المرأة الأمريكية بين "الإهانة" والوصول إلى المكتب البيضاوي

أكثر من ٧ سنوات فى قنا

واشنطن في 04 نوفمبر/ قنا/ باتت المرأة الامريكية محط الانظار قبل أيام من الانتخابات الرئاسية المقررة في البلاد في الثامن من نوفمبر الجاري الثلاثاء القادم ، فلأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة تكون المرأة على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى سدة الحكم في البلاد وهو الأمر الذي يعد انجازا على صعيد المساواة بين الجنسين ، كما أصبحت المرأة أحد أهم سجالات الحملة الانتخابية بعد الكشف عن فيديوهات تظهر مواقف مهينة للنساء من قبل المرشح الجمهوري دونالد ترامب. 
ورغم محاولات المرشح الجمهوري الاعتذار الضمني عن تلك المواقف بالتأكيد ، خلال المناظرة الأخيرة مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ، على احترامه الكامل للنساء .. الا أن المراقبين يرون أن المرأة الامريكية ستعاقب ترامب على هذه المواقف التي لا يمكن له ان ينكرها لانها ظهرت بالصوت والصورة وشاهدها ملايين الأمريكيين ، مشددين على أن النساء ، الذين يمثلون حوالي 50 في المائة من الناخبين ، سيؤكدون ايضا أن لديهم المقدرة على الوصول إلى المكتب البيضاوي ممثلين في المرشحة هيلاري كلينتون. 
وفي هذا الصدد ، أكد ريان غريم مدير مكتب موقع "هافنغتون بوست" في واشنطن والمتخصص في الشأن الإنتخابي أن تصريحات ترامب المسيئة للنساء أضعفت بدون شك من حظوظه بالفوز في السباق نحو البيت الابيض. 
وأضاف غريم ، في تصريح لوكالة الانباء القطرية "قنا" أن النساء تشكل نصف مجموع الناخبين في الولايات المتحدة "وقد كان لهن تأثيرا واضحا في النتائج الإنتخابية لأكثر من أربعين عاما مضت" ،لافتا إلى أن النساء قد مثلن منذ عام 1964 غالبية الناخبين المؤهلين ، لكن نسبة مشاركتهن الفعلية لم تتعد نسبة الرجال المؤهلين الذين أدلوا بأصواتهم إلا في عام 1980 وفي أغلب الاحوال تكون لهن كلمة الفصل في تقرير من سيكون الرئيس في الولايات المتحدة حيث أن آخر ثلاثة رؤساء ممن فازوا بالانتخابات حصلوا على دعم أكبر من النساء عند إعادة إنتخابهم في الدورة الثانية. 
ومن جهته ، قال الدكتور سعيد عريقات الكاتب المختص في الشؤون الأمريكية إن تصريحات ترامب المسيئة للنساء ستؤثر عليه بشكل سلبي وسيعاقب على ذلك من قبل المرأة الأمريكية ، لافتا إلى أن ترامب حاول أكثر من مرة التخفيف من وطأة هذه الكارثة لكنه حتى الان لم يفلح في محوها من ذاكرة المرأة الامريكية التي رأت وسمعت أهانتها من شخص على بعد خطوات من أن يكون رئيس أكبر دولة في العالم . 
وعلى الجانب الأخر ، رأى عريقات ، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" قرار الحزب الديمقراطي للمرة الأولى بالدفع بسيدة في الإنتخابات الرئاسية بأنه يمثل "حدثا هاما جدا" رغم تأخر الولايات المتحدة في هذا السياق حيث إن التاريخ السياسي الحديث زاخر بالعديد من السيدات اللاتي تبوأن مناصب قيادية بارزة وليس في المجتمع الغربي فقط بل وصل إلى عدد من دول العالم الثالث كوصول بينظير بوتو لمنصب رئيسة وزراء باكستان لفترتين. 
حالة من الترقب وسط تساؤلات عدة
وربط الدكتور عريقات بين التحدي الاكبر للمرأة الامريكية خلال الانتخابات الحالية وبين الوقوف في وجه التصريحات المهينة وفي نفس الوقت تأييد حقها في الوصول إلى منصب الرئاسة ، لافتا إلى أن هذه المعادلة بالطبع تصب في مصلحة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون نظرا لما يمثله صوت المرأة الامريكية من قوة في كافة الانتخابات الرئاسية الماضية. 
ومن جانبها أكدت الدكتورة سحر خميس استاذة الاعلام في جامعة ميريلاند في تصريح لوكالة الأنباء القطرية"قنا" ان تصريحات ترامب ضد النساء سيكون لها تأثير كبير في تصويتهن في الانتخابات الرئاسية ، مشيرة إلى أن ترامب كانت له العديد من التصريحات المعادية لمجموعات كثيرة داخل المجتمع الأمريكي منها المسلمون والنساء السود الامريكان واللاتين المهاجرين من المكسيك وذوي الاحتياجات الخاصة. 
ولفتت إلى العديد من التسريبات التي ظهرت مؤخرا للمرشح الجمهوري وهو يتحرش بالنساء ويظهر عدم احترام لهن ، كما ان العديد من تصريحاته كان فيها نوع من التجريح للمرأة والامتهان لكرامتها ومكانتها الاجتماعية بالاضافة للفضائح التي ظهرت مؤخرا ، مشددة على أن كل هذه الامور مجتمعة سوف تؤثر على حصوله على تصويت النساء في هذه الانتخابات . 
واشارت الدكتورة سحر خميس الى أنه بغض النظر عن تصريحات ترامب ضد المرأة ، الا أن هناك فرصة ذهبية امام نساء أمريكا لاثبات انهن قادرات على الوصول إلى البيت الابيض من خلال هيلاري كلينتون ، حيث أنها أول امرأة تستطيع أن تحصل على ثقة أحد الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة للترشح في الانتخابات الرئاسية . 
ويؤكد المراقبون السياسيون في واشنطن أنه رغم وضوح أن الكفة الرابحة هي لممثلة النساء والحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون حتى الان، إلا ان السباق الرئاسي الأمريكي لم يعرف الأمور المسلم بها سلفا ، فالمفاجآت دوما تكون حاضره ولا يمكن التنبؤ أبدا بنتائجه..مما يجعل المرأة الامريكية والعالم بشكل عام أمام حالة من الترقب وسط تساؤلات عدة ، هل ستثأر النساء من ترامب لصالح كلينتون ، أم سيستطيع المرشح الجمهوري ان يحصل على ثقتهن وثقة الأمريكيين خلال الايام والساعات المقبلة. 
/قنا/

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على