تهميش “أهل الشيخ محمد فاضل” أمر يأباه المنطق والتاريخ والجغرافيا

ما يقرب من ٦ سنوات فى أخبار الوطن

طرحت ترشيحات حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأخيرة أكثر من علامة استفهام  وتركت حيرة وذهولا لدى العديد من الاوساط الاجتماعية والسياسية في البلد ,خاصة تلك التي ساندت منذ اللحظات الاولى خيارات رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز وتبنت برنامجه الانتخابي ووقفت الى جانبه في السراء والضراء ,ولم تدخر جهدا في سبيل نصرة الحزب ودعمه بكل الوسائل. لكن ترشيحات الحزب الاخيرة فاجأت المراقبين ومعظم قادة الحزب نفسه ,حيث تم استبعاد مجموعات وازنة كمجموعة “أهل الشيخ محمد فاضل” في الحوض الشرقي من تلك الترشيحات والتي تحظى بثقل حضاري ووزن اجتماعي ضاربٍ في جذور التاريخ ,تلك المجموعة التي لم تألُ جهدا ولم تدخر وسعا في تأييد الحزب ومساندته في السراء والضراء. ولقد كان حرِيّا بقيادات الحزب التي عُهد إليها باقتراح الشخصيات التي سيتم الاعلان عن ترشيحها أن تكون على اطلاع وإلمام بالتاريخ وقليل من علم الجغرافيا والمنطق قبل أن تتخذ قرارها الخاطئ والمستهجن بتهميش مجموعة بحجم “أهل الشيخ محمد فاضل” الكرام. فالتاريخ المكتوب والمرويّ يشهد لهذه المجموعة بالفضل ونشر العلم في ربوع المغرب العربي وإفريقيا ,حيث امتد إشعاعها من البحر الابيض شمالا الى الادغال الافريقية جنوبا ,وشهد لهم القاصي والداني بالفضل والمروءة والشهامة ,كما كان لهم دور بارز ـ لا ينكره الا جاحد أو مكابر ـ في الدفاع عن بيضة الاسلام ومقارعة الغزاة المحتلين. أما الجغرافيا فتنطق بلسان الحال قائلة : هنا في أرض تيرس واسمارة آثارٌ للشيخ ماء العينين ولد الشيخ محمد فاضل لا تمحوها عاديات الزمن ,ما تزال محفورة في الاذهان وعلى كل الصخور وبين الجبال والاودية والوِهاد ,مربيا ومعلما ومجاهدا وقائدا عسكريا فذا ومجاهدا في سبيل الله. وفي الحوض ,تلك مرابع أهل الشيخ التراد وأهل الشيخ محمد تقي الله ,سَدنة العلم والفضل والكرم ,ومأوي الضعيف ,وملجأ الملهوف ,ورباط العلم ,وملتقى عشرات الآلاف من الطلاب والمريدين. وغير بعيد من هنا ,أرض اترارزة وبلاد السنغال يمكنكم أن تسألوهم عن القطب الرباني الشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل ,أغزر الناس علما ,وتواضعا وحلما ,وأكثرهم طلابا وأتباعا ومريدين. ويمتد صيت هذه المجموعة الكريمة ليبسط رداءه على أرض آدرار ,حيث أسرة أهل امم التي بلغت شأوا لم يبلغه غيرها ,وكانت محط رحال وأفئدة الجميع. وبعد هذا العرض يحق لنا أن نتساءل : ألِمثلِ هذه الاسرة الهاشمية ذات الشأن الرفيع والمكانة السامقة شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ,ألِمثلهم يُفعل هذا ,أيها المتلاعبون بمصالح الحزب وشعبيته؟. وبأي منطق يستبعد أهل الشيخ محمد فاضل؟ إن تاريخهم ووزنهم الاجتماعي والحضاري وكثرة أتباعهم وكريم فِعالهم وحسن خصالهم ,وإخلاصهم للحزب ومؤسسه : رئيس الجمهورية ,كل تلك العوامل تقف رافضة رفضا قاطعا لمسألة تهميشهم والقفز فوق الحقائق التاريخية والجغرافية والمنطقية. ولئِن كان في الحزب من تُسول له نفسه أن يتجاوز هذه المجموعة بحجمها وأهميتها ,فإننا نقول له بصوت مرتفع : خسئت ,وخبْت ,وستظل راية مجد أهل الشيخ محمد فاضل خفاقة تناطح الجوزاء ,وستقع انت في الحفرة التي حفرت لهم ,والخاسر الاكبر هو الحزب ومَن يكيدون ويدبرون الامر بالليل كالخفافيش في الظلام. وسيرتد هذا الامر سهاما على كل مَن ساهم فيه وأقرّه ورضي به ,فما كانت الجماعة في كفة الا رجحت بها ,وما كانت خارجها الا وخفَّ وزنها وكانت كالعهن المنفوش ,وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. محمد محمود محمد الامين

شارك الخبر على