاته التليفزيونية في مسلسل "مملكة الجبل" (2010)، وفي نفس العام واصل بطولاته السينمائية من خلال فيلم "الكبار"، ثم قدّم مسلسلي "شارع عبد العزيز" (2011)، و"خرم إبرة" (2012).

وعاد عمرو سعد للسينما من جديد مع محمد السبكي في 2014 من خلال فيلم "حديد"، وهو نفس العام الذي قدّم فيه الجزء الثاني من مسلسله الناجح "شارع عبد العزيز"، وفي 2015 قدّم فيلم "ريجاتا" مع السبكية أيضًا، كما شارك في بطولة فيلم "أسوار القمر" مع منى زكي وآسر ياسين، وفي 2016 قدّم مسلسله الذي حقق نجاحًا كبيرًا "يونس ولد فضة" للمخرج أحمد شفيق والسيناريست عبد الرحيم كمال، وفي العام الماضي قدّم مسلسله "وضع أمني"، وفيلم "مولانا" المقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وفي العام الحالي خرج في الوقت الأخير من السباق الرمضاني بمسلسله "بركة"، ونافس بـ"كارما" ضمن موسم عيد الفطر.

وعلى الرغم من أن الشريط السينمائي للفيلم حقق دعاية استثنائية وكسب مساحة ترقب من قِبل جمهور الموسم، بفضل سحب الرقابة للترخيص الذي سبق ومنحته للفيلم قُبيل عرضه الخاص قبل أن تتراجع عن ذلك وسط ضغوط من السينمائيين، ورغم أن خالد يوسف من المخرجين القلائل في تاريخ السينما، الذين لديهم جمهور ينتظرهم، ويقطع لهم التذكرة، مثل أستاذه الراحل يوسف شاهين، ورغم وجود أسماء كبيرة مشاركة في العمل إلى جانب عمرو سعد، ومنهم غادة عبد الرازق، زينة، دلال عبد العزيز، خالد الصاوي، مجدي كامل، فإن "كارما" لم ينجح في الصمود أمام 4 أفلام أخرى، وتذيل قائمة الإيرادات بدلًا من أن يُنافس على المركز الأول كما كان متوقعًا له.

ظهور عمرو سعد بالسينما على فترات متباعدة كان يفترض أن يكون أكثر جذبًا للمشاهد، خاصةً المشاهد الذي يشعر بامتلاكه رؤية وحسًا مجتمعيًا واضحًا في مجمل أعماله، ولعل في ذلك سر تذيله قائمة أفلام الموسم، فأكثر من 80% من جمهور السينما من الشباب، وهم يُفضلون أن يحصلوا وأحبابهم على جرعة من الكوميديا عادةً في هذا الموسم، أو جرعة من الأكشن كما كشف الموسم بتصدر "حرب كرموز"، ولكنهم لن يُفضلوا بالطبع جرعة من التلقين السياسي ومحاضرة عن الفقر والجوع، والأمر نفسه حدث بمسلسله "وضع أمني" العام الماضي، حيث لم يُحقق نسب مشاهدة عالية من بين مسلسلات رمضان 2017.

عمرو سعد منذ بطولته الأولى، وهو يؤمن في قرارة نفسه أنه يحمل على كتفيه لواء العامة والبسطاء والمهمشين الذين غاب من يمثّلهم ويعبّر عن قضاياهم بصدق ومعايشة ووعي بالأزمات الحياتية القاسية، وهو بالفعل يعمل للفن من أجل الفن، بقدرات لا خلاف عليها، وبكثير من التوازنات ما بين أدائه الخاص كفنان، ومدى ثقافته ووعيه في دراسة الشخصية التي يُجسدها، ويظل بين أبناء جيله صاحب موهبة ومسؤولية مجتمعية معًا، إلا أنه رغم كل ذلك بات يحتاج إلى نقلة مختلفة في السينما والدراما، وأن يتجاوز فكرة تناول شخصيات البسطاء والعامة بعد أن حقق تميّزًا في تلك المنطقة، ويتطلب منه خوض مغامرة جديدة.

شارك الخبر على