بعد سلسلة الاستقالات.. هل تنهار حكومة تيريزا ماي؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

يبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تواجه أصعب اللحظات في مسيرتها السياسية، مع اقتراب انهيار حكومتها بعد استقالة وزير الخارجية ووزير شؤون البريكست.

الاستقالات تأتي في الرمق الأخير من المفاوضات على صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمقرر له الساعة الحادية عشرة مساء يوم 29 مارس المقبل.

سقوط حكومة تيريزا ماي تحول من كونه مجرد تكهنات إلى مطالب على أرض الواقع، بعد أن استقبلتها صيحات نواب المعارضة التي تطالبها بالرحيل خلال زيارتها مجلس العموم أمس، وفقًا لصحيفة «ذا صن» البريطانية.

لماذا قدم الوزراء استقالتهم؟

قدم ديفيد ديفيز وزير شؤون البريكست استقالته الأحد الماضي، لتأتي استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون، بعدها بأقل من 24 ساعة، الأمر الذي أثار صدمة في الأوساط السياسية البريطانية.

وتأتي استقالة الوزيرين اعتراضًا منهما على خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي وصفها بأنها تمهد إلى "خروج ناعم"، لا يلبي مطالب المواطنين.

اقرأ المزيد: مفاوضات «البريكست» في خطر بسبب قانون «كاميرون»

كانت رئيسة الوزراء قد أعلنت في مؤتمر صحفي من مقر إقامتها، خططها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي من شأنها أن تبقي بريطانيا على اتصال مع الاتحاد الأوروبي، حتى بعد الخروج من الكتلة.

كما تضم خطط ماي للبريكست إنشاء منطقة تجارة حرة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، تعمل وفق "قواعد مشتركة"، وذلك دون التصويت عليها.

من جانبه، وصف ديفيز خطط ماي بـ"الخطيرة" في خطاب استقالته، كما أكد جونسون أن هذه الخطط "غبية"، قبل أن يتقدم باستقالته هو الآخر.

هل تستقيل تيريزا ماي؟

العديد من التكهنات تشير إلى أن ماي ستواجه تحديًا على السلطة، من بوريس جونسون أو ديفيد ديفيز أو من كليهما، على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يتنبأ فيها الخبراء باحتمالية مواجهة ماي هذا التحدي، إلا أن موقف ماي يبدو ضعيفا، حيث يسمح القانون البريطاني بتحدي رئيس الوزراء على منصبه، إذا ما وافق 15% من نواب الحزب الحاكم في مجلس العموم، وإذا تمت الدعوة لتصويت بعدم الثقة، فسيتمكن جميع أعضاء البرلمان من حزب المحافظين من التصويت لصالح أو ضد ماي.

اقرأ المزيد: 10 ملاحظات على «البريكست» تؤثر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وإذا فازت ماي في التصويت فإنها ستبقى في المنصب، وإذا خسرت فهي ملزمة بالاستقالة، ويتم منعها من الترشح في الانتخابات التالية.

وأكدت مصادر أن عددا من النواب المعارضين للاتحاد الأوروبي بدأوا في تقديم رسائل إلى رئيس اللجنة، احتجاجًا على إستراتيجيتها في التفاوض على البريكست.

من جانبه أكد المتحدث باسم رئيسة الوزراء أن ماي ستواجه كل المحاولات للإطاحة بها، إذا ما تم إجراء تصويت بعدم الثقة في قيادتها.

يذكر أن ماي تولت منصب رئيس الوزراء بعد معركة انتخابية ضارية في عام 2016، والتي جاءت بعد استفتاء البريكست، حيث كانت ماي من داعمي الخروج من الاتحاد الأوروبي.

كيف ستؤثر هذه الاستقالات على البريكست؟

صحيفة "ذا صن" تؤكد أن استقالة ديفيز وجونسون، وهما اثنان من كبار وزراء الحكومة، سيضع خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على حافة الخطر.

اقرأ المزيد: «كامبريدج أناليتكا».. حلقة جديدة في أزمة «البريكست» 

إلا أنه من الواضح أن ماي مصرة على المضي قدمًا في تنفيذ خططها، والخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد.

وفي خطاب لها أمام مجلس العموم، بعد استقالة وزير خارجيتها، أكدت ماي أنه لن يكون هناك استفتاء آخر على اتفاق بريكست النهائي، أو موعد الخروج.

ومع ذلك فحدوث المزيد من الاستقالات في الحكومة البريطانية أمر غير مستبعد، وقد تواجه ماي تصويتًا بعدم الثقة إذا ما وافق 48 نائبا فقط من أعضاء حزب المحافظين، وهو ما قد يمثل خطرًا على خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

شارك الخبر على