نهار
about 9 years in أخبار اليوم
شيء أشبه بالمداراة وتعمد الإخفاء.. هل هو الخوف من الفضيحة؟ أم هو العجز عن تقديم حلول فعلية؟.. خلال الأيام الماضية، تابع الإعلام تفاصيل التفاصيل لفشل الإنقلاب علي أردوغان.. وتابع بدقة إطلاق الرصاص في السوق التجاري بمدينة ميونيخ.. واقتحام قطار بالجنوب الألماني.. وتابع حوادث شاطيء نيس ودهس المصطافين بالصوت والصورة والمتابعة والتحليل.. بينما لم ينقل الصورة مباشرة، ولم يلتفت ولم يتابع ما يحدث في قري المنيا وبني سويف من اعتداءات طائفية عنيفة..!!
الفيديو المتداول من قرية (صفط الخرسا) بمركز الفشن ببني سويف، يصور طفلة صغيرة تطل من شرفة منزلها في حالة رعب، بينما أسفل المنزل مجموعة من الرجال المسلمين بجلاليب بيضاء، يرشقون عددا من المسيحيين بالزجاج والحجارة ويرشقون أيضا منزل الطفلة وأسرتها.. قال محافظ بني سويف إنها اعتداءات طائفية وليست فتنة، بسبب منزل تحت الإنشاء تردد أنه يعد ويجهز لتحويله إلي كنيسة !
الاعتداءات الطائفية تكررت في قري المنيا خلال الأسابيع الماضية.. تعرية السيدة القبطية المسنة من ملابسها في قرية (الكرم) مركز أبو قرقاص.. أحداث قرية (أبو يعقوب) وقرية (طهنا الجبل)... تتوالي الأحداث وتتكرر لغياب الرؤية الواضحة والقدرة علي وضع حلول فعلية، تتكرر لغياب الشفافية والرغبة في الإنكار والمداراة... والحل الأمني بالتأكيد ليس حلا رادعا ولا حلا أمثل.. أسوأ منه تبويس اللحي والصلح العرفي، من حيث هو ترسيخ للإفلات من العقوبة، إضافة إلي أن موازين القوي في الصلح العرفي، ضاغطة علي الأهالي المسيحيين.. والنتيجة في الأغلب إهدار الحقوق للأشخاص الذين تم الاعتداء عليهم...!
إعمال الدستور، وإعمال القانون، واحترام مبدأ المواطنة، واستعادة مؤسسات الدولة دورها ومسئوليتها، خطوة لازمة علي طريق الصواب..