زيارة ترامب لبريطانيا تُعقّد خطط ماي للبريكست

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

رحلة تاريخية، من المقرر أن يقطعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إلى العاصمة البريطانية لندن، في زيارة عمل تستمر لمدة يومين، هي الأولى له منذ فوزه بالانتخابات في 2016.

ومن المقرر أن يلتقى ترامب خلال الزيارة، بالملكة البريطانية إليزابيث الثانية، ورئيسة الوزراء تيريزا ماي، قبل أن يغادر إلى اسكتلندا، حيث سيقضي عطلة نهاية الأسبوع في منتجعه للجولف.

وذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية، أنه من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من البريطانيين في مظاهرات، اعتراضًا على زيارة ترامب يومي الخميس والجمعة.

ووصف جيمس روبنز مسؤول الملف الدبلوماسي في الشبكة البريطانية، الزيارة بأنها "الأكثر إثارة للجدل لرئيس أمريكي إلى بريطانيا".

ومن المتوقع أن تثير زيارة الرئيس الأمريكي المزيد من التوتر، لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، في وقت تشهد فيه العديد من الانقسامات داخل حزبها.

اقرأ المزيد: بعد سلسلة الاستقالات.. هل تنهار حكومة تيريزا ماي؟

وأشارت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إلى أن ماي تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع وزراء حكومتها، الجمعة الماضية، والذي يمهد الطريق أمام المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، قبل الموعد المحدد لخروج بريطانيا من الاتحاد.

ويقترح الاتفاق الذي يطلق عليه "اتفاق تشيكرز"، أن تقوم بريطانيا بمحاولة الحفاظ على أقرب علاقة ممكنة لتلك التي تتمتع بها حاليًا مع الاتحاد الأوروبي، مما يسمح بالتداول السلس للتجارة عبر القناة الإنجليزية.

إلا أنه لم يتم تحديد أي شيء بعد، وما زال هناك العديد من الأمور التي يجب الاتفاق عليها، إذا أرادوا التوصل إلى اتفاق قبل موعد المغادرة.

بالإضافة إلى ذلك أثارت استقالة كل من وزير الخارجية بوريس جونسون، ووزير شؤون البريكست ديفيد ديفيز، المزيد من الشكوك حول ما سيحدث في بريطانيا، وعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي.

الشبكة الأمريكية أشارت إلى أنه من المتوقع أن يلتقي جونسون مع الرئيس الأمريكي، على الرغم من أنه لا يشغل أي منصب رسمي في الحكومة البريطانية.

اقرأ المزيد: ميركل.. أولى ضحايا ترامب في قمة «الناتو»

وقال ترامب "بوريس جونسون صديق لي، لقد كان لطيفًا جدًا معي، ويدعمني بشدة، أني أحب بوريس جونسون، وربما سأحصل على فرصة للتحدث معه عندما أصل إلى بريطانيا".

وترى الشبكة الأمريكية، أن دعم ترامب العلني لجونسون، سيثير بلا شك، العديد من التحديات أمام رئيسة الوزراء البريطانية.

وصرح ريم كورتفيج، رئيس قسم الشؤون الأوروبية في معهد "كلينجنديل"، أن "ترامب من الممكن أن يمثل ضغطا على الحكومة البريطانية، لإعادة النظر في اتفاق تشيكرز الذي أعلنته ماي"، مضيفًا أن ذلك من الممكن "أن يُعقّد الأمور أمام ماي".

وتقول "سي إن بي سي" إنه "إذا وافقت الحكومة البريطانية على اتفاقية تشيكرز، وعملت على التوصل إلى اتفاق يحافظ على أقرب علاقة ممكنة مع الاتحاد الأوروبي، فإن هذا يعني أن لندن ستتبع على الأرجح لوائح سلامة الأغذية الأوروبية، فضلاً عن معايير جودة المنتجات، حتى عندما تخرج من الاتحاد.

ومع ذلك، فإن التوصل إلى اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة، وهو أمر تحدث عنه كل من ماي و ترامب، قد يضطر بريطانيا إلى جعل لوائحها ومعاييرها أقرب إلى تلك التي تعتمدها الولايات المتحدة حاليًا.

وهو ما قد يثير مشكلة بالنسبة لماي، حيث يتبع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قواعد مختلفة، وأشار كورتفيج إلى أن "رفع الرسوم الجمركية، ومختلف اللوائح والمعايير، هي من بين العوائق الرئيسية أمام التوصل لاتفاق تجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة".

اقرأ المزيد: هل تنشب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟

من جانبه يرى جونترام وولف مدير معهد "بروجل"، أنه "على بريطانيا أن تختار توجهها، سواء اتبعت الطريق الذي يبقيها بالقرب من الاتحاد الأوروبي، أو من الولايات المتحدة".

ففي يوليو من العام الماضي، بدأت بريطانيا والولايات المتحدة في العمل على التوصل إلى اتفاق تجاري، على أن يتم استكمالها بمجرد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وبموجب القانون الأوروبي، لا يمكن للدول الأعضاء توقيع صفقات تجارية من جانب واحد، وهذه مهمة تقودها المفوضية الأوروبية.

ومن جانبه قال وودي جونسون سفير الولايات المتحدة لدى بريطانيا، لشبكة "بي بي سي"، الاثنين الماضي، إن الاتفاق التجاري الثنائي المحتمل "أمر غير محتمل".

شارك الخبر على