أغان قديمة عرّضت مجدديها للنقد.. دعوى ضد دوللي شاهين بسبب «يا حلو صبح»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

عادةً ما تُثير وقائع إعادة إنتاج الأغاني القديمة، عبر مطربين حاليين، حالة من الجدل في صفوف الجماهير والنقاد، وبلا شك أن عملية إعادة تقديم عمل قديم، خاصةً إذا ما كان لفنان كبير، مجازفة حقيقية يقوم بها الفنان المعاصر، وذلك لتباين آراء الناس حولها، فمنهم من يتمسّك بها على صورتها القديمة، ومنهم من تستهويه ولا يُعارض، بينما يرى جانب من النقاد أن تلك الظاهرة إفلاس فني يعاني منه بعض الفنانين، أو محاولة للقفز على نجاحات سابقيهم، وجانب آخر يرى أن الموسيقى تتطور، والتكنولوجيا أيضًا، ويمكن الاستفادة من ذلك في تطوير أي أغنية.

وبصفة عامة فإن هناك العديد من الدوافع التي يلجأ إليها المطرب لإعادة إحياء أغنية قديمة، أبرزها الاحتفاء بالنجوم الكبار السابقين، ولأهم الأغنيات التي حظيت برواج كبير بين صفوف الجماهير العربية المختلفة، وكذلك يلجأ البعض إلى فكرة إعادة إنتاج بعض الأغنيات القديمة قصد كسب شعبية النجم أو الأغنية التي يعاد غناؤها، أو كسب جمهور ذلك النجم، عبر تقديم الأغنية من جديد بتقنيات حديثة، أو مخاطبةً لغريزة الحنين إلى الماضي لدى الجمهور الحالي، غير أن الكثير من الفنانين يفشلون في ذلك، ويتعرضون للانتقاد من منطلق إخفاقهم في الوصول إلى درجة الحرفية التي أدّى بها الفنان صاحب الأغنية الأصلية، أو تقديمها بصورة لا تليق.

يا حلو صبح - دوللي شاهين

الفنانة دوللي شاهين، طرحت مؤخرًا كليب أغنية "يا حلو صبح"، للمطرب محمد قنديل، ومن كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان الموسيقار محمد الموجي والذي أعرب ورثته عن غضبهم من المطربة اللبنانية وإعادة تقديمها للأغنية دون موافقتهم، وأعلنوا أنه جار تحريك دعوى قضائية ضد المطربة اللبنانية والجهة المنتجة، مع المطالبة بوقف إذاعة الأغنية، حيث تم ارتكاب أخطاء فادحة في المقام الموسيقى وتشويه اللحن الأصلي، ومن جانبها، أعلنت جمعية المؤلفين والملحنين، أنه جارٍ إرسال إنذارات إلى دوللي شاهين، وقناة "مزيكا"، لرفع كليب الأغنية فورًا، إلى جانب رفع قضية على المنتج والقناة، لعدم حصولهم على التصريح باستغلال الأغنية.

الناقد الموسيقي أحمد السماحي كتب هو الآخر عبر "فيسبوك": "دوللي شاهين طرحت مصيبتها السودا يا حلو صبح، رائعة مرسي جميل عزيز، والكبير محمد الموجي، وغناء الصوت العذب الجميل محمد قنديل، والحقيقة إننى لا أجد كلامًا أسب وأقذف به هذه المغنية صلعاء الفكر، فقيرة الإحساس، معدومة الموهبة، بعد أن أساءت وشوّهت بصوتها الضعيف الذى يشبه نعيق غربان الملاهي الليلية رائعة عمنا محمد قنديل الجميلة.. من سمح لهذه الصلعاء بغناء واحدة من أجمل أغنيات التراث، وواحدة من أعذب أغنيات قنديل الغناء، التي عندما نسمعها في الصباح تتفتح أبواب الأمل، أمامنا، ونشعر بالبهجة، والتفاؤل؟ وأين نقابة الموسيقيين من العبث بتراثنا الغنائي؟".

مش عليّه - محمود الليثي ورضا البحراوي

المنتج أحمد السبكي قام بحذف أغنية "مش عليّه" التي غناها محمود الليثي ورضا البحراوي ضمن فيلمه "أمان يا صاحبي"، سبتمبر 2017، وذلك بناءً على قرار الرقابة على المصنفات الفنية حتى يستطيع عرض الفيلم، ويعود سبب منع الأغنية، بعدما تقدّمت جمعية المؤلفين والملحنين بشكوى للرقابة بضرورة منع الفيلم، لأن الأغنية تُعد تشويهًا لأغنية "فكروني" للسيدة أم كلثوم، من كلمات عبد الوهاب محمد، وألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب.

إليسا موطني

في عام 2015، أعادت الفنانة اللبنانية إليسا، تقديم قصيدة الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان "موطني"، والتي سبق وغناها عدة مطربين عرب أبرزهم العراقي إلهام المدفعي عام 2005، إلا أنها تعرضت لانتقادات واسعة عقب صدورها، بسبب نطقها حرف الطاء في كلمة "موطني" مخففًا وقريبًا من حرف التاء، وردت على ذلك في تصريحات لـ"العربية، بأن من يتجاهل العمل الكامل ويقف عند حرف واحد من حروف كلمات الأغنية يظلم العمل ككل.

على رمش عيونها -  حمادة الليثي

في عام 2013، قام المطرب حمادة الليثي بإعادة تقديم أغنية "على رمش عيونها"، للمطرب وديع الصافي، من خلال أحداث فيلم "القشاش"، ووقتها طالب الموسيقار الكبير حلمي بكر، بمنع عرض الأغنية التي وصفها بـ"المهزلة"، لأنها تشوّه اللحن الذي برع في تقديمه الموسيقار بليغ حمدي، من كلمات الشاعر الكبير حسين السيد، إلا أن الأغنية حققت نجاحًا كبيرًا، خاصةً أن صناع الفيلم تعمدوا تقديمها مع وصلة رقص قدّمتها الراقصة صافيناز لأول مرة.

مغرور - ريكو

المطرب الشعبي ريكو، قدّم أغنية "مغرور" للفنان عبد الحليم حافظ، ضمن أحداث فيلم "حاحا وتفاحة" (2006)، ولكن بطريقة مختلفة، وتعرضت لانتقادات كبيرة، ووُصفت وقتها أنها أساءت لواحدة من أجمل أغاني العندليب الأسمر التي غنّاها خلال أحداث فيلم "الخطايا"، من كلمات محمد حلاوة، وألحان الموسيقار محمد الموجي.

حب إيه - محمد سعد

في عام 2002، أعاد الفنان محمد سعد تقديم أغنية "حب إيه"، لكوكب الشرق أم كلثوم، ضمن أحداث فيلمه "اللمبي"، ولكن بشكل شعبي وبتوزيع جديد، ووقتها هاجم عدد من الملحنين صناع الفيلم، مطالبين بضرورة وقف عرض العمل، إلا أن هذه المطالبات لم يؤخذ بها، بل ونجحت الأغنية للغاية، والأغنية الأصلية من كلمات عبد الوهاب محمد، وألحان الموسيقار بليغ حمدي.

الملاحظ أن ما يفعله المطربون الآن في إعادة توزيع وغناء الأغنيات القديمة يأتي معظمه بطريقة يرفضها النقاد، وفي كل الأحوال الجمهور هو الفيصل في هذا الأمر فقد يحب الأغنية القديمة بتوزيع موسيقى جديد أو لا يحبها.

شارك الخبر على