١١ ضيف شرف بين «حرب كرموز» و«ليلة هنا وسرور».. ظهور باهت لروجينا وبيومي فؤاد

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

«ضيف شرف» هو الكارت الذى لعب به صناع أفلام عيد الفطر من أجل الترويج للعمل، مع الأرجح أن فيلمى «حرب كرموز» بطولة أمير كرارة و«ليلة هنا وسرور» بطولة محمد إمام، نجحا بالفعل فى استغلاله، خاصة مع احتكارهما النسبة الأكبر فى بورصة إيرادات أفلام العيد، وأغلب الفنانين والنجوم لا يترددون فى قبول دعوى الظهور كضيف شرف فى الأفلام السينمائية أو الأعمال الدرامية، حتى وإن اقتصر هذا الظهور على مشهد واحد فقط، ولكن بشرط أن يكون مؤثرا فى الأحداث.

يعتبر البعض أن الظهور كضيف شرف هو اعتراف بقيمة هذا الفنان وجماهيريته، التى يتم استغلالها من أجل الترويج للعمل الدرامى، ويجدون فيها متعة لا تقل عن البطولة، ولكن فى حالة موسم أفلام عيد الفطر 2018، المنفعة لم تكن متبادلة، حيث جاء ظهور أغلب ضيوف الشرف باهتا للغاية، بلا أى معنى أو إضافة للمشوار الفنى، بل وصل الأمر إلى أنه أضر البعض منهم لأنه انتقص من مكانة الفنان نفسه.

«حرب كرموز».. روجينا والعاصى شاركتا من أجل صفعة

فلا أحد ينكر النجاح الكبير الذى ما زال يحققه فيلم «حرب كرموز» بدور العرض السينمائية، حتى بعد انتهاء موسم عيد الفطر، والذى اقتربت إيراداته من 45 مليون جنيه، فلم يكن أحد يتوقعه، خاصة أنه البطولة المطلقة الأولى لأمير كرارة فى السينما ويقدم أيضًا دور «ضابط» على غرار ما قدمه فى مسلسل «كلبش» بجزأيه الأول والثانى، والذى كان يشير إلى بحث الجمهور إلى رؤية عمل آخر مختلف عن ذلك الدور، ولكن الاعتماد على «ضيوف الشرف» كان أحد كروت المنتج محمد السبكى والذى لجأ لأسماء كبيرة ولها شعبية من أجل الترويج للفيلم ومساندة بطله.

وكان الاختيار الأول هو الفنان بيومى فؤاد والذى قدم دور «ضياء الشندويلى» عضو برلمان موالٍ للاحتلال الإنجليزى، والذى اقتصر ظهوره على 4 مشاهد وهو يحاول إقناع «الجنرال يوسف المصرى» -الفنان أمير كرارة- بأن يفرج عن الضابط الإنجليزى المحتجز عنده، ولم يتخل خلالها «فؤاد» عن طريقة تمثيله المعتادة ومحاولاته المستميتة من أجل إدخال كوميديا على مشهد لا يحتمل هذا، وعلى سبيل التغيير قام بوضع شنب ولم يتخلَ عن نظارتُه، فى المقابل فهو يشارك أيضًا فى فيلم «ليلة هنا وسرور» ويجسد شخصية «قشطة» برغم صغر مساحة الدور، فإنه كان سببًا فى إضافة كوميديا على أغلب المشاهد.

«حمزة الهوارى» أو الفنان فتحى عبد الوهاب، الكارت الثانى الذى لعب به المنتج محمد السبكى، والذى ظهر أيضًا بدور ضابط والعجيب أنه ظهر مهزوز الشخصية وبأداء ضعيف للغاية، على عكس ما ظهر فى مسلسل «عوالم خفية» بطولة عادل إمام، رغم أنه لعب أيضًا دور ضابط شرطة، مما انتقص من حضوره، أما الفنانة روجينا والفنانة إيمان العاصى فلعبتا دورى أختَى الفنان أمير كرارة، فكان ظهورهما باهتا، فلم أتذكر أى أهمية من وجودهما، فهل ظهرا من أجل الصفعتين اللتين صفعهما أخوهما «يوسف» على وجهيهما!

ونفس الأمر ينطبق على الفنان محمود البزاوى، الذى ظهر فى دور مذيع بالإذاعة المصرية، قام بقراءة البيان الخاص بعصيان «الجنرال يوسف المصرى»، وأخيرًا ظهور الفنان أحمد السقا فى دور ضابط شرطة خلال المشهد الختامى فى الفيلم، هو يصدر الحكم على أمير كرارة، والذى جاء جيدا إلى حد ما.

«ليلة هنا وسرور».. خاطر وأنور ليسا هنا

ونجد أيضًا أن فيلم «ليلة هنا وسرور» بطولة الفنان محمد إمام، اعتمد فى الأساس على ضيوف الشرف من أجل المنافسة خلال موسم عيد الفطر، حيث ركز على فنانين محبوبين ولهم شعبية إلى حد كبير، من أجل مساندة بطل الفيلم، ولكن فى الواقع لم يتحقق ذلك، بسبب ضعف السيناريو، لنجد أن أغلب الشخصيات التى ظهرت لم تفد القصة بل أسهمت فى المط والتطويل دون أى داعٍ، وكانت البداية مع التقاء «رضا الويشى» أو محمد إمام فى الأسانسير بالفنان محمد أنور، والذى سأله عن سبب هروبه من الشخص الذى يطارده هو وزوجته «هنا» -الفنانة ياسمين صبري- ليدخل فى نوبة توتر وقلق دون أى داعٍ، لينتهى ذلك المشهد سريعا ولم يظهر مرة أخرى.

ننتقل إلى المشهد الخاص بظهور الفنان مصطفى خاطر والذى أدى دور شيف فى أحد الفنادق الكبرى، وظهر منهمكا فى عمله، ولم ينتبه إلى المعركة القائمة بين «رضا الويشى» والرجل الروسى الذى يطارده، فلماذا تم استدعاء «خاطر» كضيف شرف وهو لم ينطق بأى كلمة! فكان من الممكن إلغاء هذا المشهد لأنه غير مؤثر على سير الأحداث، بينما ظهر الفنان محمد ثروت كسائق تاكسى يتدخل فى الحديث القائم بين محمد إمام وياسمين صبرى، وعلى الرغم من أن «ثروت» كوميدان حقيقى فإن هذا لم يظهر فى المشهد الذى جاء تقليديا.

نفس الحال ينطبق على الفنان أحمد فهمى والذى لعب دور أحد الأطراف التى تطارد «رضا الويشى» من أجل الحصول على التمثال، والذى حاول أن يلعب دور الرجل ضعيف القلب ولكنه لم ينجح فى ذلك، وجاء أداؤه باهتا للغاية، والفنان أحمد صلاح السعدنى الذى ظهر فى مشهدين مجسدا دور «سلطان» صديق «رضا الويشى»، المشهد الأول قام بضربه والمشهد الثانى قام بضرب رجال أحمد فهمى الذين تعدوا عليه.

كل هذه الأسباب تؤكد أن كثرة ضيوف الشرف لم تأتِ فى مصلحة فيلم «ليلة هنا وسرور» الذى جاء على المستوى الإخراجى والتصويرى جيد جدًا وعلى مستوى النص هَش جدًا، ولكنه يقدم جرعة كوميدية ليست سيئة لمن يبحث عن الضحك من أجل الضحك.

فى النهاية، يجب على صناع الأفلام عدم اللجوء لضيوف الشرف فقط من أجل الترويج لأعمالهم وحسب، دون أن يكون هناك ضرورة ملحة فى النص من أجل ظهور شخصيات مختلفة، وخير مثال على ذلك ما حدث فى مسلسل «عوالم خفية» بطولة الزعيم عادل إمام، القائم بالأساس على ضيوف الشرف ولكن لكل شخصية قصة وحكاية مؤثرة فى الحبكة الدرامية، وهذا ما نتمنى أن نراه فى الأعمال القادمة.

شارك الخبر على