رولا سعد تكره أمها وهيفاء ترفض مقابلة والدها.. فنانون عانوا من قسوة أهلهم

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

ليس من طبائع الحياة أن تكون عادلة ولم تكن يومًا ما سهلة ومُيسرة، ولكُل منا قصة مأساوية، ويرى في نفسه بطلا لرواية من المُمكن أن تحصد أرقامًا كبيرة في البيع، لكن يكمن الأمر في أن تجد شخصًا يستمع إليك وتشعر منه بالثقة التي تجعلك تكسر اللوح الزجاجي الذي وضعت نفسك خلفه، نعم، المارة في الطرقات والجالسون على المكاتب جميعهم داخل فاترينة لا تُعبر عما بداخلهم، وأكثر الفئات في مُجتمعاتنا الموجودة بداخل فاترينات هُم المشاهير ونجوم الفن، وذلك نتيجة للصورة الذهنية التي ترسخت في عقولنا بأنهم يعيشون حياة مليئة بالترف وولدوا في أفواههم ملعقة من ذهب، لكن العكس هو الصحيح؛ فمهما شاهدتهم في ترف، صدقني هو ترف مادي فقط، يخفي الكثير من الأسرار والمتاعب.

قليل من بين هؤلاء قرر أن يتحلى بروح المُحارب ويكشف عن الكثير من الأوجاع التي تكمن بداخله، ولم تمحِ الشهرة والنجومية ما استقر في الذاكرة، وأستحضر هنا ما قاله طه حسين في مُقدمة كتابه «الأيام» وهو يتحدث عن طفولته: «قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة؛ فهي تتمثل بعض هذه الحوادث واضحا جليا كأن لم يمض بينها وبينه من الوقت شيء، ثم يمحى منها بعضها اﻵخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد».

مأساة رولا سعد

حينما فقدت الفنانة رولا سعد وعائلتها والدهم وعمود الخيمة الذي بموته هُدمت تلك الخيمة على الرغم من الحياة السعيدة التي كانت تعيشها قبل ذلك، لم تتذكر رولا والدها وتعرفت عليه من خلال الصور، رُبما أخبرها أقاربها أنه كان يُحبها وكم كان يقتطع من يومه وقتًا كبيرًا ليلاعبها، ورحل في عمر الشباب حيث لم تكن سنه  سوى 33 عاما، وقتها كان عُمر رولا سنة ونصف السنة فقط.

تذكرت رولا متاعب «اليُتم» الذي عاشته طوال حياتها، في حلقة، أمس السبت، من برنامج «واحد من الناس» مع الإعلامي عمرو الليثي، الذي يُعرض على شبكة «الحياة»، وروت تفاصيل تلك المرحلة الصعبة التي قررت فيها والدتهم التخلي عنها وعن إخوتها لتتزوج من رجل آخر، ولم يكن أمام ثلاث بنات، من بينهن رولا، إلى جانب ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة سوى أحد الملاجئ الموجودة بمنطقة الجبل التي كانت تقطنها عائلتها، كشفت رولا أنها كبرت دون أن تعرف معنى الأب، ولم تتعرف أيضًا على إحساس الأمومة، فالمقابلة الأولى التي جمعتها بوالدتها كانت في الملجأ، حينما كانت ملكة جمال الفنانات العرب بعُمر السنوات التسع.

إن كنت من الذين يحكمون على الناس بالظاهر ستصدم بأن قصة حياة هذه الجميلة ترتقي لأن تكون قصة مأساوية، اكتملت في سنوات وجودها بالملجأ الذي كانت تأكل وتشرب فيه بمواعيد، ولم تمتلك فيه رفاهية رفض الطعام لأنه ليس على هواها كما يفعل الأطفال، سنوات قليلة قضتها رولا في الملجأ بين أشقائها لتفاجأ بموت شقيقها الأكبر فتحاول الانتحار بعدها، خاصة أن والدتها لم تأت وقت دفنه ولم تتلقَّ فيه العزاء، رولا قالت إنها سامحت أمها لكنها حتى اليوم لا تعتبرها أمًّا لأنها لم تجد الإجابة على السؤال المُحير «ليه عملت كدا؟».

اللافت أن رولا تحدثت عن أزمتها مع والدتها في أكثر من لقاء تليفزيوني، منها في شهر مارس الماضي، مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساء»، الذي يُعرض على فضائية «دريم»، حينما ذكرت: «أنا مبحبهاش.. شو هو الحب ولا يوم دقت بابنا ولا يوم سألت عني»، وهو التصريح الذي تراجعت عنه في حوارها مع «الليثي» وقالت: «لا أكرهها لكنني لا أحبها.. بسبب تخليها عنّا بكينا دم ما حسينا طفولتنا.. ما حسينا بحياتنا، ومع ذلك سامحتها لكن ما لقيت عندها محبة لينا».

طريق نجم الجيل كان مليئا بالصعاب

الجانب الإنساني جُزء هام من حياة الإنسان، وتامر حسني أو نجم الجيل لم تكن رحلة صعوده سهلة كما يعتقد البعض، لكن ربما كانت الشهرة والنجاح مكأفأة له من الله بعد سنوات طويلة عاش فيها فترات صعبة خاصة خلال طفولته التي عانى فيها من الكثير من كسر خاطره، وذلك بعدما وجد نفسه هو وشقيقه الأكبر «حُسام» لا بد أن يكبرا قبل أوانهما ليتحملا مسؤولية الأسرة التي تفككت بعدما قرر الأب أن ينفصل عن الأم ويتركهم دون حقوق.

كان تامر يحلم بالشهرة، وظن أن الطريق سيبدأ من كرة القدم التي كان يجيدها، واتجه بعد ذلك للتمثيل فاختاره عمرو الليثي لتجسيد شخصية طفل في مشروع تخرجه في معهد التمثيل، وكان فيلمًا قصيرًا باسم «خط النهاية»، وضمن أحداث العمل كان هذا الطفل الذي يسكن الشارع يقف أمام أحد محلات ملابس الأطفال ينظر على الملابس الجديدة ليلة العيد «لماذا لم أحصل على طقم العيد مثلهم؟»، كان هذا المشهد سببًا في تحمس الطفل تامر حسني لتقديم الفيلم، وذلك لأنه عاش هذا المشهد في حياته بالفعل، فمرحلتا الطفولة والمُراهقة في حياة تامرحسني كانتا مريرتين جدا لأنه كان يخرج صباحًا في أيام الإجازات ولا بد أن يعود لأمه بأموال.

«اللي ماجبش المصاريف يطلع برا»، لم يسمع تامر تلك الجُملة طوال مراحل الدراسة إلا ويكون أول من يخرج، لأن أسرته لم تستطع أن تدفع المصاريف له دائمًا، ورغم المُعاناة كان تامر يتوقع أنه سيكون شخصا مشهورا، بفعل إصرار والدته عليه لامتلاكه صوتا جميلا، وهذا ما جعله يسعى ويحقق حلمه وينجح لينتقل من هذه المرحلة الصعبة، تامر يُدين بالكثير من الكُره الكامن بداخله لوالده لأنه كان السبب في ما حدث معه، وذلك على الرغم من تصالحه معه، وإعلانه في أكثر من لقاء مسامحته له.

هيفاء وهبي لم تتعود أن تقول «بابا»

أيضًا النجمة اللبنانية هيفاء وهبي التي يعتبرها البعض رمز البهجة والسعادة؛ فهي لم تر والدها أو تجلس معه إلا بعد بلوغها عُمر 14 أو 15 عاما، وذلك لانفصاله عن والدتها منذ صغرها، إذ اضطرت إلى العيش مع زوج والدتها، فهي لم تعتد على قول كلمة «بابا» لأحد قط، والمفاجأة حينما رأت والدها للمرة الأولى لم تستطع أن تناديه بـ«بابا» لكن نادته «مرحبا عمو»، إحساس الأب لم تفقده هيفاء بالشكل الكامل إنما عوضها عنها زوج والدتها الذي ما زالت تربطهما علاقة قوية، ويعتبرها «وردة البيت ووردة حياته»، كما يقول، وفي المقابل ترفض هيفاء دائمًا الحديث عن والدها، وترفض مُقابلته أو لقاءه لأنها لم تسامحه أبدًا على ما فعله، وترى أنها أخذت منه الاسم فقط ليس أكثر.

هؤلاء النجوم اشتركوا في الإحساس بالجفاء من والديهم، وربما امتد لدى بعضهم إلى أمهاتهم، لكن كما يُقال إن الأزمات في حياة الإنسان إما أن تنطلق به للأعلى والأفضل وإما تأخذه لأسفل سافلين.

شارك الخبر على