«أرابيسك».. رفضه عادل إمام فخلق أسطورة صلاح السعدني وهذا سبب تغيير نهايته

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

«وينفِلِت من بين إيدينا الزمان.. كأنه سَحبة قوس فى أوتار كمان.. وتنفرط الأيام عود كهرمان.. يتفرفط النور والحنان والأمان وينفلت من بين إيدينا الزمان.. الشر شرق وغرب داخل فى حوشنا.. حوشوه لا ريح شاردة تقشقش عشوشنا.. حوشوا شرارة تطيش تشقق عروشنا.. وتغشنا المرايات تشوش وشوشنا» تلك الكلمات التى كتبها الشاعر سيد حجاب ولحنها الموسيقار عمار الشريعى وقدمها حسن فؤاد، لنفتتح بها حكاية «حسن أرابيسك» التى استوحاها الكاتب أسامة أنور عكاشة من الواقع، فلم تكن بعيدة عن المصريين؛ لذلك دخلت قلوبهم مباشرة ولا تزال تلك الشخصية محفورة فى أذهانهم حتى الآن.

مسلسل «أرابيسك: أيام حسن النعماني» عرض أول مرة عام 1994، وضم مجموعة كبيرة من الفنانين: «صلاح السعدني، هدى سلطان، أبو بكر عزت، هالة صدقي، هشام سليم، سهير المرشدي، لوسي، حسن حسني، كريم مطاوع ولطفى لبيب»، وحقق أصداءً واسعة فى الشارع المصري، خاصة قصة حب «حسن» و«توحيدة»، ومع إعادة عرض المسلسل على قناة DMC نستعيد معك كواليس وذكريات هذا العمل، الذى مر عليه 24 عاما.

شخصية «حسن أرابيسك» هى شخصية حقيقية لرجل مصرى يعمل فى صناعة الأرابيسك داخل حى خان الخليلي، التقى به الكاتب أسامة أنور عكاشة فى إحدى المرات، جذبته تفاصيل تلك الشخصية ليقرر أن يحول «على حمامة» إلى أسطورة شعبية، ورُشح  فى البداية الفنان عادل إمام لبطولة هذا المسلسل، الذى أبدى رغبته فى العمل مع «عكاشة»، لكن عندما عرض عليه المسلسل، حدث خلاف بينهما على «من هو مخرج العمل؟» وهذا ما رفضه بشدة الأديب الاستثنائي.

ويحكى المخرج جمال عبد الحميد، أنه كان يحلم بإخراج «أرابيسك» وقد كان، حيث اتصل به الفنان شوقى شامخ ليخبره بان أسامة أنور عكاشة يريد أن يقابله، وعندما ذهب إليه أخبره بأنه اختارُه من تولى مهمة الإخراج، وعن حقيقة الخلاف الذى وقع بين المؤلف و«الزعيم»، يقول «عبد الحميد» خلال لقاء تليفزيونية له، إنه ذهب إلى مجمع التحرير وكان الفنان عادل إمام يصور حينها فيلمه «الإرهاب والكباب» ووجد عنده أسامة أنور عكاشة، وتخانق الثنائى بعد أن رشح الأول المخرج إسماعيل عبد الحافظ لتولى مهمة الإخراج.

ومن هنا ذهبت بطولة «أرابيسك» إلى الفنان صلاح السعدني، الذى أجاد الشخصية وجعلها محفورة فى تاريخه الفني، فـ«حسن» هو شاب مصرى يجيد صناعة الأرابيسك، يجمع ما بين الطابع الجاد والحس الفكاهى ويعرف بالرجولة والشهامة، حيث تجده يقف بجوار أهالى الحى حتى لو يتسبب ذلك فى مشاكل كثيرة له، ويعود أصله إلى صناع الأرابيسك الذين نقلهم العثمانيون إلى إسطنبول من أجل بنائها، وهناك خيروهم بين البقاء أو العودة إلى مصر، لتبرز قيمة التمسك بـ«الهوية»، وأداء «السعدني» أقنع المشاهدين بأنها شخصية متواجدة بالفعل من لحم ودم وليس مجرد بناء على ورق.

ننتقل بعد ذلك إلى علاقة «حسن أرابيسك» بـ«توحيدة» التى استحوذت على اهتمام كبير من قبل المشاهدين، وتتحدث الفنانة هالة صدقى عن دورها ومدى إعجاب المؤلف أسامة أنور عكاشة بها، الذى قال لها: «ياهالة لو أنا عارف إنك هتعملى (توحدية) بالشكل ده على الشاشة، تأكدى إن الوضع كان هيكون مختلف خالص، لأن (توحيدة) بقيت بتوحشنى على الشاشة»، وكان أشد المعجبين بشخصيتها هم سائقو التاكسى واللوري، نظرًا لتمثيلها تلك الفئة.

ما حدث مع الفنان صلاح السعدنى تكرر أيضًا مع الفنانة لوسي، حيث رشح الكاتب أسامة أنور عكاشة الفنانة آثار الحكيم فى بداية الأمر من أجل لعب دور «أنوار»، إلا أنها اعتذرت عن تقديمها بسبب ظروف حملها واقتراب موعد الولادة، ليذهب الدور إلى لوسي.

ما لا يعلمه البعض أن نهاية المسلسل لها نسختان، التى عرضت فى الخليج كانت تسبق بحلقات عن النسخة المصرية والتى تم تغيير النهاية بها، بعد اعتراض البلاد العربية على النهاية، وهى: أن «حسن أرابيسك» و«توحيدة» لم يتزوجا، لذلك تم تعديل تلك النهاية فى النسخة المصرية بزواج الثنائى وإنجابهما «دنيا».

على ما يبدو أن كافة الأعمال السينمائية والدرامية التى رفضها الزعيم عادل إمام كانت محطة فارقة ونقلة نوعية فى المشوار الفنى لنجومها، مثل: «أرابيسك»، «رأفت الهجان»، فيلم «حدوتة مصرية» وفيلم «سواق الأتوبيس».

شارك الخبر على