٣ فنانين عانوا «قلة الفلوس» في بدايتهم.. أمير كرارة «اشتغل عشان البامبرز»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كل العظماء الناجحون كانت لديهم أسباب كثيرة للتراجع، لكن الإصرار والتصميم قادر على فعل أي شيء، كل ما في الأمر أنهم عاشوا الحلم قبل أن يشاهدوه يتحقق، لكن ربما تغيرت أحلام كثيرين بسبب جملة «خلي بالك في ناس متعلقة في رقبتك»، التي دفعتهم للتنازل عن طموحاتهم، التي ربما تحتاج سنوات طويلة في السعي لتحقيقها، خاصة في المهن أو المجالات التي تعرض فيها موهبتك للجمهور وبناء على التقييم والقبول يبدأ مشوارك، لذلك ربما تحتاج لوقت كبير كي تتطور وتثبت موهبتك لهم، وهو ما يستغرق وقتًا ربما يؤثر على رغبة البعض في الزواج.

نجوم كُثر على الساحة الفنية اليوم عانوا من قلة الإمكانيات المادية أثناء وبعد الزواج، دفعت بعضهم للتنازل عن حلمه، وجعلت البعض يقبل بأي عمل يجلب له المال، وذلك لأن الأحلام ليس لها مكان حين تجوع البطون، لكن هؤلاء قرروا أن يفتحوا طاقة داخل سور ضخم اسمه المُستحيل، ليس بمُفردهم إنما بمُساعدة زوجاتهم، وكشفوا تفاصيل هذه الرحلات في لقاءاتهم التليفزيونية.

أحمد فتحي ومشوار طويل

الفنان أحمد فتحي الذي تراه اليوم وقد غزا الشاشة الصغيرة والكبيرة، على طريقة بيومي فؤاد، له قصة طويلة مع المُعاناة بعد الزواج؛ فهو كان مُجرد شاب يحلم أن يصير وجهًا معروفًا يومًا ما، بدأ حياته في المسرح القومي بجُملة واحدة «تحرك يا رجل»، وحينما جاء سن الزواج قرر الارتباط على طريقة الصالونات من «نسرين»، التي تنتمي لأسرة كما شبهها فتحي من الإقطاعيين وأصحاب العقارات، كان وقتها "فتحي" يسكن في شقة الأسرة في حي إمبابة وهي شقة لا تتجاوز مساحتها الخمسين مترا، نظرات حماته حينما ذهبت لمُعاينة عش الزوجية كانت مُحبطة لكنه قال لها «دي إمكانياتي»، إذ لم يكن يمتلك وقتها سوى «الحلم».

"فتحي" شخص غير اجتماعي وتغيرات مرحلة الزواج لا تتحمل أن تظل خطواته بطيئة دون أن يطرق الأبواب ويطلب من هذا وذاك العمل والترشيح في الأدوار، كان يؤمن أن نجاحه في المسرح سوف يجذب له الأدوار في السينما والدراما ليبدأ الطريق، لكن هذا لم يحدث، فوجد نفسه مديونًا، وبحث عن أعمال أخرى ثُم قرر السفر لإحدى دول الخليج ليبحث عن عمل لم يجد سوى أن يكون بائع هواتف محمولة.

ظل حِلم التمثيل يرواد "فتحي" ويؤرقه في ليل الغُربة الطويل وهو بعيد عن أقرب الناس لقلبه «سجن كبير»، وبعد 11 شهرا في الغُربة استمع إلى أغنية «مشوار طويل» لفريق واما عن طريق الصُدفة، ظل يكرر سماعها، علامة أرسلها الله له ليرشده للطريق، «مشوار طويل فى وسط ليل مفيهوش قمر، وقلب تايه فى إحساس بغربة بين البشر، وأنا وحدى بمشى فى سكتى بقوم بعافر بنتصر، أقع عزيمتى بتنكسر، بقف أكمل خطوتى، بلاقى هدفى في قصتى، شايف فى آخر الضلمة نور، لو حاشنى سور بهده هدّ، إحساس بجد بأني هوصل من غير ما قلبى يساعده حد».

كلمات الأغنية لخصت حياة "فتحي" لكن الاختلاف أن قلبه ساعده بزوجته التي هاتفها صباح اليوم التالي، وأخبرها «بعفيكي من الجواز والمسؤولية أنا ليا طريق وهمشيه وأعيش الحلم مش مهم يتحقق أو لأ»، لكنها رفضت الانفصال وتحملت الحياة الصعبة إلى أن تحسن الوضع وتحقق حِلمه.

صبري فواز تزوج بدون دولاب

أن تضطر لاختراع كذبة لإلغاء ميعاد مع «بنوتة» بسبب عدم امتلاكك بعض الأموال لتُحاسب في الكافية أو المطعم، كان هذا أصعب موقف مر به الفنان صبري فواز وضعته فيه سوء ظروفه المادية في بداية مشواره.. سنوات من المعافرة أثناء الدراسة في معهد الفنون المسرحية التقى بزوجته «عزة موسى»، التي أعجب بها وبادلته الإعجاب وقررا الزواج بعد التخرج، "فواز" وقتها كان مجهولًا لدى الجمهور لكنه بدأ العمل في المسرح وتقاضى بعض الأموال التي جعلته يُقبل على الزواج.

قال صبري فواز في لقائه، مساء أمس الجمعة مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها «معكم» على فضائية CBC، إن زوجته اختارته كرجل أعجبت به في البداية بعيدًا عن الظروف المادية البسيطة والتي تؤمن أنها من السهل أن تتغير، لكن الأهم أن الأشخاص هي التي لا تتغير لذلك أقبلت على الزواج منه، حياة "فواز" الزوجية في البداية كانت كأي شخص وبيت مصري بسيط يُدبر ويتحمل، بداية من الأجهزة المنزلية التي حصلوا عليها بالتقسيط، الشقة الإيجار المتواضعة في مكان متواضع، والأثاث المنزلي كان «على القد» كما قال «يدوبك اللي يقضينا»، كنبة، سرير، كُرسي، وترابيزة صغيرة كما أن البيت ظل بدون «دولاب» فترة طويلة؛ كانوا يخزنون الملابس في كرتونة.

صبري ليس لديه مشاكل مع هذه الفترة ومتصالح معها، ويؤمن أن الأشياء ستأتي يومًا ما طالما لديك الموهبة، وأن شعوره حينما كان يركب سيارة فيات 27 لم يختلف كثيرًا حينما بدلها بالجيب شيروكي، خاصة أن المظاهر لا تشكل له أزمة، وقال: «أفضل شخص هو اللي مشكلته براه في فلوس أو شغل طالما هو سليم من الداخل».

البامبرز كان حافز أمير كرارة

ستتفاجأ أن النجم أمير كرارة بدأ سلم الشُهرة والفن من الطابق الأول، بداية من الإعلانات وتقديم البرامج ثُم المُشاركة في أدوار صغيرة في عدة أفلام ومسلسلات استطاع من خلالها تدبير بعض الأموال للزواج من «هند صلاح حسني»، التي بدأت معه مشوار النجاح، وظل أمير وقتًا طويلًا يبحث عن دور البطولة، حتى كاد أن يترك التمثيل ويذهب للبحث عن أي عمل خارج مصر كما كان يُفكر الشباب وقتها، لكن أوقفه عن هذا مسلسل «المواطن إكس»، الذي أصبح من خلاله ممثلا معروفا.

"كرارة" شخص لا يؤمن بالتخطيط الطويل المدى وكان يقضي اليوم بيومه مادام لديه خطة واضحة ويعلم إجابة «ماذا أريد؟»، وأثناء تجربة "المواطن إكس" أنجبت زوجته طفله الأول «سليم»، وبدأت رحلته مع «البامبرز»، كما قال في لقائه قبل عدة أشهر مع الفنانة إسعاد يونس في برنامجها "صاحبة السعادة" على فضائية CBC، بالتأكيد "كرارة" يمزح لكنه كان يقصد أن مسؤولية الزواج والإنجاب زادت من الحمل بعض الشيء، خاصة أنه خلال هذه الفترة كانت تمر البلاد بظروف صعبة نظرًا لقيام ثورة يناير عام 2011.

ولحسن الحظ تواصلت مع كرارة شركة لبنانيةوقتها، للمشاركة في مسلسل «روبي» بطولة سيرين عبد النور، ودون أن يُفكر أو يطلب قراءة الورق وافق على العمل، مبررًا هذا الأمر قائلًا: «عايز أشتغل ورايا بامبرز وبلم فلوس» بعدها شارك كرارة في مسلسل «طرف ثالث»، ومن بعده بدأت أدوار البطولة المُطلقة تُناديه فقدم "تحت الأرض" ثم "حواري بوخاريست" و"الطبال" إلى أن وصل لذروة النجاح في مسلسل "كلبش" بجزأيه، ويحقق مشاهدات مرتفعة به، إلى جانب الإيرادات الضخمة لفيلمه "حرب كرموز" التي وصلت إلى 45 مليونا خلال موسم عيد الفطر.

حينما تستمع إلى هذه القصص تؤمن أن هؤلاء ومثلهم الكثير يستحقون المكان الموجودين فيه حاليًا، وتؤمن أيضًا أن مشوار النجاح طويل وصعب؛ فالبحر الهادئ لا يصنع بحارًا ناجحًا.

شارك الخبر على