قراءة تحليلية دروس العرب.. مونديال التكتيك يسقط الخواجات في الممنوع!

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 عبداللطيف كاظم
انتهت رحلة العرب في مونديال 2018 بنتائج متباينة أثارت ملاحظات مهمة نرى من الأهمية أن نسلط الضوء عليها لنستفيد منها مستقبلاً.مدرب منتخب المغرب رينارد، اعتمد على التنظيم في الخطوط والتوازن النسبي أي أعطى للجانب الدفاعي دوراً كبيراً عند فقدان الكرة مع مساحة مهمة للتمركز للمدافعين وعدم ترك مساحات في المناطق الخطرة مركزاً على الضغط الفعّال المتّسم بسرعة الانقضاض وعدم اعطاء حرية الحركة والدوران للبناء الهجومي معتمداً أيضاً على الهجوم المفاجئ من مناطق مفتوحة، فحدّ الاسبان في مغامراتهم ووضعوا حساباتهم بعيداً عن فلسفتهم.أما مدرب مصر كوبر، فطوال البطولة لم يقدم أفكاراً تكتيكية سوى الاعتماد دفاعياً مراهناً على وجود النجم محمد صلاح في الخط الأمامي ويشاطره المدرب السعودي بيتزي نوعاً ما في أساليب اللعب باعتماد الهجوم كأحسن وسيلة للدفاع وبخاصة آخر مباراتين مع الأورغواي ومصر، وغيّر كثيراً من المهام والواجبات وأساليب اللعب.وتجلّى ذلك في لقاء مصر والسعودية، حيث اعتمد المنتخب المصري التكتيك الدفاعي أي اعطاء اهمية للجانب الدفاعي وحرية التحرك الإيجابي لنجوم المنتخب السعودي وبناء الهجوم من اوضاع مختلفة، ولم يبادر الفراعنة للهجوم المبكّر ولم تكن هناك أي جمل تكتيكية هجومية، أو أي شيء يجعلك تفكر أن هذا الفريق يريد الانتصار وتوديع كأس العالم بنتيجة معنوية، حتى مبدأ (خير وسيلة للدفاع الهجوم) بدا مرفوضاً من المدرب الأرجنتيني، واعتمد على خير وسيلة للدفاع هي الدفاع! وكوبر من المدربين الذي يعتمد على اللعب الجمعي وإن قناعاته لا تتغير بسهولة، وتكشفت اوراق الفريق المصري من خلال الاعتماد على إمكانات محمد صلاح الذي تأثر بالإصابة في نهائي الأبطال فمشاركته كانت معروفة وسلطت عليه الضغط والمراقبة المشددة رغم تسجيله الهدف من خلال خبرته وعدم تمركز قلبي الدفاع في المنطقة المحرّمة ومن الخطأ أن يظل اعتماد منتخب بحجم مصر على لاعب بعينه بهذا الشكل.أما المنتخب المغربي فقد لعب مباراة كبيرة مع إسبانيا واعتمد على التنظيم الدفاعي والانتشار الايجابي في طول وعرض الملعب وعلى الضغط المشدّد على منطقة الوسط لبعثرة هذا الخط والذي يتواجد فيه نجوم لهم خبرة كبيرة ولم يعطهم حرية الحركة والربط مع المهاجمين لأن وسط الإسبان يتواجد فيه نجم كبير وهو انيستا مهندس وسطهم وقائد ناجح في إدارة العمليات الهجومية من الخلف.الانتشار الايجابي والضغط والتحرك السريع وفي مساحات مهمة اعطى مرونة تكتيكية في الوضعين الدفاعي والهجومي وبخاصة عند افساد هجمات الإسبان، فالمبادرات الهجومية كانت منظمة اكثر الاحيان وشكلت إزعاجاً للإسبان مثل الانطلاقات الهجومية من الاطراف اتعبت ظهيري الإسبان واصبح هناك خلل واضح في المنطقة تلك بعد فشلهم أغلب الاحيان في تقديم الاسناد الجانبي لهجومهم الذي تعرض لمراقبة وضغط شديد من الدفاع المغربي المستقر فنياً.علاوة على انتشار المُنتخب المغربي الرائع وتحرك الفريق كمجموعة متجانسة، فإن طريقة خروج الفريق من مناطقه بالكرة جعلت ظهيري الاسبان في حرج لأن انطلاقات لاعبي المغرب حال الاستحواذ على الكرة والسيطرة على المساحات جعلت ظهيري هييرو تائهين وقرارتهما غير دقيقة وغير سليمة ما بين الإسناد الخلفي لتقديم الطلعات الهجومية الضرورية من أجل خلخلة شيء من التوازن الدفاعي لأسود الأطلس أو التراجع تحسباً لانطلاقات أمرابط وزياش الخطيرة، كان من بين الأسباب التي جعلت إسبانيا لا تفتح الملعب.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على