في استطلاع «هآرتس» %٨٤ من الإسرائيليين يرون أن أمريكا دولة صديقة

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

كتبت: حسناء محمد

في استطلاع خاص لصحيفة هآرتس بنسختيها العبرية والإنجليزية، أجرته مؤسسة ديالوج البحثية في ذكرى يوم الاستقلال الـ24 للولايات المتحدة، كشفت نتائجه أن %84  من الجمهور الإسرائيلي يرون أنه إذا واجهت البلاد أزمة عسكرية، فإن الولايات المتحدة ستأتي لمساعدتها.

كما تعتقد أغلبية كبيرة من الجمهور الإسرائيلي أن تحالفها مع الولايات المتحدة «أبدي»، وسيصمد أمام اختبارات الزمن، بينما يعتقد %62 من الإسرائيليين، أن العلاقة الخاصة بين البلدين ستستمر، مقارنة بـ%24 فقط ممن يخشون انهيارها.

وفي تصويت لرصد شعبية 7 دول ضمنهم الولايات المتحدة، كانت هي الدولة الأكثر إثارة للإعجاب، واقترب الإعجاب بالولايات المتحدة بنسبة %90 بين جميع اليهود، وعلى عكس التوقعات شمل التصويت العرب كذلك، وإن كانوا أقل حماسا بعض الشيء!

وكان من المثير للدهشة أن تحتل الأرجنتين المرتبة الثانية، ربما في التصويت بعض التعاطف من أجل الإخراج المبكر للنجم ليو ميسي وفريقه من كأس العالم، إلا أننا فوجئنا بالصين في المرتبة الثالثة، قبل فرنسا، وكلاهما يتمتع بشعبية أكبر من روسيا، على الرغم من الوحدة الروسية الكبيرة في إسرائيل والعلاقات الوثيقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

العرب، من جانبهم، لديهم مشاعر إيجابية تجاه روسيا والصين، لكن مفضلاتهم الواضحة هي فرنسا، وفي أسفل الترتيب تحظى إيران بتعاطف عدد قليل من الإسرائيليين اليهود.

لم يكتف الإسرائيليون بالافتتان الخارجي، بل زار الولايات المتحدة %43 منهم، و%23 قالوا إنهم قاموا بذلك عدة مرات، و%17 من الإسرائيليين بما في ذلك %30 من عرب إسرائيل، يقولون إن لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعيشون في الولايات المتحدة، بينما يرغب 32% فى الهجرة إليها.

كما أعرب ٪5 فقط من الحريديم -اليهود الأرثوذكس- عن عدم اهتمامهم بالانتقال إلى المدينة الذهبية، كما وصفها أجدادهم، ولم يشعر أحدهم بحماس كبير، ربما، مع مرسوم رامبام -طقس ديني- يعتقد البعض أن السفر إلى الخارج يشبه عبادة الأوثان، وبمقارنة مجموع السكان اليهود بالعرب الإسرائيليين، يبدو الأخير أكثر تكريسًا لمبدأ "الصمود" الفلسطيني أو التعلق بالأرض.

واعتقد البعض أن الميل الشديد للولايات المتحدة عائد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن هناك عدة أسباب تدحض النظرية، أولا، تم تسجيل مستويات عالية من الثقة في الولايات المتحدة قبل عقد من الزمن، في نهاية ولاية جورج بوش وبداية باراك أوباما، ومن ناحية أخرى ترى الصحيفة العبرية أنه حتى لو أظهر الاستطلاع عودة إلى مستويات عالية من الثقة، بدلا من تغيير دراماتيكي، أظهر استطلاع أجراه العام الماضي المركز البحثي "بيو ريسيرش" أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة التي تثق فيها الرئاسة الأمريكية، فالتعامل مع الشؤون العالمية ظلت دون تغيير بعد انتخاب ترامب.

أما التحفظ الثاني، والذي يثير الدهشة إلى حد ما، فهو أن الإسرائيليين اعتبروا "ترامب" مثل أوباما مع فروقات بسيطة، وبشكل عام، فإن 49٪ من الجمهور الإسرائيلي ينظر إلى الرئيس بشكل إيجابي، مقارنة بـ٪45 ليسوا كذلك.

إنها نتيجة محترمة لترامب، على الرغم من أنها أقل صرامة من المتوقع، إلا إذا قارنتها بمعدلات الموافقة الكئيبة لأوباما: ٪19 فقط ينظرون إلى أوباما بشكل إيجابي، مقارنة بـ٪76 لا يفعلون ذلك.

وفقا للاستطلاع -وربما كنتيجة مباشرة لقدرة ترامب اللا نهائية على تعظيم الذات ونهجه الشائن تجاه النساء- هناك فجوة جندرية متميزة في مواقف الإسرائيليين تجاه الرئيس، %33 من الرجال الإسرائيليين يقولون إنهم يشعرون بشكل جيد تجاه ترامب، مقارنة بـ15 في المئة فقط من النساء.

الدين هو أيضا مؤشر: %48 فقط من الإسرائيليين العلمانيين مثل ترامب، مقارنة بـ 60 إلى %70 ممن يصفون أنفسهم بأنهم تقليديون أو دينيون أو متطرفون.

العرب، كما هو متوقع، لا يستطيعون الوقوف مع الرئيس الأمريكي، حيث قال ٪65 إنهم لا يتعاطفون معه على الإطلاق، لكنهم ليسوا مغرمين بأوباما أيضا: فقط ٪25 من العرب الإسرائيليين يقولون إنهم يحبونه.

وكان التعاطف مع أوباما منخفضا حتى بين الإسرائيليين العلمانيين، لكنه لا يزال ضعيفا لدى مواطنيهم الأكثر دينا، إن الإعجاب الحريدي -صفة تنسب ليهود الحريديم- بأوباما غير موجود تقريبا، كراهية قد تنبع من مواقفه الليبرالية، إذا كنا كريمين، ولكن ربما أيضا من لون جلده، إذا لم نكن كذلك.

وفي هذا الصدد، على الأقل، فإن التوقعات الإسرائيلية حول مخطط ترامب "الصفقة النهائية" -التي تبدو مجمدة حاليا في طي النسيان- تؤكد المخاوف الفلسطينية.

44٪ من الجمهور يتوقعون أن تكون الخطة "مؤيدة لإسرائيل"، مقارنة بـ٪7 فقط ممن يخشون أن تكون مؤيدة للفلسطينيين و٪31 يعتقدون أنها ستكون متوازنة.

التوقعات الخاصة بالاتفاق الذي يميل لصالح الإسرائيليين عالية بشكل خاص بين العرب الإسرائيليين.

شارك الخبر على