بعد التلويح بورقة «هرمز».. سيناريوهات التهديد الإيراني والتحركات الأمريكية

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

تطور مثير للسجال الذي تصاعد بين طهران وواشنطن، بعد تهديد لوح به الرئيس الإيراني حسن روحاني "بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدما في هدفها المتمثل في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني"، إلا أنه لم يخض في تفاصيل تهديده، لكن سبق أن هدد مسؤولون إيرانيون بغلق مضيق "هرمز"، الذي يمثل مسار رئيسي لشحن النفط، ردا على أي هجوم أمريكي ضد إيران.

يبدو أن تهديد روحاني فتح الباب أمام الحرس الثوري، فعقب تصريحات رئيس النظام سارع قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري قاسم سليماني، بالترحيب معلنا استعداده لنقل تلك التهديدات إلى موضع التنفيذ، كما هدد القيادي في الحرس الثوري الإيراني العميد إسماعيل كوثري، بإغلاق مضيق هرمز في حال قررت الولايات المتحدة عرقلة توريدات النفط الإيراني.

كوثري قال بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية، أنه "في حال كانوا يريدون إيقاف الصادرات النفطية الإيرانية، نحن لن نسمح بمرور أي شحنة نفط عبر مضيق هرمز"، مضيفًا أن “20% من نفط العالم يمر من مضيق هرمز، والعالم بحاجة لهذا النفط، لذا أي تحرك عدائي من أمريكا ستكون له تبعات كبيرة عليها".

اقرأ أيضا : «العقل المدبر» لاغتيالات إيران يربك جولة روحاني الأوروبية

تلويح إيران بورقة مضيق "هرمز" جاءت ردا على إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى لتقليص الإيرادات النفطية الإيرانية إلى الصفر.

لم يقصد المضيق

رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بشه، أكد أن روحاني لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة إذا لم تصدر إيران نفطها إغلاق مضيق هرمز، مشيرا إلى أن بلاده لا يمكنها إغلاق المضيق، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، وأكثرها حركة للسفن وصادرات النفط.

وفي حديثه عن التهديدات التي أطلقها روحاني خلال زيارته للنمسا، قال المسؤول الإيراني: "إيران لا تنوي خرق المعاهدات الدولية، لكن الإجراءات الأمريكية ضد إيران، هي مثال على عدم احترام واشنطن للمعاهدات الدولية".

وأضاف أن "وضع بلاده لن يعود إلى ما قبل توقيع الاتفاق النووي 2015 بشأن تصدير النفط"، موضحا "وضعنا ليس أسوأ من ذي قبل، ويمكننا الآن بيع النفط، حتى لو كانت السياسات والعقوبات الأمريكية تمنع إيران؛ لكننا الآن لدينا آلية لبيع النفط" ، بحسب "إرم نيوز" .

أمريكا ترد

التهديدات الإيرانية فتحت المجال لطرح تساؤل: هل سيقفز مضيق هرمز بين سيناريوهات التصعيد بين واشنطن وطهران؟ إلا أنه سرعان ما رد القائد بيل اربن المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية، على تهديدات روحاني بمنع صادرات نفط دول المنطقة، والتي فسرت على أنها تهديد بإغلاق مضيق هرمز، ملمحا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحمون الحركة التجارية في مضيق هرمز.

اقرأ أيضا : انهيار «الريال» يشعل الشارع الإيراني وسط مطالبات برحيل روحاني

وقال القائد بيل اربن، إن القوات الأمريكية وحلفاءها الإقليميين "مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة وفقاً لتصاريح القانون الدولي"، بحسب ما أفادت "أسوشييتد برس".

أهمية المضيق

يعتبر أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، حيث يمثل أهمية استراتيجية واقتصادية وتجارية كبرى لدول الخليج العربى بصفة خاصة ودول الشرق الأوسط بصفة عامة، بل هو الرئة التى تتنفس من خلالها دول الخليج، بل المنفذ البحرى الوحيد لعدة دول وهي "العراق - الكويت - البحرين- قطر- الإمارات العربية".

يقع "المضيق" في منطقة الخليج العربي، فاصلا ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وتطل عليه من الشمال إيران "محافظة بندر عباس" ومن الجنوب سلطنة عمان "محافظة مسندم" التى تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه باعتبار أن ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.

ويضمّ المضيق عددا من الجزر الصغيرة غير المأهولة أكبرها جزر قشم الإيرانية ولاراك وهرمز، إضافةً إلى الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات ويبلغ عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60 م فقط، ويبلغ عرض ممرّى الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5كم).

اقرأ أيضا : «لائحة المنع».. وسيلة أوروبا لمواجهة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي

مع اكتشاف النفط ازدادت أهمية المضيق الاقتصادية نظراً للاحتياطى النفطى الكبير بالمنطقة العربية واستيراد الخدمات والتكنولوجيا، بمعنى أن المضيق يربط بين أكبر مستودع فى العالم وأكبر سوق، حيث تعبره من 20-30 ناقلة نفط يوميا بمعدّل ناقلة نفط كل 6 دقائق فى ساعات الذروة.

وتعتبر اليابان من أكبر دول العالم استيرادا للنفط عبر المضيق، وفى حالة غلقه فإن العالم سيحرم من هذه التكنولوجية المتطورة، كما تصدر السعودية 88% من إنتاجها النفطى عبر المضيق، بينما تصدر العراق 98% من انتاجها النفطى عبره، والإمارات بنسبة 99%.

المتضرر الأكبر

في حال غلق المضيق ستكون إيران أول المتضررين لكونها تعتمد عليه فى تصدير النفط الخام إلى دول آسيا، كما سيعود الغلق بالضرر على عدد من الدول الأوروبية وهي إيطاليا، وإسبانيا، واليونان.

العديد من الدول ستلجأ إلى تصدير النفط والغاز الطبيعى عبر الأنابيب مثل المملكة العربية السعودية، حيث قامت المملكة بمد خط أنابيب رأس التنورة، كما تمكنت الإمارات هي الأخرى من مد خط أنابيب والذي بدأت فيه عام 2012.

كما ستضطر الدول العربية لشق قناة مائية على غرار قناة السويس تربط بين الخليج العربي وخليج عمان، وتقوم عند أقرب نقطة بين الخليجين.

اقرأ أيضا : روحاني يصر على البقاء رغم اقترابه من حافة الهاوية

 

شارك الخبر على