أين التطبيق العملي في كلياتنا؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

عيسى المسعوديIas1919@hotmail.comتولي الحكومة اهتماماً كبيراً بتعزيز قطاع التعليم العالي وتخصيص ميزانية كبيرة لدعم هذا القطاع كما تولي أيضا قطاع التدريب اهتمام وأولوية بهدف تنمية وتطوير المهارات والكوادر البشرية من خلال تبني برامج تدريبية مختلفة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص إضافة إلى التوجه الحكومي في تشجيع القطاع الخاص على تأسيس جامعات وكليات تلبي احتياجات السوق من مختلف التخصصات المطلوبة، ولقد شهدت السلطنة خلال السنوات الفائتة نقلة كبيرة ونوعية في قطاع التعليم العالي، وأيضا في قطاع التدريب من خلال عدد الجامعات والكليات الموجودة وأيضا ارتفاع أعداد مراكز ومعاهد التدريب المتخصصة والتي أصبحت منتشرة في مختلف محافظات وولايات السلطنة، ولكن رغم كل هذا التقدم والنجاح في هذه المجالات إلا أن مخرجات هذا القطاع حتى الآن لا تلبي التطلعات والطموح وهذا بشهادة عدد من المختصين والمسؤولين في مؤسسات القطاع الحكومي والخاص حيث تفتقد نسبة كبيرة من هذه المخرجات وللأسف الشديد إلى المعرفة العملية بالأعمال أو التخصصات التي كانوا يتعلمونها أثناء وجودهم في مقاعد الدراسة فالعديد من الجامعات والكليات لا تزال تركز على التعليم النظري في الدراسة، وعدم الاهتمام بالتعليم أو التدريب التطبيقي والذي يعد من الأمور المهمة في تطوير وتنمية معارف وأداء الشباب وبالتالي نجد المخرجات بعد التخرج والالتحاق بسوق العمل غير قادرة على إنجاز الأعمال بالشكل الصحيح والمطلوب منها، وتواجه تحديات في هذا الخصوص مما يجعلنا نطرح أكثر من استفسار وعلامة تعجم على أسلوب التعليم والطريقة المعتمدة في هذه الجامعات والكليات حول هذا الموضوع.الجميع يعرف أن الدراسة اليوم أصبحت لا تعتمد فقط على الأسلوب النظري وأن هناك العديد من التخصصات في الجامعات والكليات وخاصة التخصصات الفنية تحتاج إلى دراسة تطبيقية وعملية وليس فقط نظرية مثل الهندسة الميكانيكية والكهربائية وتخصصات تقنية المعلومات والإعلام وفني الشبكات والاتصالات وغيرها من التخصصات وهذا لا يمكن أن يحصل عليه الطالب في مقاعد الدراسة، وإنما في سوق العمل وفي التجربة العملية عندما يتدرب ويعمل في المؤسسات وعندما يحظى بفرص تدريبية عملية في هذه المؤسسات المتخصصة حتى يستطيع مواجهة التحديات والتعرف على كيفية إنجاز الأعمال وفي مختلف الظروف، وللأسف أغلب الجامعات والكليات حالياً تقوم بالتركيز على التعليم النظري لسنوات تصل إلى 4 سنوات أو 5 سنوات، وتعطي فترة شهر أو شهرين فقط للطالب مع نهاية الدارسة كفرصة تدريبية عملية في إحدى المؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة وحتى هذه الفرصة لا تقوم إدارة الكلية بمتابعة الطالب ومعرفة مدى استفادته من برنامج التدريب في المؤسسة وإنما تكتفي بطلب شهادة التدريب من المؤسسة بينما وللأسف العديد من الطلبة والطالبات يلتحقون في مؤسسات لا يستفيدون من فرص التدريب، وذلك لعدة أسباب مختلفة، وبالتالي كيف سيستطيع الشاب أن يكتسب المعرفة المطلوبة أو التعرف بشكل أفضل وعملي للتخصص الذي درسه حتى يكون جاهزاً بالفعل للالتحاق بسوق العمل، وبعد ذلك نجد النقد الكبير على الشباب عند التحاقهم بالعمل فعلياً في المؤسسات وانهم غير قادرين على إنجاز العمل وأنهم لا يملكون المعرفة والمهارة المطلوبة في إنجاز الأعمال رغم أنهم خريجون من جامعات وكليات يفترض أن تكون مرموقة وعلى مستوى عالٍ في جودة التعليم.إننا بحاجة إلى التقييم المستمر وإعادة النظر في طريقة التعليم في جامعاتنا وكلياتنا سواء كانت الحكومية أو الخاصة وأن نعطي مساحة أكبر وفرصاً أكبر للتعليم والتدريب العملي وأن يكون متوازناً مع الدراسة النظرية بل العكس يجب الاهتمام أكثر بالتدريب والتعليم الميداني حتى يكتسب الطلبة والطالبات المعرفة المطلوبة، والمهارات والخبرة العملية حتى يكونوا أكثر تمكناً ودراية بالتخصصات التي درسوها وتعلموها وأيضا المتابعة الميدانية من إدارة الكليات للفترة التي يقضيها الطالب والطالبة أثناء التدريب العملي، وعدم الاكتفاء فقط بالشهادة التدريبية فالخبرة وتنمية وتطوير المهارات الذاتية لا تأتي بالأسلوب النظري أو الاعتماد على دراسة بما جاء فقط في الكتب، وإنما بالاحتكاك والعمل الميداني بما يعزز من الدراسة النظرية، إننا لا نطالب أو نتحدث عن أسلوب جديد غير معروف أو نبتكر شيئاً جديداً فكل الندوات والمؤتمرات المتخصصة والخبراء تحدثوا عن أهمية الاهتمام والتركيز بالتعليم والتدريب العملي فلا يعقل على سبيل المثال أن يتخرج طالب في تخصص الإعلام وهو لا يجيد كتابة الخبر الصحفي ولا حتى القدرة على اختيار عنوان صحيح أو حتى لا يدرك أهمية تكوين مصادر معلوماتية وكذلك لا يعقل أن يتخرج طالب في تخصص الهندسة الكهربائية وهو لا يعرف الفرق بين السالب والموجب أو حتى القدرة على توصيل التيار الكهربائي لمصباح صغير في الغرفة وغيرها من الأمثلة في تخصصات متعددة لذلك فإننا نأمل من الجامعات والكليات المختلفة أن تولي التعليم والتدريب العملي أهمية وأولوية أثناء الدراسة، وأن يتم تخصيص برامج تدريبية عملية للطلبة لتعزيز معارفهم وخبرتهم بالتخصصات التي يدرسونها، وأن تكون هناك متابعة من هذه المؤسسات التعليمية للطلبة أثناء فترة التدريب حتى يحقق الطالب الاستفادة الكبرى من فترة التدريب والدراسة، وحتى نرتقي بمخرجات التعليم بشكل عام، وبالتالي استفادة سوق العمل من كوادر شابة مؤهلة علمياً وعملياً وبلا شك أيضا أن المؤسسات الحكومية المعنية بقطاع التعليم العالي لها دور كبير في هذا الموضوع من خلال التقييم والمتابعة المستمرة لسير العملية التدريسية في هذه الجامعات والكليات، واتخاذ الإجراءات والخطوات التي تضمن لنا جميعاً أفضل النتائج.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على