نوال الزغبي وشركات الإنتاج.. هل تستعيد نجاح التسعينيات بالعودة لـ«روتانا»؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

هل يمكن أن يُعيد التاريخ نفسه؟ لعل ذلك يحدث مع حالة المطربة نوال الزغبي، وإن كان يبدو الأمر صعبًا أو أقرب إلى المستحيل، باستعادة أمجاد نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة مع شركة "روتانا"، التي أعلنت أنها وقَّعت معها، أمس الجمعة، عقد إنتاج وإدارة أعمال للمرحلة المقبلة، بعد اجتماع مع رئيس الشركة سالم الهندي، بمكاتب الشركة في بيروت، حيث نشرت "النجمة الذهبية" صورة تجمعها بالأخير عبر حسابها بـ"تويتر"، معلّقةً عليها: "سعيدة جدًا برجوعي إلى شركة روتانا.. حبي وتقديري إلى الصديق والأخ وكل الاحترام".

نجمة برنامج "استوديو الفن" في أواخر الثمانينيات، مشوارها الفني حافل بالعديد من التعاقدات مع شركات الإنتاج، بدايةً من أول ألبوماتها "وحياتي عندك" (1992)، وكان من إنتاج "ميديا سيتي"، قدّمت ألبوم "عايزة الرد" (1994)، وألبوم "بلاقيه في زماني" (1995)، ثم ألبوم "قلنالك حبيناك" (1996)، والثلاثة من إنتاج شركة "ميوزيك بوكس"، ثم ألبوم "حبيت يا ليل" (1997)، وألبوم "ماندم عليك" (1998)، والألبومان من إنتاج "ريلاكس إن".

صاحبة الدويتو الأشهر في العالم العربي "مين حبيبي أنا" مع وائل كفوري، بدأت التعاون الأول مع شركة "روتانا" في ألبوم "مالوم" (1999)، ثم قدّمت معها ألبومي "الليالي" (2000)، و"طول عمري" (2001)، ثم حدث الانفصال بعد نجاحات كبيرة، أبرزها أنها حصلت على جائزة المطربة العربية الأولى عام 1999، ووقعت في تلك الفترة مع الشركة العالمية للمشروبات الغازية "بيبسي" (2000) عقدًا إعلانيًا لمدة 5 سنوات كأهم فنانة عربية والأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط.

نوال في مرحلة جديدة تعاونت مع شركة "عالم الفن"، وقدّمت معها 3 ألبومات أيضًا، وهي "اللي اتمنيته" (2002)، "عينيك كدابين" (2004)، و"ياما قالوا" (2006)، وكانت فترة ناجحة للغاية في عُمر النجمة الذهبية الفني، حيث غنّت خلالها لمونديال كوريا واليابان، وبذلك كانت أول مطربة عربية تسجل أغنية لكأس العالم، كما تعاونت فيها مع شركة الاتصالات الإلكترونية Motorola ضمن فيديو كليب "ياما قالوا"، ومؤسسة أورام السرطان كوجه إنساني داعم، وشركة الإلكترونيات LG ضمن فيديو كليب "أغلى الحبايب".

في عام 2008 عادت نوال لـ"روتانا" بألبوم "خلاص سامحت"، وتلاه فترة هي الأصعب في مشوارها الفني؛ حيث انفصلت عن زوجها ومدير أعمالها منذ احترافها الفن إيلي ديب، الذي وقف إلى جانبها، وتسلّم إدارة أعمالها، وقدّم لها دعمًا كبيرًا، ورُزقت منه بثلاثة أطفال هم: "تيا، جوي، وجورجيو"، وكذلك أحالت شقيقها مارسيل الزغبي من منصبه كمدير حفلاتها الشخصية، ليتسلم إدارة أعمالها باسكال مغامس، ودخلت في صراعات وخلافات على الجانبين أطاحت بها من سوق الكاسيت لثلاثة أعوام، حتى عادت مع شركة إنتاج جديدة، وهي "ميلودي" بألبوم "معرفش ليه" (2011).

انقطعت نوال مجددًا عن إصدار ألبومات، وتركت الساحة ليتصدرها نجمات أُخريات، حتى عادت من جديد عام 2015 بعد غياب سنوات، بألبوم يحمل اسمًا يُعبر عن حالتها "مش مسامحة"، وعادت خلاله إلى أحضان شركة "عالم الفن" في تعاونهما الثاني، ومنذ العام 2015 وتغيب نوال عن إصدار ألبومات، وإن كانت حققت نجاحات شخصية كمصالحتها مع شقيقها مارسيل، في أكتوبر 2016، وأعادته ليتولى إدارة أعمالها من جديد، وكذلك نجاحات على المستوى الفني بانضمامها إلى مطربي تترات المسلسلات، وتقديمها أغنية مسلسل "لأعلى سعر"، التي حملت اسم "الناس العزاز" أفضل تتر مسلسل في رمضان الماضي.

إعلان نوال الزغبي عودتها لـ"روتانا" للمرة الثالثة بتعاقد جديد، يُثير العديد من التساؤلات، خاصةً أنها تركتها في السابق بأزمات وخلافات تصدّرت أغلفة الصحف حينها، فهل يا تُري سيُعيد التاريخ نفسه وتستطيع نوال أن تعود قوية كما كانت في سابق عهدها ببداية الألفية؟ خاصةً أن وضع الإنتاج العربي هو الذي يتحكم في مصائر بعض الفنانين، الذين تاهوا بين الإنتاج الذاتي لأعمالهم، ومصالح شركات الإنتاج التي أصبحت تتحكم في الاسم فقط وتنفذ في المقابل سياسة "الشراكة" المالية مع الفنان.

شارك الخبر على