«بيرات البيرق».. صهر أردوغان ويده في الاقتصاد التركي

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

أصدر الرئيس التركي رجب طيب أرودغان قرارا جديدا يعزز سلطاته التنفيذية، حيث عين صهره بيرات البيرق وزيرا للمالية.

بيرات، 40 عاما، حاصل على دكتوراه في التمويل من الولايات المتحدة، ولديه خبرة كمدير تنفيذي في كبرى الشركات التركية، ففي ظاهر الأمر، يملك العديد من السمات التي كفلت احترام المستثمرين السابقين، لكن تعيينه وزيرًا للمالية في تركيا، الإثنين الماضي، تسبب في أكبر حمام دم في الأسواق المالية التركية منذ الانقلاب العسكري الفاشل الذي حدث قبل عامين.

شبكة "بلومبرج" الاقتصادية، أشارت إلى أن خيبة أمل المستثمرين في البيرق لا تدور حول مؤهلاته الاقتصادية بقدر ما تتعلق بنسب عائلته.

حيث أثار تعيينه تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانه الاعتراض على سياسات حماه، الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يستخدم بالفعل سلطاته التنفيذية الجديدة لتشديد قبضته على البنك المركزي التركي.

رجل أردوغان

وعمل وزراء المالية السابقون، على كبح جماح رغبات الرئيس الاقتصادية، للحفاظ على اقتصاد تركيا المقدر بـ880 مليار دولار، على مسار مستدام، مما خفف الضغط السياسي عن البنك لخفض أسعار الفائدة كما أراد أردوغان.

اقرأ المزيد: بعد تنصيبه.. أردوغان يعين صهره وزيرا للمالية

وقال نايجل رينديل المحلل البارز في شركة "ميدلي جلوبال أدفايزرز" في لندن، إن صهر الرئيس قد لا يوفر ذلك الحصن للبنك المركزي التركي.

وأضاف "نعم، إنه حائز على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أمريكية وكان رئيسًا تنفيذيا، ولكن هل سيقف حقا أمام والد زوجته؟ هل سيكون مستعدا للاحتجاج بأن أسعار الفائدة يجب أن تكون أعلى بشكل كبير، وأن تكون السياسة الاقتصادية أكثر صرامة؟".

وأكد "إذا نظرنا إلى الوراء وسألنا عمن وقف في مواجهة أردوغان واستمر في منصبه، سنرى أنها قائمة قصيرة، في الواقع، إنها قائمة بلا أسماء".

وصرح البيرق عندما تولى منصبه يوم الثلاثاء، بأن التغيير سيسير على قدم وساق، "من الآن فصاعدا، سيتم الحفاظ على الانضباط المالي والميزانية بطريقة أفضل".

وبعد تعيين البيرق وزيرًا للمالية، خسرت الليرة التركية أكثر من 3% مقابل الدولار يوم الثلاثاء، وتراجعت السندات التركية، مما دفع السندات ذات العائد 10 سنوات إلى مستوى قياسي، كما تراجعت البورصة التركية.

اقرأ المزيد: ولاية أردوغان الجديدة.. مستقبل قاتم ينتظر تركيا

ومن المتوقع أن يركز الخبراء على قرارات البيرق بشأن سعر الفائدة، في الاجتماع المقبل للبنك المركزي في 24 يوليو، حيث كان منتقدًا قويا لأسعار الفائدة المرتفعة، وكثيرًا ما دعا إلى تخفيضات سريعة.

وكتب البيرق في عام 2014 لصحيفة "ديلي صباح" الموالية للحكومة أنه "ما لم يروا مؤسستهم باعتبارها المعقل الأخير للوضع الراهن، فإن ما يتوقع منهم هو تخفيض أسعار الفائدة في السوق بسرعة بما يتماشى مع الاستراتيجية الاقتصادية الحالية".

ومع ذلك فإن المخاوف بشأن توجه الاقتصاد التركي سبقت ما كتبه البيرق، حيث أعلن أردوغان خطة للقيام بدور أكبر في توجيه اقتصاد البلاد، أدت بالفعل إلى تراجع الأسواق في مايو.

حيث أشارت الشبكة إلى أن الرئيس التركي لديه وجهة نظر غير تقليدية قائمة على فكرة أن انخفاض أسعار الفائدة يؤدي إلى انخفاض التضخم، وهو ما يزيد الآن على ثلاثة أضعاف الهدف الرسمي البالغ 5%.

مدير تنفيذي في الـ29.

قبل أن يصبح مشرعًا، ثم وزيرًا للطاقة، كان البيرق مغمورًا في الأوساط الأكاديمية وشركات القطاع الخاص، ففي أثناء دراسته للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة "بيس" في نيويورك، بدأ العمل في شركة "تشاليك"، وهي شركة تركية تعمل في مجال الطاقة والإعلام والاتصالات والبنوك.

اقرأ المزيد: صلاحيات ديكتاتورية لأردوغان.. تركيا على طريق حكم الرجل الواحد

وبعد ذلك أكمل شهادة الدكتوراه في العلوم المالية والمصرفية في جامعة "قادر هاس" بإسطنبول، وعمل في التدريس في جامعة مرمرة.

وفي عام 2004، تزوج البيرق من إسراء، الابنة الكبرى لرئيس الوزراء في ذلك الوقت أردوغان، وفي عام 2006، تم تعيينه الرئيس التنفيذي لتشاليك في سن الـ29، وهو إنجاز غير مسبوق في الشركات التركية، حيث تظل الأقدمية مهمة.

وتحت إشرافه، اشترت "تشاليك" ثاني أكبر مجموعة إعلامية في تركيا، والتي كانت تملك تليفزيون "صباح" و"ATV"، وهما من حلفاء أردوغان.

الاختبار التالي

يعتبر الاجتماع التالي للبنك المركزي التركي حول سعر الفائدة، المقرر له 24 يوليو، اختبارًا للبيرق، بقدر ما هو اختبار للبنك نفسه، في حالة تعرض الليرة لضغوط متجددة.

ويذكر أن البنك كان دائمًا تحت إشراف نائب رئيس الوزراء المسؤول عن وزارة الخزانة في تركيا، والتي أصبحت الآن جزءًا من مهمة البيرق.

شارك الخبر على